المقالات

العاصمة بغداد..خارج العملية الديمقراطية.. لماذا !؟


أياد خضير العكيلي ||

 

بغداد ذات ال ٩.٤ مليون نسمة وصاحبة ال ٦٩ مقعد في مجلس النواب ، عاصمة العراق الخالدة ذات التراث الاصيل والجميل وفخر الامجاد والاجداد ، المدينة التي كان يحلم أن يزورها  الجميع أجانبا وعربا وتغنى بها الشعراء والادباء .

هذه المدينة المهملة والمنسية والمدمرة اليوم ، مدينة الفوضى والعشوائيات والنفايات و( العصابات )  ، المدينة التي فقدت بريقها ورونقها منذ زمن بعيد ،

والتي كان يأمل أهلها وعشاقها أن تستعيد أمجادها وتألقها بعد تغيير نظام الحكم في العراق عام ٢٠٠٣ وبزوغ النظام الديمقراطي الجديد ،    ،

  ولكن الاماني شيء والحقيقة والواقع شيء آخر تماماً ،

فكان الاهمال العظيم وتخلف وسوء الخدمات ولجميع القطاعات هو نصيب بغداد الفعلي ، حتى أصبحت مثلا سيئاً ومضرباً قياسيا عالمياً في ألمدن الاسوء للعيش .

ويتساءل البغداديون ومعهم العراقيون بألم وحسرة عن أسباب ذلك التردي الذي يعزوه الجميع الى الفساد المالي والاداري المستشري في غالبية دوائر الدولة وكذلك لفساد المسؤولين فيها .

وربما هو أحد الاسباب  ولكن الذي لايعرفه البغداديون وغير البغداديين بأن العاصمة بغداد خارج العملية الديمقراطية الجديدة أصلاً  ،

لاسيما في تطبيق قانون أنتخابات مجالس المحافظات ، ومن المؤكد أن هذا القول سيستغربه الجميع ، خصوصاً أن اهالي بغداد هم من ينتخبون مجلس المحافظة .

نعم ولكن رغم ذلك والمفارقة الكبرى أن المشاركة في الانتخابات المحلية غير مجدية ولاقيمة لها وهي مجرد مشاركة لانتخاب السراب ليس أكثر ،

فمالفائدة في أنتخاب أشخاص هم غير مسؤولين عن الخدمات في المحافظة ..!؟

في حين أن الفقرة ثالثاً من المادة 122 من الدستور العراقي لعام ٢٠٠٥ تنص على : ينتخب المحافظ من قبل مجلس المحافظة ويكون ( المحافظ ) هو الرئيس التنفيذي الاعلى في المحافظة .

ولم تستثني هذه المادة محافظة بغداد من ذلك طبعاً . ولكن واقع الحال أن هذه المادة لاتطبق بشكل قانوني في محافظة بغداد ويقتصر الامر لبقية المحافظات فقط .

 وذلك لان محافظ بغداد الذي كفل له الدستور بأن يكون المسؤول التنفيذي الاول في المحافظة هو في حقيقة الامر مسؤول عن الخدمات في الاطراف فقط وغير مسؤول عن خدمات بغداد المركز  !!

والمسؤول عن ذلك كما يعلم الجميع هو أمين العاصمة ( الغير منتخب أصلاً ) والذي يعين من قبل رئيس الحكومة  .

 والمفارقة الاخرى أن محافظ بغداد ( مرشح مجلس المحافظة المنتخب) والمسؤول التنفيذي الاول دستورياً  بدرجة (وكيل وزير ) ،

فيما أن أمين العاصمة المعين والغير منتخب بدرجة ( وزير ) .. !!

ويعمل بهذا الامر حسب قوانين النظام السابق وليس حسب الدستور العراقي الجديد .

وعليه فأن أهالي بغداد المركز كما يتوضح لنا ينتخبون أشخاصاً غير مسؤولين عن تقديم الخدمات اليهم ، وهذه مخالفة دستورية واضحة وصريحة .

ومن الجدير بالذكر أن بغداد يقودها ويديرها ٣ مسؤولين لم ينتخبهم الشعب بشكل مباشر (رئيس الوزراء ، أمين العاصمة وحتى محافظها )

وعليه فأن العاصمة بغداد كما يبدو سيبقى ملف الخدمات فيها مهملاً ومطوياً ولن تنهض من جديد طالما بقي الامر على ماهو عليه اليوم بسبب انتهاك الدستور وتضارب الصلاحيات فيها ،

وفيما لو رغب البغداديون بأن تنهض مدينتهم وعاصمة العراقيين من جديد فعليهم أن يطالبوا بـ :

أولا : أن يكون محافظ بغداد هو المسؤول الاداري المباشر الاول عن كافة مناطق بغداد مركزاً وأطرافاً بموجب الدستور العراقي النافذ .

ثانيا : أن يتم أختيار المحافظ من خلال أصوات الناخبين بشكل مباشر وبأنتخابات مباشرة وليس عبر مجلس المحافظة ( يحتاح تعديل دستوري ) .

ثالثا : أن تكون أمانة العاصمة من دوائر المحافظة وبدرجة مدير عام ويتم أختياره من قبل المحافظ ولايعين من قبل رئيس الحكومة ( تشريع قانوني من مجلس النواب ) والقانون موجود اليوم فعلا ومعطل في أروقة مجلس النواب .

رابعا : أو هناك مقترح آخر معمول به في بعض دول العالم يتم فيه أختيار أمين العاصمة من قبل المواطنين عن طريق الانتخابات أيضا وبصلاحيات محددة على أن يبقى تحت مسؤولية المحافظ ( تشريع قانوني ) .

ومن غير ذلك فليس لاهالي بغداد من معنى أبداً للمشاركة  في الانتخابات القادمة خصوصا لاهالي بغداد المركز .

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك