مذ لبى المؤمنون الاوائل دعوة الرسول الخاتم ( صلوات الله عليه واله) والتحقوا بصفوف الاسلام الحنيف لم يجد المشركون وسيلة اجدى لهم من محاولة تفكيك هذا التجمع الجديد الذي بدأ يشرق في سماء مكة المحاصرة بأوثان الطغاة الذين عمدوا الى استخدام شتى السبل والوسائل لمنع قيام الدين الجديد تارة بالضغط على من اتى به ومحاولة ثنيه عن عزمه الالهي لتغيير معالم الحياة وهدم كل اشكال الظلم والجور والعدوان وتارة باتباع كل السبل لمنع الالتحاق بصفوفه التي بدأت تشكل رعباً يهدد سلطة اعداء الله ورسوله (ص) . ولأن احداث التاريخ تتكرر مادام الصراع بين الخير وقواه من جهة وبين الشر واساليبه وعدته وعديده من جهة اخرى فقد تجسد في حزيران 2014 صراع جديد بين زمر متوحشة تنفذ اجندات الاستكبار العالمي الذي تقوده امريكا والحكام السادرون بغيهم خلفها وبين شعب آمن بدينه ووطنه واتبع مرجعيته ولبى ندائها ليلد حشدا عظيما حطم مخططات الاعداء واسقط كل خياراتهم في الاستيلاء على مقدراته فكان ماكان من انتصار اسطوري قلب المعادلات العالمية ووجه البوصلة صوب عراق البواسل الذي اوقف نزيف العالم ومزق اوراق الارهاب التكفيري بين جثث هامدة وبين جرذان عادت الى مخابئها الصحراوية مستظلة بحماية الCIA الجوية والبرية . ومنذ اعلان النصر العسكري العراقي الناجز على دولة الخرافة التكفيرية انطلقت وباشكال واساليب مختلفة ومتعددة الدعوات لاعتقال المارد الشعبي ( الحشد) الذي خرج من قمقم بيت متواضع في احدى ازقة النجف القديمة ليرسم ملامح القوة الجديدة في الشرق الاوسط الذي ظنت ( اسرائيل ) لقعود طويلة انها قد اصبحت فيه السيد الاقوى ، واذا كان من الطبيعي ان تصدر عن تل ابيب وواشنطن دعوات الخلاص من هذا القادم الجديد فان عواصم الخليج والقوى الداخلية التي يحمل ساستها جنسية عراقية تصدرت مشهد المطالبة بحل الحشد ، ولان هذا لم يكن مستبعدا فان الوجه المؤلم لهذه المطالبة قد صدربصيغ مبطنة عن قوى سياسية تناست افضال الحشديين ودمائهم التي كانت ماتزال ساخنة وتفور في عيون امهاتهم وقلوب ابائهم ، ومع ان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة الا ان هذا الظلم وقع من اطراف كانت تخشى من كل مايحيط بها بعد ان غرقت في مستنقع الفساد والفشل لاكثر من 15 عاما ، ولم تكن قادرة على استيعاب خروج مصادر القوة من سطوة ازلامها ، فكان الحديث عن حل الحشد وتسريح رجاله او توزيعهم على وحدات الجيش والشرطة حديثا نسمعه بين وقت واخر .. ونقول لكل من تسول نفسه تكرار نفث سمومه على حشد الله الباسل ، ان الامة التي تريد ان تقف على قدميها لايمكن لها ان تتخلى عن عمودها الفقري وان الحشد هو اماننا الذي افتقدناه منذ قيام الدولة العراقية قبل قرن من الزمان ، وان النهر الثالث الذي نبع من دماء شهداء الحشد وجرحاه مختلطا بعرق جباه مقاتليه الافذاذ الذي قدموا اروع دروس القتال وتفننوا في اذاقة الاعداء مر الهزائم وانكرها سيبقى متدفقا مادام العراق ، وان فتوى المرجعية العليا التي انقذت الارض والعرض ستبقى دستورا لعراق سيد وكريم لا تجرؤ قوى الشر على المساس بأرضه مادام في الحشديين عرق ينبض .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha