حيدر السعيدي||
عند التأمل في المباحث الاخلاقية التي يصوغها علماء الاخلاق من استقراءهم للايات القرانية المباركة والسنة النبوية المطهرة نجدها زاخرة بمعاني صيانة النفس وحفظ كرامتها , والنأي بها عن اي مظهر من مظاهر الذل والهوان , وفي هذا المضمار تطالعنا الايات المباركة : ( ونفس وماسواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ) , ويندرج في سياقه حديث رسول الله ( ص) : ( انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ) ويقتبس شاعرنا العربي هذه المعاني الكبيرة ليطرز بها ثنايا قصيدته :
صُن النفس واحملها على مايزينها تعش عزيزا والقول فيك جميل
مايثير الاستغراب حقا ان هناك افرادا من بني البشر لا يكترثون لمسألة هوان النفس , ولا تشكل مفردة صون النفس من الدنايا اي معنى في قاموس حياتهم , متذرعين بحاكمية الظروف المحيطة بهم لأهانة نفوسهم ونفوس من حولهم من الاقارب والاصدقاء والزملاء , او قد يعرضون انفسهم للهوان بحجة التكيف مع ببيئتهم الاجتماعية وظروفهم الحياتية .
في مقابل تلك المشاهد الرخيصة من هوان النفس وبشاعة المواقف المتدنية يبصر الناظر لمواقف سامية من اهل الهمم العالية اُباة الضيم وجبال الصبر على المحن والشدائد , يعضون على النواجذ تجلدا ولا ينبسون ببنت شفة عن احوالهم ومعاناتهم في اقسى الظروف واحلك المحن وتظاهر الزمان وقلة الناصر وخذلان الصديق .
محترفو الهوان لا يروق لهم ان يشاهدوا تيجان الكرامة تتلألا فوق رؤوس اولي البأس الصابرين في الباساء والضراء , المحافظين على كرامتهم في زمن التسابق خلف المغريات وماراثون اللهث بميدان المغانم .
https://telegram.me/buratha