أخيرا حسمها الكاظمي وحدد موعد الانتخابات التي لم ولن نكون في هذا الموعد لأسباب عدة منها قانونية حيث لم يتم التصويت تحت قبة البرلمان على قانون الانتخابات ولا نعلم هل ستكون كالانتخابات السابقة ام ستكون على أساس الدوائر المتعددة كالاقضية والنواحي .
وإلى يومنا هذا هناك اكثر من 48 فضاء وناحية غير مسجلة اداريا ناهيك عن التداخل ما بين بعض اقضية ونواحي المركز والاقليم المختلف عليها وليس هناك احصاءات دقيقة لنفوس الاقضية والنواحي .
وكذلك هناك مشكلة قانونية في عدم التصويت على قانون المحكمة الاتحادية التي تبت في أمور الانتخابات وغيرها والتي تعاني من نقص في أحد قضاتها الذي احيل على التقاعد وهناك الجانب المادي وكلنا يعلم أن الانتخابات بحاجة إلى مال يرصد من أجل هذه العملية ونعلم جميعا الضائقة المالية والتحدي الاقتصادي نتيجة تدهور أسعار النفط وبعيدا عن كل الذي مضى لابد من تناول أجهزة التصويت التي ثبت فشلها في الانتخابات السابقة وامكانية تزوير النتائج بواسطة المقيمين عليها .فالانتخابات تحتاج إلى دور رقابي اممي واماكنية فنية لاجراءها .
فمن هو المستفيد من الانتخابات المبكرة ؟!!!
اثبتت التجارب السابقة أن الانتخابات لا تأتي بجديد لأننا نعلم جيدا إن كل الانتخابات السابقة انتخابات مزورة تقاسمت فيها احزاب السلطة. المقاعد فيها ونظرا لعدم ثقة المواطن بنزاهة هذه الانتخابات لاحظنا عزوف غير مسبوقة عن المشاركة خاصة في انتخابات عام 2018.
الانتخابات في العراق مجرد مسرحية مع اختلاف الادوار فقط ولولا أن الاكراد والسنة اخذوا حصتهم من المقاعد التي يريدونها في آخر انتخابات لالغت الامم المتحدة الانتخابات بحجة عدم شرعيتها من جهة والطعن في نزاهتها من جهة اخرى .
فهل ستكون الانتخابات القادمة مختلفة ؟!!!
لن تختلف الانتخابات القادمة عن سابقاتها قد تختلف التحالفات والتسميات لكن الهدف واحد فسيحصل الشيعة على 189 مقعدا ويتقاسم البقية السنة والاكراد..وربما نتوهم أن خارطة الحضور تحت قبة البرلمان ستختلف لكننا واهمون فمن يملك السلاح والمال والسلطة سيظل في الحكم إلى ماشاء الله .
سيلعب المال السياسي الذي سيكون اللاعب الأساسي دوره في قادم الأيام فمن الصعب على المستقلين مجاراة مرشحي الاحزاب الذين ستكون لهم الافضلية في الدعم المادي واللوجستي والاعلامي والمعنوي ستصرف الاحزاب المال فتغري به شيوخ العشائر أو رؤساء منظمات المجتمع المدني وتشتري أصوات الفقراء والعاطلين عن العمل وتعدهم بفرص عمل كاذبة وستستعيد هذه الاحزاب المال بعد أن تصل الى قية البرلمان بعقود وزارات وبيع مناصب وسيطرة على مفاصل الدولة والدرجات الخاصة .سيجد المستقل نفسه اضيع حالا من حال الايتام على مائدة اللئام وسيقبل المستقلون بالفتات وسرعان ما تتلقفهم الاحزاب لتخفت اصواتهم بعد سنة من الانتخابات كي تسحقهم أمام جماهيرهم وتنزع الثقة منهم عمدأ بشتى السبل.
الانتخابات المبكرة مجرد خدعة لا أكثر حيث سيخطط لها تجار الحروب والازمات ويستفادون منها ويجيروها لصالحهم .
المشكلة ليست في انتخابات مبكرة المشكلة في الناخب الذي فقد ثقته في نفسه وفي نزاهة الانتخابات والمشرفين عليها المشكلة في كثير ممن يلعنون الحكومات طوال أربع سنين ولكن سرعان ما يبيعون اصواتهم بأبخس الاثمان المشكلة في التصويت الخاص وتصويت الخارج وفي المهجرين حيث تباع تلك الأصوات لمن يدفع اكثر المشكلة في عدم ايماننا بهذه الممارسة الديمقراطية تحت ضغط اصحاب السلطة والسلاح ومن يهددون المراكز الانتخابية ويرعون المصوتين بل ويزورون الصناديق ويحرقونها ومن يبيع المقعد بملايين الدولارات .
المشكلة في منظومة سياسية أدمنت على الحكم والسلطة لا تريد أن ترى قبحهها في 17 عاما من الفشل المتواصل وانعدام الخدمات .
المشكلة في الشخصية العراقية حيث ستتأثر بالقومية والمذهبية والمناطقية والعشائرية المشكلة في عدم قناعتنا بأن صوتنا رصاصة لو احسن استخدامها لكانت رصاصة الرحمة نضعها في رؤوس الفاسدين.
المشكلة في انانية احزابنا وموالاتها لجهات خارجية ستضغط من اجل ان يفوز من يؤدي برنامجها ويكون أداة طيعة في يده مشكلتنا في أن العراق أصبح ساحة لتصفية الحسابات مابين المتحاربين .مشكلتنا في حلم الكثير أن يصل الكرسي حتى تتحقق جميع أحلامه لأننا جميعا نؤمن بأن المسؤولية فرصة وغنيمة يجب استغلالها من اجل تحقيق الثراء بأقصر وقت .ما نقع انتخابات سترفع شعارات فضفاضة لا تمت الواقع بصلة ؟!!!
مانفع الانتخابات والجميع لايمتلكون برنامجا واقعيا لحل الأزمات أو رؤية حقيقية الواقع ؟!!!
ستعيد الانتخابات نفس الأسماء ليستمر مسلسل النهب والسلب حتى تصل الى نقطة اللاعودة حيث سيثور الشعب ويكسر الطوق ويحرق اليابس والأخضر ويرمي المنظومة السياسية ويطيح بالنظام السياسي ليختار نظاما آخر للحكم بعيدا عن المحاصصة والفساد..
ستكون كل الاحزاب مع التغيير ومع الثوار وتستدرج قادتهم وتشتري الذمم حتى يتم اغتيال صوت الثورة ويفقد المواطن أي أمل بالتغيير الانتخابات القادمة ستكون حامية الوطيس وسيلبس البعض اقنعة جديدة ويرتدون جلدا جديدا فكلهم مؤمنين أن الغاية تبرر الوسيلة.
فهل ستكون هذه الانتخابات الانتخابات البرلمانية الأخيرة قبل أن نتحول إلى نظام جديد ؟!!!