مهدي المولى||
اي نظرة موضوعية لكل الحكومات التي تأسست بعد تحرير العراق اي بعد 9-4- 2003 وحتى الحكومة الحالية يتضح لنا إنها جميعا حكومات فاشلة وسبب هذا الفشل هو فساد المسئولين جميعا ابتداء من رئاسة الجمهورية وما حولها مرورا بالبرلمان ورئاسة البرلمان وما حوله وانتهاء بالحكومة ورئاسة الحكومة وما حولها (وأقصد بما حولها العائلة الأقارب اللوكية) وبالتالي أدى ذلك الى فساد كل دوائر الدولة المدنية والعسكرية وكل العاملين فيها وأدى الى فساد عوائلهم وكل من لهم علاقة بهم فالفساد وباء من أخطر الأوبئة حتى انه أشد خطرا من وباء كورونا.
هذه حقيقة كشفها الإمام علي قبل أكثر من 1400 عام عندما قال ( اذا فسد المسئول فسد المجتمع حتى لو كان أفراده صالحون وإذا صلح المسئول صلح المجتمع حتى لو كان أفراده فاسدون
من هذا يمكننا القول ان رحم الفساد ومصدره هو المسئول الفاسد وان رحم الإصلاح ومصدره هو المسئول الصالح .
أحد قادة داعش الإرهابية الذي تمكن من شراء براءته رغم انه ذبح العشرات من العراقيين الأبرياء وبشكل علني ورغم ان القضاء حكم عليه بالإعدام لكن الأموال التي قدمها كرشوة للمسئولين ( 15 ألف دولار) مكنته من شراء براءته وهذا يعني باستطاعة اي قاتل اي فاسد اي لص اي مخرب ان يشتري براءته بالمال ليس هذا بل الكثير من هؤلاء المجرمين اللصوص الذين أشتروا براءتهم حصلوا على التكريم والمكاسب والامتيازات الكثيرة لأنه يملك القدرة التي تحقق له ما يرغب وما يريد وهي المال في الوقت لم يحصل على اي شي من الذين ذبحهم ونهب أموالهم وحرق منازلهم وهتك حرماتهم واسر واغتصاب أعراضهم لأنهم لا يملكون الدولارات .
ويضيف هذا الداعشي الوهابي يمكن لص فاسد قاتل إرهابي مهما ذبح من العراقيين ومهما اسر واغتصب من العراقيات ومهما دمر وخرب ومهما سرق ورغم إدانته من قبل المحاكم يمكنه شراء براءته.
أما في دولة داعش الوهابية فمن تتم إدانته لا تتمكن تبرئته حتى لو دفع كل أموال الكون.
هذه الرسالة أوجهها الى ساسة العراق بشكل عام والى ساسة الشيعة بشكل خاص ففساد العراق والعراقيين نتيجة لفساد ساسة الشيعة وصلاح العراق والعراقيين نتيجة لصلاح ساسة الشيعة .
لأنهم الأغلبية في الحكومة وفي البرلمان اي ان الحكومة بيدهم لهذا يطلقون عليها الحكومة الشيعية رغم ان هناك مجموعات أخرى من غير الشيعة سنية كردية مسيحية تركمانية وغيرها ومع ذلك فالشيعة يتحملون مسئولية الفساد وسوء الخدمات ولهم فضل النجاح والصلاح لهذا ففسادهم هو فساد الآخرين وصلاحهم صلاح الآخرين.
كما إنهم أي ساسة الشيعة كثير ما يتظاهرون بحبهم للإمام علي ومتمسكون بنهجه وملتزمون بقيمه ومبادئه الإسلامية الحضارية الإنسانية.
فالمصلح ليس لأنه غير فاسد بل المصلح هو الذي يصلح الفاسد هو الذي يرفض الفاسد ويتحداه ويكشفه ويحكم عليه بالحق ويبعده وهذا لم يفعله ساسة الشيعة بل ان الكثير منهم كانوا فاسدون ولصوص.
نعم ان تحرير العراق في 9 – 4- 2003 قلب الوضع رأسا على عقب اي أزال عراق الباطل الذي تأسس عام 1921 وأسس بدله عراق الحق.
لا شك ان هذا التغيير التبديل من العبودية الى الحرية من حكم الفرد والعائلة الى حكم الدستور والمؤسسات الدستورية من الرأي الواحد الى التعددية الفكرية غير مقبول بل مرفوض رفضا قاطعا لأنه لا يشمل العراق وحده بل سيكون بداية تغيير وتبديل في المنطقة العربية والإسلامية في كل المجالات قديما وحديثا ومستقبلا.
لهذا نرى دعاة العبودية وحكم الفرد الواحد حكم العائلة الواحدة توحدوا وتحالفوا وأعلنوا الحرب على العراق والعراقيين وخلقوا كل العراقيل والعثرات وأشعلوا نيران الفتن العشائرية والطائفية والعنصرية ونشروا الفساد والإرهاب في كل مرافق الدولة من أجل إفشال العملية السياسية السلمية الديمقراطية حكم الشعب حكم الدستور والمؤسسات الدستورية في العراق والعودة الى حكم العبودية.
ومع ذلك لو كان ساسة الشيعة ملتزمين ومتمسكين بنهج الإمام علي عملا وفعلا ونهجا وسلوكا لا قولا لتمكنوا من القضاء على الفساد والفاسدين وبناء عراق حر ديمقراطي تعددي يضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن للجميع حرية الرأي والعقيدة.
لكنهم للأسف يقولون أنهم مع الأمام علي والحسين ويفعلون أفعال معاوية ويزيد.
من هذا يمكننا القول ان الحكومة العراقية فاشلة، لان الطبقة السياسية وخاصة الشيعة فاسدة يتعاطون الرشوة وسرقة المال العام او ترى المرتشي الفاسد اللص وتسكت عنه.
https://telegram.me/buratha