✍️ إياد الإمارة
البصرة
٢٠ آب ٢٠٢٠
▪ الإنسانية مجموعة قيم ومبادئ مَن يتخلى عنها قد تسقط عنه الإنسانية ويكون مصداق قوله تعالى في كتابه الكريم "كالأنعام بل هم أضل سبيلا"..
الصدق، والعفاف، والمروءة، وحب الخير للناس، المحبة بصورة عامة، والسلام، والعزة، والكرامة، والوعي، والمعرفة، والقدرة على التمييز بين الأشياء، من جملة هذه القيم والمبادئ التي تعني الإنسانية.
ولأتوقف قليلاً عند بعض هذه المفردات كمدخل ثاني للحديث عن بعض إعلامنا شبه الحكومي وخصوصاً إعلامنا الذي يُبث عبر منصات مواقع التواصل الإجتماعي، وقفتي عند الوعي، والتمييز بين الأشياء، والصدق، والمروءة..
الإنسانية في شيء منها "الوعي، المعرفة" فهي باهتة بلاهما ولا قيمة لها، وهي القدرة على التمييز بين الأشياء، بين الحقيقة والوهم، بين الخير والشر، بين الصدق والكذب، بين النافع والضار، وبدون ذلك تنتفي الإنسانية ويكون الإنسان عند ذلك أضل سبيلاً من الأنعام والعياذ بالله..
من المؤسف جداً أن يسلك المسؤول أو المتصدي للخدمة العامة من أي نوع طرقاً وأساليباً غير إنسانية لتحقيق خططه وبرامجه التي لا ضمانة بأن تكون لصالح "العامة"، ومن هذه الطرق والأساليب التضليل بالضد من الوعي والمعرفة، والكذب بالضد من الصدق والوضوح، والدنائة والخسة بالضد من المروءة، والكره والشر بالضد من المحبة والسلام، ثم يأتي ليبث كل ذلك عبر وسائل الإعلام وبالخصوص مواقع التواصل الإجتماعي، ليصل إلى غايته!
يربح معركته!
يحقق ما يريد من الأرباح والمكاسب، يزيح منافسيه، يسيطر على عقول الناس، وكل ذلك بما يخالف الإنسانية ولا يمت لها بصلة، وكأن واقع الحال يقول عن هؤلاء بأنهم أضل سبيلاً من الأنعام هم ومَن يعمل معهم أو يقبل بهم وينجر خلفهم على حد سواء.
أيها المسؤول الحكومي..
أيها المتصدي للخدمة العامة في المواقع الرسمية وغير الرسمية..
السلطة والمال زائلتان ولن يكتب لهما البقاء، وما يمكث في القلوب والعقول وعند الملكين الكاتبين هو ما ينفع الناس من أعمال صالحة، وهو لا يحتاج إلى صور ومواقف باهتة غير حقيقية تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة مضللة ينجر خلفها السوقة والسذج وعديمي الوعي، كذلك فأن الزعامات لا يصنعها العالم الإفتراضي ولا يكونها نشر كاذب على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تنبتها المجاملات على حساب القيم والمبادئ..
انظروا وتدبروا لكي لا تكونوا أكثر ضلالة من الأنعام.