🖌محمود الربيعي||
تعد الكلمة من اهم عناصر القوة في الوجود البشري وهي من ابرز مظاهر حياة الانسان وقدرته على التأثير في محيطه وحفظ مصالحه التاريخية والمستقبلية اضافة الى دورها البارز في مراحل حياته المختلفة ومن هنا كان لابد من العناية بها الى حد كبير (( وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )) ، وهنا يحضرني التوصيف الابداعي المتقن الذي استخدمه الراحل عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحيته الشعرية الاثيرة ( الحسين ثأر الله والبلاد ) والتي اورد فيها ردا مفترضا للامام الحسين عليه السلام على مروان بن الحكم حين طلب منه البيعة ليزيد بن معاوية متعللا بانها مجرد كلمة ، فيجيب الامام سلام الله عليه : أتعرف ما معنى الكلمة ، مفتاح الجنة في كلمة ودخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة ، الكلمة لو تعرف زاد مذخور ، الكلمة نور ، وبعض الكلمات قبور ، وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري .. ويختمها الشرقاوي بقوله الكلمة حصن الحرية ان الكلمة مسؤولية ان الرجل هو الكلمة شرف الله هو الكلمة ، وهكذا تتضح اهمية الكلمة وكيفية التعامل بها خصوصا حين تتحول من لفظ منطوق الى كتابة مدونة تتناقلها وسائل النشر وتحفظها للاجيال اليات التوثيق وهذا مايستدعي منا تركيزا شديدا وانتباها كبيرا ينجينا من الوقوع في شر الاستخدام السيء لاهم وسائل التواصل البشري .
وما دعاني لتدوين هذه المقدمة الطويلة هو فرح يهز اعماقي وتنتشي به روحي وانا اطالع جهودا جبارة وعطاءا ثرا يبث نسيمه بيننا اخوة اجلاء سخروا وقتهم وجهدهم وابداعهم للدفاع عن دينهم ومذهبهم ومجتمعهم ووطنهم وتصدوا لنشر الوعي ببصيرة ثاقبة ورؤية نافذة تزيدنا مع كل كلمة علما وفهما وتمنحنا قوة وصبرا وجلدا فليس بوسعي الا ان اقدم لهم جميل الثناء وخالص الامتنان والتقدير داعيا الباري عز وجل ان يوفقهم للمزيد وان بقتح لهم نوافذ رحمته ويمدهم بنور علمه وهو القادر على مايريد ، بينما اجد ومع الاسف الشديد جملة من اخوتنا ممن نتوسم فيهم ذات الحرص على الدين والمذهب والمجتمع والوطن وقد استولت عليهم حالة سلبية منكرة وتجهمتهم غلواء الاضطراب الذي يحيط دنيانا من كل جانب ولم يعد بمقدروهم الوقوف على اقدامهم والذود عن مصالحهم الشخصية و العامة فاصبحوا دون ان يدروا ادوات تتلاعب بها وسائل الاعلام والتواصل الصفراء المعادية وتحولوا الى ناقمين ناقلين دون تروي وتمحيص لكل ما تنفثه اقلام اعدائنا من سموم واحقاد واشاعات وفبركات كبرت حتى يخال لاحدنا اننا نعيش عصر الجاهلية وكأننا الان بلا ولاية ولا مرجعية ولا اخوة مضحين متكاتفين للدفاع عن الوطن والدين ، فوجدت من الواجب ان اقف معهم في هذه الكلمة لادعوهم الى الثبات من جديد والى الكتابة بقلم من حديد نحفر من خلالها بعباراتنا اساطير فجرها شيعة علي عليه السلام في دحر المحتل واجباره على الخروج مهزوما من العراق اواخر عام 2011 والى ملاحم رسمتها دماء الملبين لدماء المرجعية الدينية وهم يشاطرون اخوتهم في حركات المقاومة الاسلامية الباسلة في تخليد نصر عظيم على زمر تكفيرية متوحشة مدعومة من حكام الحقد والاجرام في دول لا تريد الا قتلنا وتمزيقنا ، نعم لا احد ينكر ان بعضا ممن تصدوا لقيادة البلد ممن ارتدى لبوس الاسلام قد امعن في الفساد والفشل وهو يشترك في منظومة صنعها المحترف الامريكي ووضع فيها اليات السقوط في مهاوي الطمع القاتل فكان لسياسيي الشيعة مع الكرد والسنة وباقي الاحزاب بمختلف مشاربها دورا سلبيا بائسا في تحقيق الشروع الامريكي الرامي لصناعة الدولة الفاشلة التي يسرقها حكامها ويتقاتل رجالها وتستسلم نسائها ويضيع اطفالها ، فهل من المعقول ان ينبري الواعون المثقفون الى الى المساهمه في تكريس نتائج المشروع الامريكي الذي هزمناه عسكريا ليصنعوا له نجاحا جديدا حين يقصرون في نشر الوعي الايجابي ويعمدون الى تكريس الحالة السلبية ، هذا ما لانريده وعلينا ان نتعاون لايقافه مستمدين العون ممن نعمل جميعا لوجهه تعالى شأنه .
https://telegram.me/buratha