مهدي المولى||
لا شك أن اتفاق الرئيس الأمريكي ترامب مع رئيس حكومة العراق السيد الكاظمي لغز من أكثر الألغاز غموضا من الصعوبة جدا حله وفهمه ربما حتى الرئيس الأمريكي والرئيس العراقي لا قدرة لهما على حله.
نعم اتفقا على القضاء على الإرهاب لكنهما يختلفان على تسمية هذا الإرهاب ما هو مصدره فمثلا الكاظمي يعتبر داعش الوهابية الصدامية هو الإرهاب ويرى في ال سعود بقر ترامب هي رحم الإرهاب وهي الممول والراعي والداعم له.
ويطلب اي الكاظمي من ترامب بان يساعده ويتعاون معه في القضاء على الإرهاب الوهابي الصدامي وعلى رحمه ومصدره ومن يموله ويرعاه ويدعمه ال سعود أي بقره الحلوب.
أما ترامب فيرى الإرهاب متمثل بالحشد الشعبي الذي يسميه المليشيات الإيرانية المدعومة والممولة من إيران الإسلام ويطلب من الكاظمي التعاون معه في القضاء على إرهاب المليشيات الإيرانية وعلى من يمولها ويدعمها ويقصد الجمهورية الإسلامية.
الكاظمي يرى في الحشد الشعبي المقدس قوة عراقية وحدت العراق والعراقيين والتفت حول قواتنا الأمنية فأعادت الثقة والتفاؤل في نفوس قواتنا الأمنية وانطلقت بصرخة حسينية واحدة هيهات منا الذلة فحققت نجاحات وانتصارات مذهلة أقرب منها الى الأسطورة منها الى الواقع كما ان موقف إيران الإسلام شعبا وحكومة الى جانب شعبنا ضد الهجمة الوحشية الداعشية الوهابية والصدامية المدعومة والممولة من قبل ال سعود.
وهذا يعني لولا الحشد الشعبي وتصديه للهجمة الظلامية الوحشية ومساعدة الشعب الإيراني لضاع العراق وذبح كل أبنائه وأسرت واغتصبت كل نسائه وعرضن في أسواق النخاسة التابعة لاقذار ال سعود وال نهيان وال خليفة.
في حين نرى ترامب يرى في داعش الوهابية والصدامية وفي رحمها ال سعود هي القوة التي يحقق بها أحلامه وآماله في المنطقة .
لا شك انه يخشى من خطر الإرهاب الوهابي والصدامي لأن غزوة 11 أيلول التي أدت الى تفجير مركزي التجارة العالمي لا تزال ماثلة في ذاكرة الشعب الأمريكي لهذا قرر ان تحدد قوته وتحدد المساحة التي يتحرك بها فأنه حصره في المنطقة العربية والإسلامية وخاصة في المنطقة القريبة من إسرائيل كما حدد قوته فاذا حاول التجاوز أعاده واذا تراجع عن المسافة دفعه أكثر واذا ضعف زاده قوة واذا زاد في قوته أضعفها .
كما ان ترامب أعترف صراحة وبصورة علنية أن أمريكا وإسرائيل لم تخسرا قطرة دم واحدة ولا دولار واحد في اي حرب تخوضهما فهناك من يقدم الأموال أضعاف مضاعفة ويقصد بقره ال سعود وهناك من يقدم دمه وروحه بالنيابة عنا ويقصد عبيد ال سعود القاعدة داعش عبيد صدام.
فانه يرى في إيران والحشد الشعبي المقدس عدو لدود للإرهاب الوهابي ورحمهما ال سعود لهذا قرر القضاء على إيران الإسلام والحشد الشعبي في العراق.
السيد الكاظمي يأمل ويرغب ان تكون مهمة القوات الأمريكية في العراق هي مساعدة القوات الأمنية وفي المقدمة منها الحشد الشعبي في القضاء على اي تحرك إرهابي داعشي وهابي صدامي مدعوم من قبل ال سعود لكن ترامب خيب رغبة الكاظمي عندما قال بصوت عالي ان مهمة القوات الأمريكية في العراق هي مراقبة القوات الإيرانية في العراق والتصدي لها رغم عدم وجود اي قوات إيرانية في العراق الا اذا كان يقصد القوات الأمنية العراقية وفي المقدمة السيد الكاظمي لانه القائد العام لهذه القوات.
الأكثر غرابة ودهشة ان السيد الكاظمي طرح أمام ترامب التجاوزات والاعتداءات التي تقوم بها القوات التركية ضد المدن العراقية المدنية وقتلها الكثير من المدنيين والعسكريين وتهجير الكثير من العراقيين من قراهم ومدنهم لم يرد ترامب على ما طرحه السيد الكاظمي بل كل الذي قاله ان اردوغان يطيعني وينفذ أوامري.
لا أدري هل هذا تهديد أم مجاملة.
هل رأيتم سمعتم بمثل هذا الاتفاق بين رئيسين الذي يستهدف حماية العراق والعراقيين من الإرهاب أضافة الى بناء العراق وسعادة العراقيين .
اليس هذا لغزا؟!
وأخيرا أدعوا من له علم ومعرفة بحل الألغاز ان يحلوا لنا هذا اللغز لعلنا نفهم سره.
https://telegram.me/buratha