فيصل ريكان||
عند الشدائد يظهر المعدن النقي الاصيل من المعدن السيء الرخيص للرجال ، وفي الازمات يتسابق اصحاب الضمائر الحية لتقديم المساعدة وشد ازر الاخرين لتخفيف البلاء عنهم، بينما يتسابق اصحاب النفوس المريضة للاستفادة من هذا البلاء لتحقيق المكاسب الشخصية والربح على حساب مصائب والام الناس، وقد يستغل البعض الازمة لرفع اسعار بعض المواد لتحقيق زيادة في الربح على حساب المساكين والفقراء او يستغل نشاط تجاري معين لتحقيق مكاسب مادية سريعة غير مقبولة ،كما يحدث من احتكار للكمامات او الكفوف او غير ذلك من المواد المطلوبة اليوم ،وقد يتغاضى المحتاج عن هذه التصرفات او يسكت عنها بسبب الانشغال بمحاولة الخلاص من خطر كورونا ، لكن هل يكون من المعقول ان يبيع احدهم كمامات من قماش قد تنقل المرض ويتم السكوت عنه ،لم نسمع او نشهد ذلك لمخالفته لأبسط قواعد البيع والشراء ولمخالفته ايضا لمتطلبات الحاجة لان تجاوز المقبول له حدود.
لكننا سمعنا اليوم ان بعض المنحرفين تاجروا بمادة الطحين ووضعوها بدل دواء ينقذ الكثيرين ، وبهذا تجاوزوا كل الحدود بتعرضهم غير المسبوق لحياة وسلامة المرضى غافلين مخافة رب العباد تاركين ضمائرهم خلفهم ودون حساب لنتائج هذا العمل الدنيء واثار نتائجه الكارثية الصحية والاخلاقية والاجتماعية.
كورونا في العراق افرزت لنا اليوم مجموعة من المنحطين ،استغلوا الحاجة لعنصر الزنك لتقوية المناعة ضد فايروس كورونا ،وانتجوا اقراص تحتوي على مادة الطحين الابيض بدل الزنك التي تهاتف الناس على شراءها ظنا منهم انها ستحميهم من هذا الفايروس اللعين وخصوصا المصابين به ممن سلم نفسه لهذه الفئة الضالة التي اسهمت في موت الكثير من المصابين خصوصا من كان بحاجة ماسة لهذه المادة من اجل الشفاء، عندما تنظر الى حدوث مثل هذا الامر المنافي لكل القيم الإنسانية ولكل الشرائع السماوية تصاب بالصدمة لوجود مثل هؤلاء القتلة ، بين ظهر انينا دون ان نشعر بهم والمصيبة الاكبر ان يتم توزيع هذه المادة بواسطة المذاخر والصيدليات التي قد يكون بعضا من اصحابها مشتركين بهذه الجريمة النكراء بعلمهم او بدون علمهم.
نحن اليوم نتساءل بألم مصحوبا بحسرة اين اجراءات الرقابة والفحص على الادوية ،التي يجب ان تتبع من قبل وزارة الصحة ونقابة الصيادلة واين توجيهات الاجهزة المختصة للصيادلة باتباع الشروط اللازمة للأدوية المنتجة من مناشئ معلومة محددة، اضف الى ذلك اين العقوبات الرادعة لمثل هذه التصرفات للصيدليات والمذاخر الطبية لان من امن العقاب اساء الادب بل من امن العقاب باع العلاج القاتل واين ضمير الانسان ، حين يتعامل بهذه الصورة البشعة بعد حدوث هذه الجريمة والتي قد تسببت بوفاة الكثيرين، نأمل من الاجهزة المختصة ان تكون جادة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على مثل هذه الاعمال والقبض على افراد هذه العصابة المنحطة لان الثقة بدأت تهتز فاين يذهب من يحتاج الى الدواء يجب ان يكون هناك نظام سليم يصل من خلاله الدواء الصحيح الى المذاخر والصيدليات ،ويجب ان تتوفر رقابة صارمة على ذلك لضمان حياة الجميع والاستمرار بمنح الثقة لبيت الشفاء.
https://telegram.me/buratha