مهدي المولى||
أثبت بما لا يقبل أدنى شك ان حكومة الكاظمي لا تختلف عن الحكومات التي سبقتها لم تغير شي ولم تجدد شي ولم تتقدم خطوة واحدة الى الأمام ولم ترتفع درجة الى الأعلى وإذا سمعنا من هذه الجهة او هذا الشخص كلام مدح أم ذم لا شك انه منطلق من مصالحه الخاصة ومنافعه الذاتية وليس من مصلحة ومنفعة الشعب والوطن.
لهذا ستكون نتائجها كنتائج الحكومات التي سبقتها اي الفشل في كل المجالات والخيبة ومن ثم نشر الفوضى وربما ستكون آخر حكومات التحرير ومن ثم العودة الى العبودية اي حكم الفرد الواحد والعائلة الواحدة بعد تقسيم العراق الى دويلات.
منذ تحرير العراق في 9-4 – 2003 بدأ العراق مرحلة جديدة حيث تمكن العراقيون من إزالة و قبر عراق الباطل عراق العبودية وحكم الفرد والعائلة والقرية وإقامة عراق الحق عراق الحرية وحكم الشعب الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية فأسس دستور ومؤسسات دستورية كانت بحق راقية وحضارية لا تقل عن رقي وحضارة دستور الدول الراقية المتمرسة في هذا المجال.
لكن المؤسف والمؤلم لم يتمكن العراقيون من اختيار ساسة ديمقراطين بمستوى الدستور والمؤسسات الدستورية لكن أعداء الحرية استغلوا الحرية والتعددية وجعلوا منها مطية لتحقيق مصالحهم الخاصة وفرض قيمهم العشائرية البدوية حتى تمكنوا من إلغاء الدستور والمؤسسات الدستورية والقانون والمؤسسات القانونية وعودة شيوخ العشائر وعودة أعرافها المتخلفة لأنهم أدركوا ان الدستور والمؤسسات الدستورية لا تحقق مصالحهم الخاصة لهذا ركنوا الدستور على الرف وأعادوا الأعراف والقيم العشائرية وأعرافها فكانوا بحق دون مستوى ذلك شخصيات تغلب عليها القيم البدوية العشائرية والمنافع والمصالح الشخصية إ لا يملكون خطة ولا برنامج في بناء العراق وخدمة العراقيين كما ليس لديهم رغبة في ذلك كل الذي يسعون اليه هو الحصول على الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا ويضمن لهم القوة والنفوذ .
وهكذا استحوذوا على كل ما في العراق من مال ونفوذ ومناصب هم وأفراد عوائلهم والمقربين منهم فانتشر الفساد والخوف والإرهاب .
لا شك ان الشعب العراقي بعد تحريره من العبودية كان يرى في كل من عارض حكم الطاغية وزمرته وتحدى ظلمهم وجورهم أهلا لتحمل المسئولية وخدمة الشعب وبناء الوطن وخاصة المنتمين الى الحركات الوطنية الشيعية والكردية الحركة الإسلامية الشيعية والحركة الكردية وغيرها.
من الطبيعي عندما قرر الشعب اختيار من يمثله لا يمكنه ان يتجاهل قادة حزب الدعوة والحركة الشيعية ولا يمكنه ان يتجاهل قادة الحركة الكردية ابدا الطلباني والبرزاني ومن حولهما لهذا اختارهم بقوة ووقف الى جانبهم مؤيدا ومناصرا لهم ومدافعا عنهم لأنهم من أقطاب المعارضة ومن الذين قدموا الكثير من التضحيات وتحدوا حتى تمكن الشعب العراقي من تحرير نفسه ووطنه من نظام العبودية وحكم الفرد الواحد والعائلة الواحدة وتنفس العراقيين الصعداء وشعر العراقي لاول مرة أنه عراقي حر.
لكن الأيام أثبتت انه اي الشعب العراقي كان على خطأ وأن اختياره لهؤلاء كان اختيار خاطئ لان الجماعة لا يختلفون عن صدام وزمرته لأنهم يفكرون بمصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية فقط والشعارات التي رفعوها مجرد وسيلة لخداع الشعب وتضليله ومن ثم ركوبه للوصول الى أهدافهم ومراميهم الخاصة وعند الوصول الى هدفهم تخلوا عنه.
فكانت معارضتهم لصدام وزمرته لا دفاعا عن الشعب وحمايته ولا يهمهم أمره بل كل الذي يريدوه ان يحلوا محل صدام وزمرته وأفراد عائلته ومن حولهم ويحصلوا على النفوذ والقوة ويعيشوا حياة الرفاهية والمال والنعيم التي يعيشها صدام وزمرته.
حتى فاقوا حياة الإسراف والتبذير وهدر الأموال العامة وسرقتها التي كان يعيشها صدام وزمرته فاذا كان صدام واحد فالآن كل رئيس حزب كل رئيس كتلة كل شيخ عشيرة هو صدام بل حكومة يأمر وينهي وبيده كل شي وهذا كان وراء نشر الفساد والفوضى في البلاد.
وهكذا سيطرت هذه المجموعة السياسية على البلاد والعباد وحصرت الحكم والنفوذ بيدها وحدها لا تسمح لأي جهة الدخول معها الا اذا أعلنت الولاء لها ووافقت على شروطها.
نعم يحدث خلافات وحتى تقترب من الصراعات في ما بينها لكنها لم ولن تصل الى كسر العظم كما يقولون لأنها على يقين اذا وصلت الأمور الى هذه الحالة يعني نهايتهم وهزيمتهم وبالتالي يخسرون الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.
قلنا لا زال الكاظمي يراوح في مكانه لا يستطيع ان يتقدم خطوة شجاعة واحدة بل كل حركاته منطلقة من مجاملة هذا وخوفا من هذا من اجل ان يستمر في كرسي الرئاسة ليس الا.
وهذا يعني ان مصير العراق والعراقيين لا زال مجهولا لان حكومة الكاظمي لا تزال تجامل هذا وتخاف من هذا على حساب مصلحة الشعب العراقي والعراق
https://telegram.me/buratha