حيدر السعيدي ||
قال تعالى : ( فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) , عند النظر في تأريخ الامة الإسلامية تبرز لنا شخصيات كبيرة خلال تلك الفترة الطويلة من حياة الامة , تلك الشخصيات التي قامت بتحمل أعباء دعوة الناس الى الطريق القويم والى نور الإسلام العظيم , مستمدة من سنة النبي الأعظم واهل بيته ( صلوات الله عليهم ) منهاجا يضيء لها المسالك كي تحث الخطى نحو مستقبل مشرق لخيرامة أُخرجت للناس .
وحديثنا اليوم عن علم من أولئك الاعلام , الا وهو السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي ( قدس سره الشريف ) والحديث عن هذا العلم ليحار فيه كبار الكُتاب , ذلك ان هذه الشخصية الحوزوية الفذة قد تركت اثارا علمية كبيرة في مختلف العلوم الإسلامية , لا سيما في علم الرجال والتفسير والفقه والأصول وغيرها , وخير شاهد على ذلك تفسير ( البيان ) وما فيه من أبحاث مختلفة ينهل منها الساعون لطلب الحقائق العلمية والشرعية , أسلوب السيد الخوئي في عرض الحقائق يقوم على استعراض الآراء المختلفة , ثم يأتي على دحضها بحجج دامغة يُذعن لها كل ذي عقل راجح , وهذا هو الأسلوب العلمي السليم في تكذيب الاباطيل وفضحها ليسطع بعد ذلك نور الحقائق التي لا تقبل الشك ولا التأويل .
سلطان الفقهاء (السيد الخوئي ) شغل حياته الحوزوية منذ مجاورته لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) بتخريج الدورة تلو الدورة في حوزة النجف الاشرف , وكان أستاذا للاساتيذ وعالما للمتعلمين وزعيما للحوزة العلمية على مدار سنوات عديدة , وقد تعلق السيد الخوئي بالقرآن الكريم ايما تعلق فهو الذي يكتب في مؤلفاته :
( القرآن مرجع اللغوي ودليل النحوي وحجة الفقيه ومثل الاديب وضالة الحكيم ومرشد الواعظ) .
وعندما انتقل السيد الخوئي الى جوار ربه لم يأفل نجمه بل بقي ساطعا , وبقي فكره خالدا ومنهجه في التدريس ماثلا متجددا لاساتذة وطلاب الحوزات العلمية , وحفلت الكتب العقائدية بمناظراته لليهود معلنة انتصار الإسلام على غيره من الملل والنحل , وزخرت اعظم المؤلفات بمواعظه وارشاداته للذين يُناصبون العداء لمذهب الامامية بغيرعلم ولا هدى ولا كتاب منير .
https://telegram.me/buratha