✍️ السيد احمد فليح الأعرجي||
على الرغم من أن العراق اليوم بنظامه السياسي المتصدع، ومطالب شبابه بإصلاح بنيوي وجذري على الصعيدين السياسي والاقتصادي، يقترب من نزاع داخلي واسع، إلا أن الولايات المتحدة تتحرك كل يوم بطريقة مختلفة نحو نزاع داخلي شامل يهدد مستقبل الدولة ، مع ذلك أنفقت في العراق حوالي ترليوني دولار لافشال الحكومة الشيعية بشبابها ومثقفيها وزرع روح الفشل كذلك فشل الحكومة الشيعية لقيادة الدولة في العراق امر لابد منه من قبل امريكا وضغوطاتها ، وهذا كان استخفاف من القادة وزعماء الشيعة بأهلهم وناسهم ، لان امريكا وغيرها مصالحها اهم من اي شخصية ومصلحة تهم العراق وشعبه .
لذلك بقت الحكومة على عادتها ولم تنتبه للشعب وتراوغ بسياستها مع المتظاهر من الشعب المسالم صاحب الحق الحقيقي لا المخربين والمدفوعين للثمن من قبل اجندة تابعة للسفارة الامريكية ، وسياسة قطع الكهرباء وهو ملف واضح بيد الامريكان ، والتي صاحبها قبل ايام هجمات ترهيبيه ضد المرجعية لانها المؤسسة للحشد الشعبي المقدس التي قلبت المخططات الامريكية البريطانية بلحظة وكذلك الهجمات المتواترة فوق سماء العراق لضرب من تشاء وهذا يدل على عدم وجود سيادة للعراق وشعب العراق وقادة العراق المخلصين ، وكذلك بريّاً بتحريك أوكار داعش وارباك المنطقة ، وهذه الفترة هي فقرة اغتيالات المجاهدين من الضباط الذين سطروا اروع البطولات ضد اوكار داعش ، وهذه كلها مدفوعة الثمن من قبل السفارة الامريكية ، وهذه إجراءات لا تدعوا إلا للتشاؤم . والإنسانية المدعاة من قبل امريكا هي لتحريك مشاعر الشباب لتخديرهم ضد مبادئهم العقائدية والعشائرية والاجتماعية ، والا هي لا تحترم الانسانية فلو كانت انسانيه لديها لطبّقت الانسانية في بلدها مما يوجد مافيات وقتل وتشريد وفقر وظلم !!!
وهذا الدعم والشرعية والفوضى للمخربين معلوم من قبل قوى سياسية لها عنوان وقيادة وهي اجندة الموساد الامريكي ، وصعود بعض المهرجين في هذه الحكومة هي ركوب الموجه برؤوس المتظاهرين الذين لايفقهون مايجري مابين الأسطر سوى المال المدفوع !!
رغم يوجد حقوق للشعب العراقي على عاتق الحكومة وهذه مطالب واجبه يجب ان تنفذ قبل الغرق ، وكذلك لكي تغلق أصوات النشاز الموجودة تحت قبة البرلمان وفي الاماكن الحساسة في الدولة !!!
ونظرا لاستمرار التظاهرات وسوء الخدمات وهذه الاعمال مدروسة كاملاً لإنهاء :
* اولاً : الاحزاب بنظر الشيعة رغم مساوء جميع الاحزاب الاخرى لا الشيعية فقط .
* وثانياً : يأتي دور الحشد الشعبي لإنهائه تدريجياً .
فإن استمرارها دون اي حل قد يؤدي إلى انزلاق تدريجي إلى نزاع داخلي اهلي كبير وخطير .
وكذلك لما يجري في النظام السياسي الراهن في العراق لا يحكمه رئيس "مهيب" ولم يعد "مركزيا" وقويا بل تكليفه تصريف اعمال باطنياً وتخدير الشعب اعلامياً .
طبيعة النظام العراقي الراهن، مبنية على محاصصة طائفية ضيقة الأفق، مماثلة لطبيعة النظام الطائفي في لبنان. هذا الوضع المعقد يعني أن أي حركة احتجاجية إذا لم يتم تلبية مطالبها بسرعة، مرشحة للتفكك وعودة عناصرها إلى انتماءاتهم الضيقة كما الان برجوعهم التدريجي واعطائهم حقوق من دون سلب وتعب وعناء !!
خلال الربيع الماضي أجري استطلاع شامل للرأي في العراق أعرب فيه العراقيون عن حالة تشاؤم قاتم بشأن مستقبل البلاد. فقد أكد 82 بالمئة من العراقيين أنهم قلقون جدا بشأن تفشي الفساد على أعلى المستويات في البلاد، ورأى 83 بالمئة منهم أن الفساد يزداد سوءا.
بدأت التظاهرات سلمية ضد الفساد بين الحين والاخر ، وانعدام الخدمات الأساسية، والنفوذ الامريكي الخانق
والحلول السابقة، مثل اجراء انتخابات جديدة لم تؤد إلى أي تغيير ملحوظ ولا الانتخابات القادمة تعطي نوع من التغيير لأن المطلوب هو إصلاحات بنيوية للنظام السياسي وطبيعة تمثيل العراقيين في البرلمان لم يتحول حتى الآن إلى مؤسسة سياسية قادرة على التشريع وعلى مراقبة أعمال الحكومة ومساءلتها، وتتعايش فيه الكتل المؤيدة للحكومة مع الكتل السياسية المعارضة.
الإصلاح لن يحدث إلا إذا كانت هناك قوى عراقية نافذة تدرك أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار
بصيص الأمل الوحيد هو أن يرغم الوضع الاقتصادي المتردي، وانخفاض أسعار النفط، واستمرار الاضطرابات في الشارع وبقاء الاستثمارات الأجنبية بعيدة، البعض في الطبقة السياسية الحاكمة لقبول بعض الطروحات الإصلاحية وتحديدا الإصلاحات الدستورية التي تعزز دور البرلمان وتحسن من تمثيله الحقيقي للقوى السياسية العراقية، وقدرته على المراقبة الحكومية.
طبعا، هذا الإصلاح لن يحدث إلا إذا كانت هناك قوى عراقية نافذة تدرك أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار، وتنطلق من اعتبارات وطنية بهدف إنقاذ البلاد من انهيار كبير وحرب أهلية تدمر الصرح فوق رأس الجميع .