وليد الطائي ||
يقول جورج أورويل الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة لا يعتبر ضحية بل شريكا في الجريمة ! ،، بشكل يومي ومنذ سنوات تطالعنا الطبقة السياسية الحاكمة في العراق وايضا الحكومات التي تنتجها هذه الطبقة السياسية التي أصبحت عبئا كبيرا على البلد .
يقولون ان العراق ليس فيه أموالا غير أموال واردات النفط ومن ثم تتحول إلى رواتب ويشكون من التقشف وكل حكومة جديدة تنصب تأتي لنا بخدعة جديدة وهكذا استمر حال البلد من سيء إلى أسوأ ، وعدد ليس قليل من السياسيين يشيعون هذه الثقافة بين أوساط الشعب العراقي وفي كل وسائل الإعلام ، لا يتحدثون عن أموالا أخرى غير أموال النفط بحيث أصبحت هناك فكرة عند هذا الشعب المخدوع ان كل شي متعلق بأسعار النفط وان حياة العراقيين متعلقة بأسعار النفط وإذا لم يكن هناك نفط سيموت الشعب كأن العراق ليس فيه ثروات وموارد أخرى !
اتذكر مداخلة النائب عبد الأمير التعيبان الدبي في عام ٢٠١٩ أثناء قراءة مسودة الموازنة العامة التي ارسلتها حكومة عادل عبد المهدي ، السيد النائب الدبي تحدث بكلام عراقي وطني بامتياز وبحرقة قلب خاطب رئيس البرلمان قائلا له انا منذ اسبوع اطالع مسودة الموازنة بشكل دقيق ولم اعثر على واردات شركات الاتصالات والمنافذ الحدودية في هذه الموازنة وهذه أموال شعب اين ذهبت هذه الأموال والكلام للسيد النائب ، يبدو السؤال احرج السيد رئيس مجلس النواب فما كان أمام رئيس المجلس غير الهروب من هذا السؤال المحرج وكأنها قنبلة فجرها السيد النائب في قبة مجلس النواب وامام الشعب العراقي وكشف سرا مستورا مسكوتا عنه منذ أعوام .
وهو سؤال يطرحه كل عراقي اين ذهبت هذه الأموال طيلة سبعة عشر عام وكم هو حجمها ولماذا لا يعرف الشعب العراقي حجم هذه الأموال ، وما هو حجم المشاريع التي أنجزتها الحكومات من خلال هذه المليارات الهائلة ، اقول بكل تأكيد لا تعتقد هذه الطبقة السياسية التي تسلطت على ثروات وخيرات الشعب ان تكون في مأمن او تهرب إلى دول الخارج وان تلك الدول ستوفر الحماية الكافية لهم بعيدا من حساب الشعب العراقي أبدا ، هناك حساب عسير لتلك المجاميع الفاسدة والتي هرب بعضها إلى بلدان اجنبية محتميا بالجنسية الأجنبية التي امتلكها من تلك الدول ، سيكون كل اللصوص والسراق تحت طائلة القانون وكل الفاسدين سيكونون في قفص اللصوص .
هناك اموال لا تعد ولا تحصى لا يعرف مصيرها العراقيون ، هناك إيرادات غير نفطية هائلة العراق قادر ان يعيش بها بعيدا عن النفط ونستذكرها كالتالي ؛ إيرادات المنافذ الحدودية وإيرادات الهيئة العامة للضرائب إيرادات الهيئة العامة للكمارك إيرادات أمانة العاصمة بغداد إيرادات دوائر البلديات إيرادات التسجيل العقاري ايرادات المرور العامة ودوائر الجوازات والجنسية والإقامة وايرادات بيع وايجار ممتلكات الدولة إيرادات متنوعة من جميع وحدات الانفاق والغرامات والتضمين والرسوم والاستقطاعات إيرادات وزارة التجارة السايلوات مليارات مجهولة .
إيرادات دواوين الأوقاف مليارات مجهولة إيرادات أرباح الشركات الرابحة المصارف الحكومية وشركات التأمين إيرادات وزارة النقل وشركات النقل العام والخاص والطيران والسكك الحديد الحكومية إيرادات رسوم الدراسات المسائية والصباحية ونسبة من إيرادات الجامعات والمعاهد والمدارس الأهلية إيرادات رسوم المحاكم والدوائر العدلية ورسوم الدوائر الصحية إيرادات دوائر الماء والكهرباء والزراعة وشركاتها الرابحة إيرادات ورسوم وزارة الخارجية والسفارات بالخارج إيرادات رسوم مسجل الشركات ورسوم دوائر وزارة الداخلية إيرادات بيع المنتوجات النفطية المحلية وايرادات الأمانات التي تمضي عليها المدة القانونية إيرادات إيجار المجال الجوي لشركات الطيران العالمي إيرادات وزارة الشباب والرياضة وايجارات الملاعب والمنشآت الرياضية إيرادات المتحققة من المنشآت السياحية وارباح الشركات العامة لتجارة السيارات والمواد الغذائية والمعارض العراقية إيرادات وزارة الثقافة والسياحة والآثار ، إيرادات المديريات العامة للتربية في جميع محافظات العراق ، هذه أموال طائلة أرقام خيالية تجنيها الحكومات لكنها تختفي ولا يعرف مصيرها العراقيون ،
نأمل من النواب الشرفاء ان يوضحوا حقيقة هذه الأموال واين ذهبت وتذهب وكم هو حجمها طيلة سبعة عشر عام ،
https://telegram.me/buratha