تعيش الشعوب ذاتها و تشعر بعظمة كينونتها وتتجدد طاقاتها على طريق الطموح الذي لايمكن أن يتحقق مالم يكن للشباب اليد الطولى وعلى أساس المبدأ والنظام. ومنذ خمسة عقود ونحن نعيش و نعي حالات التغيير الاقتصادي والسياسي ومن ثم الاجتماعي بشكل موازي مع المتغيرات الحاصلة في العالم من حولنا وخصوصا في الدول المزدهرة، حيث أكد شبابنا ونحن كنا كذلك بتأثرنا السريع المكتسب وخصوصا الغريب منه! لكن ذلك التأثر وصل الى حالة قطع النفس والاختناق! فالاختناق يؤدي الى الموت وهذا معناه لاطاقة ولاطموح ولاتغيير، و إنما موت بطىء. ماذا يحدث في بلاد الرافدين العريقة؟ ماذا حل بناسها بشعبها باهلها؟ عشرات الكلمات تنهال على ذاتي العراقية بشكل جمل وقعها أقوى وأكثر ضررا من وقع الصواريخ البالستية! ماذا يحل في بلدي التي خلقها الله حرة كريمة عزيزة غنية! بالتاكيد المشكلة ليست في الارض الخصبة ولا بنهريها الخالدين بل حتى النفط لاذنب له! الذنب ذنبي انا الشاب الذي انقطع الهواء عني فطلبت النجدة ومدت الايدي وتلقفتني اجهزة الانعاش التي اصبحت لي منقذا وبدونها اشعر بالاختناق!التموينية التي جعلتني انتظر لقمة الخبز وهي ذات الاثر السايكولوجي الذي اوهمنا بانها بدونها سنموت جوعا. لم يكفي الهجوم على كينونتي من الداخل وقمع الافكار وتدمير الذات، بل اصبح الجو موبوءا بالمؤامرة التي تتجدد في بلدي ويخضع لها ضعاف النفوس واوصلوا قاربنا الكبير الكبير جدا الى عمق البحر الذي لاتنفع فيه قوارب النجاة حتى. لماذا وكيف ظهر في اجيالنا كل هذا العدد الهائل من الانهزاميين الذين يتمنون رؤية العراق تابعا لا متبوعا، لماذا علينا استرضاء مالا يقبل في ذلك الا بخنقنا! لماذا في اجيالنا شباب طموحاتهم ليست طموحات الامة. لقد وصلوا الى كينونة الشاب العراقي وجعلوه قبيحا كفاية ليكره نفسه والاخرين. لماذا بتنا ضعيفين أمام كلمة الحق التي لاينطقها الا القليلين وان قالوها نالوا مانالوا من الشتائم والسباب! ببساطة لقد كان الجميع عليناوضدنا! واستخدموا كل شيء ولزمن ليس بقصير وطمسوا الهوية بل سيحرقوها، ويريدون ان نكون تابعين! ولكن هيهات منا الذلة!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha