حيدر السعيدي ||
جريحاً وفوق جرحك كل يوم تُجرح , ومتألماً وهم يكيدون لك لتبقى في دوامة الالم , وحبيباً في كل لحظة ازداد فيك عشقاً , واشتاق إلى لثمك وتقبيل اعتابك وشم عطرك الفواح .
يا حبيبي يكيدون ويمكرون وانت لما تزل بهياً جميلاً رغم ما يفعلون , أرادوا لمسيرك ان ينتهي ولما خابت مساعيهم بذلوا جهدهم لأن يبقى مسيرك متعرجاً , عرفوك عظيماً منذ (7320) عاماً مطرزة بالخلود , انت تسلك مسالك المجد , وتأبى ان تستكين لمؤامراتهم او تستجيب لمآربهم الشريرة .
يا عراق كم ساحر القى ثعابينه في أرضك , فكانت عصاك تلقف مايأفكون , وكم فرعون طغى في ملكك التليد وانبرى له من ابناءك مرددا : ( سلام على من اتبع الهدى ) , لطالما أصابت الادواء الكون فأمست شعوبا تشكو من الاسقام , واضحى العراق يبرء كل اكمه وابرص واصم.
ليس غريبا أن يلتحف في رداءك كل صالح وعظيم , وان يختار ترابك كل امير وزعيم , فيك كل شي مقدس لأنك احتضنت المقدسات , والماكرون انجاس لانهم اقترفوا كل رذيلة بحقك .
اصبر وارتفع شامخا لاتهاب الاشرار وان بعثروا لؤلؤ عقدك الجميل , فكل محب لك سيرصعه على جيدك من جديد , وكل مخلص لك سيفتخر بأمجادك ويحافظ على استقلالك .
أرادوا أن يجعلوك أشلاء متناثرة , ويحكم عليك بالتشرد والضياع , وتأويك ملاجئ الاستكبار ويسكب عليك من دموع التماسيح قطرات واهمة , ظن المتجبرون ان ذاكرتنا ذاكرة سمك , فراعهم اننا نمتلك ذاكرة الغراب الاسحم .
اصبر وامتلأ فرحا ونشوى , فلقد أمسى الماكرون في ضياع وخوف , وانت صار ليلك في وقت السحر , الصبح منك قريب وفجر الحياة سيغمرغرتك الناصعة بضياءه الواسع , وأمسى اعداؤك في ظلام فهم استعانوا بالشيطان وانت تلوذ بالرحمن , ولم تفارق شفاهك ذكر الله تعالى وذكر الرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام ) .
عراقنا يصبح بتراتيل القرآن المجيد , ويمسي على تكبير المآذن , ليغفو على صوت المتهجدين , ويلصق كل يوم جبينه على اضرحة الصالحين ويعفر خده بتلك البقاع الطاهرة , ياعراق سيأتي اليوم الذي ينشد فيه أطفالنا رائعة شيخ تغلب :
اذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابرة ساجدينا
9/ 7 / 2020
https://telegram.me/buratha