حسن المياح||
الناشط كلمة ( أو مصطلح ) فضفاضة واسعة شاملة لامة جامعة مرنة منطوية على مفاهيم ومقاصد عدة .
فهي تعني المتحرك الفاعل المؤثر , وعلى أساس هذا فهو المغير الجاذب المبلد الغاش المتحول الخادع , وما الى ذلك من فضفضة وإتساع ومرونة وإبتلاع .
وألصقت له صفة المدني ونعت النهوض للمطالبة بالحقوق .
والناشط والنشاط مفهوم متعدد الأوجه , متباينها ومتناقضها , ومضادها ومقابلها , وموازيها ومجاريها , والى إمتداد واسع وفضاءات مطاطة متسعة .
والنشاط شامل , والناشط متقولب مرن , ومتحول متعدد , ومتغير متعدد . وما الصفة اللاصقة ( المدني ) إلا تموية وإخفاء , وخداع وإغراء , وجذب بعطاء , وكسب بإبتلاء , وتقييد بغطاء , وتحرير من وعاء , وغش بدهاء , بلا ضمير يصحبه وفاء , وبلا وعي ناتج من دهاء , وبلا إنفتاح بذكاء . وأنه كذب ومراء , الغاية منه الإخراج من الوعاء , بكل شيطنة ومكر ودهاء , وإنتقام ومحاربة بوقاء . وتلك هي العمالة بإنتقاء .
فالناشط ممكن أن يؤدي واجبآ وطنيآ ناشدآ التغيير نحو الأفضل والأبهى والأفيد والإصلاح .
وممكن له أن يكون عميلآ مأجورآ لأجندات أجنبية بثوب نشاط سياسي , وحراك إجتماعي , ومتظاهر ولائي , وتنظيم ثقافي , وعمل فني إبداعي .
وكل هذا تجده في المخيمات المنصوبة , والمعسكرات المبنية للتدريب والتعليم والتثقيف وممارسات النشاطات العبثية اللاأخلاقية وإقامة الحفلات الخليعة الراقصة وتعمير مواخير الخمور المتنقلة وزوايا وخفايا الدعارة الملتهبة المتسافلة الهابطة .
وكل هذا تحت يافطة النشاط المدني , ومانشيت عمل الناشطين المطالبين بالحقوق وتسييد صوت وسلوك العدل في كل ميادين الحياة .
النشاط المدني , والحراك الشعبي الجماهيري , والناشط المدني , أغلبها كلمات ( ومصطلحات) حق يراد بها ومنها الباطل والعمالة والإنحراف عن جادة الصواب ومسلك الحق وخط العدل , وما أكثر الباطل والإنحراف والضرر والظلم وسوء الخلق ورداءة التعامل وهبوطه وسفوله في تلك النشاطات , ومظاهرها التعسة , وأفعالها المشينة .
التظاهرات مظهر حضاري بهي متى ما حسن إستخدامها , وتطهرت وظيفتها , كوسيلة حق نظيفة مطالبة بالحقوق المأخوذة والمسلوبة والمضيعة والمنهوبة لإستردادها وإرجاعها الى أصحابها الشرعيين في العراق البلد الآمن والوطن العظيم .
ولكنها يمكن ان تتخذ ذريعة مجرمة قذرة , وتسخدم كمعول هدم وآلة تخريب , وسلاح قتل وعمل إرهاب , وعملية خمط ونهب وإستلاب , وفذلكة تجميد دوام رسمي , وعصا عرقلة وإيقاف عجلة الإقتصاد , وموانع وحواجز لتأخير أداء واجب وتعطيل الإنتاج , وما الى ذلك من أضرار وسلبيات ومضاعفات .
وجوهر الكلام وزبدته الناضجة , هو ليس كل نشاط مدني معناه صحة وعافية وتغيير وإصلاح ; وإنما فيه ومن خلاله ثغرات وثغرات يدس السم الناقع الزعاف , ليشل الحركة ويميت الأحياء , بحجة الناشط المدني وجهده النشيط المبذول في مدنية , وروح تحضر , وفضاء إنفتاح .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
