عدنان جواد||
الأمة لغة تعني الدين أو الطريقة، فيقال فلان لا امة له أي لا دين له، وتدل عند العرب على النعمة والعيش الحسن، والامة تعني كل جماعة بشرية، وردت كلمة امة 49 مرة في القرآن الكريم، وفي الاية ((كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)) (ال عمران 110)،
كان العرب أقوام وقبائل مشرذمة يقتل بعضهم البـعض من خلال الغزو الذي يشكل مصدر الرزق لاغلب القبال ، لذلك هم كانوا يئدون البنات خوفاً من السبي والعار اثناء الغزوات ومن شدة فقرهم يأكلون القد، وماذكر عن النعمان أبن المنذر بأنة ملك العرب، فهو كان مجرد حامي لثغور الدولة الفارسية مقابل الدعم المادي ، حتى بعث الله الرسول الكريم خاتم الرسل (صلى الله عليه واله وسلم) الذي جمعَ شتاتهم وتشرذمهم وجعلهم أمة موقرة ومحترمة بين الامم، فوحد براية الاسلام ، وكتاب الله العظيم آخر كتاب سماوي، شتاتهم وتشرذمهم، فخضعت الامبراطوريات العظيمة آن ذاك لسلطة الاسلام ، كالامبراطورية الفارسية والبيزنطية .
لكنهم وقبل وفاة النبي عادوا لـجاهليتهم ، عندما اراد الرسول قرطاسًُ وادواة ليكتب كتاباً لن يضلوا بعدهِ أبداً ، فقال عمر أنهُ يهجر ، وذهبوا لسقيفة بني ساعدة وأختاروا خليفة خلافاً لوصيتهِ يوم غدير خم ، وحديث الثقلين قائلاً:((اني تارك فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )) لكنهم ساروا على خلاف الوصية فعادت عائلة ابو سفيان وقريش الجاهلية الى الحكم فلن يبقى من الاسلام الىٰ اسمه وديكور للحكم وابعد اصحاب العقول والعلم من أهل بيت النبي ، فأصبح الحاكم سواء أموياً او عباسياً يعتمد على اليـهود والنصارى كمستشارين او حمايةً ،أو اتراك في أواخر زمن العباسين .
فعادت الامة الى جاهليتها وتشرذمها وما فكر القاعدة وداعش إلا من ذلك الدس والتحريف في تفسير القرآن وبعض الروايات والاحاديث النبوية، حتى أصبحت عرضة للاحتلالات والسيطرة .
اليهود وبعد أن عجزوا عن افشال الرسالة النبوية، بعد أن علموا أن الرسول عربي وليس منهم، من خلال الدسائس والفتن والتحالف مع المشركين، فبعد تسلم الامويين زمام الأمور، قاموا بزرع فكرهم من خلال روايات محرفة، واساطير كعوج بن عنق، واساطير الشام وغيرها، عرفت بالاسراىيليات، وقد حذر القرآن من خطرهم وبمن يتولاهم من المسلمين، فقد جاء في سورة الماىدة 51:((يايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)) وفي اية اخرى قال تعالى:((لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون)) المائدة 82، فاليهود امة تخطط لتثبيت وجودها، وهم لديهم عداء تاريخي للبابلين والعراق بالذات، وللعرب والامة الإسلامية بالعموم.
ففي العصر الحديث خطط اليهود ومن خلال المال الذين يمتلكون معظمه في العالم، والإعلام فاغلب المؤسسات الاعلامية في العالم يمتلكها يهود، ووساىل الاتصالات والتجسس على اغلب دول العالم حتى الولايات المتحدة الأمريكية الراعية لهم، ومنذ كره هتلر لهم ونبذهم من المجتمع الألماني، ومن خلال السيطرة على مراكز القرار في العالم، بريطانيا العظمى اوجدوا لهم وطن بديل في فلسطين، قام قادتهم بجمع شتاتهم من جميع أنحاء العالم بما فيها البلدان العربية التي اجبر حكامها بطرد اليهود من تلك البلاد، مع مصادرة اموالهم حتى يزداد حقدهم على تلك البلاد وشعوبها، وقد رسموا حدود دولتهم من النيل إلى الفرات، وخططوا بأن يجعلوا محيطهم العربي منقسم، حتى بات شعار الناس عن العرب (اتفقوا على أن لا يتفقوا) ، وبعد ان توسعت دولتهم وتم تهجير الفلسطينين من ارضهم، شنوا على العرب حرباً هزموا الجيوش العربية بمساعدة الدول الغربية، وخيانة بعض قادة الدول العربية، وبعد ذلك زاد شعار القومية العربية وخطابها بالعداء لاسرائيل في زمن عبدالناصر، فتم رفض اتفاق السادات بعد توليه السلطة في مصر وعقد اتفاقية السلام وحل الدولتين عام 67، فرفض الشعب العربي ذلك فصار يردد ( والله والنبي السادات موء عربي) ، كان تخطيطهم تغيير تفكير الشعوب العربية تجاه القضية الفلسطينية، بأن الفلسطينين هم من باعوا ارضهم لليهود، وأن اسراىيل دولة ديمقراطية وصديقة ومسالمة.
ومنذ الخمسينات كان كل تفكيرهم جعل العرب يقتل بعضهم البعض بحروب جانبية، من باب فرق تسد، وتدمير الجيوش العربية، وتحطيم البنى التحتية، وخلق الحروب الاهلية وتقسيم المقسم، فانطلق الربيع العربي بحجة الديمقراطية، فقسمت ليبيا وتفكك جيشها، وتقسم لبنان طائفيا، وانهك الجيش السوري، وتقسم العراق بعد أن تم حل جيشه وسرقة اثاره وتراثه بقرار أمريكي و بتوجيه اسرائيلي ، وخلق دولة داخل الدولة العراقية وهو الاقليم الذي يقيم علاقات مع اسراىيل ويرفع علمها على ارضه، والجامعة العربية مجرد أداة تمولها دول تخدم مصالح أمريكا واسرائيل.
فهل تستطيع طرد الإمارات مثل ما طردت سوريا، والضخ الاعلامي والالكتروني والمسلسلات التلفزيونية جعلت الشعوب العربية تعتقد أن دولة اسرائيل دولة صديقة وأن العدو الأول للعرب هو ايران، وكل دولة لديها هموم ومشاكل داخلية، وأن الفلسطينين داخل اسرائيل يعيشون ببحبوحة، ويمنحون كافة الحقوق والامتيازات، ففي العراق لا تستطيع الحكومة ادانة التطبيع مع اسراىيل من قبل الإمارات، لأن هناك جزء منها لديه علاقة متميزة مع اليهود، وانها تخضع لارادة الادارة الأمريكية، فاي رئيس حكومة يزعجها ولا يفعل ما يطلب منه، سوف تحرك الشارع لاسقاطة كما اسقطت المالكي سابقا وعادل عبد المهدي لاحقا.
اليوم العالم العربي انقسم بين مطبع مع اسراىيل ينفذ ما يطلب منه اليهود، السعودية والبحرين والامارات وسلطنة عمان ومصر ودول أخرى، وخط ثاني مقاوم للتطبيع يمثل خط الرسول العربي ووصيه الأمام علي عليه السلام، واهل بيته الذين وقفوا لمؤامرات اليهود عبر التاريخ فافشلوها، الخط الأول سوف يصل إلى المطالبة بحقوق اليهود من زمن الرسول إلى اليوم في البلاد العربية، كما طالبوا وحصلوا على التعويضات من المانيا بحجة محرقة اليهود، وخط يصف اسراىيل بأنها غدة سرطانية في المنطقة يجب ازالتها، الأمام الخميني والامام الخامنائي، وقول الشهيد محمد باقر الصدر قدس: ( من يعترف باسراىيل خرج عن الاسلام) ، الهدف اشعال حرب أحد اطرافها الدول العربية المطبعة، والطرف الثاني حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن.
لذلك الولايات المتحده الأمريكيه واسراىيل وادواتها العربية، جندت الألاف من الارهابين لابقاء العراق شبه دولة مفككة وضعيفة ومقسمة، وفي اليمن حروب ودمار بهدف القضاء على الحوثيين، من خلال التحالف العربي الذي يقصف النساء والأطفال ويدمر المنازل ويحاصر الفقراء، ولا يوجد أي ادانة دولية، بينما تفرض عقوبات دولية اقتصادية على ايران لأنها الدولة الوحيدة التي تقف بوجه اسراىيل، وتدعم المقاومة في فلسطين، فمتى يعي العرب إنهم مجرد مطية لتنفيذ المخططات وانهم يسيرون نحو حتفهم، وأن الشعوب العربية لابد وأن تخرج من تسلط حكامها وفرض أمور ضد اخلاق وقيم ومبادى العرب، وأن الحق لابد وأن ينتصر رغم قلة سالكيه نهاية المطاف وهذا وعد الهي.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha