مهدي المولى||
لا شك انه سؤال مهم ويجب على كل مسلم على كل محب للأمام الحسين ان يطرح مثل هذا السؤال وعليه ان يتمعن في الأمر بدقة وعمق عليه ان يفهم الحسين يرتفع الى مستواه حتى يفهمه الفهم الصحيح لا ينزل الحسين الى مستواه ويطبع مستوى الحسين بطابع مستواه المتخلف ومن ثم يمكنه الإجابة على مثل هذا السوال.
فالإمام الحسين ليس مجرد شخص أختلف مع يزيد على مال على عقار على منصب وقام يزيد بقتله.
فالإمام الحسين قيم إسلامية إنسانية حضارية فالأمام الحسين دعوة للحرية لحرية العقل، اما يزيد فيمثل قيم الجاهلية الوحشية وأعراف الغاب ودعوة للعبودية واحتلال العقل.
وهكذا استمرت الحرب بين الحسين أي ( بين القيم الإنسانية الحضارية والحرية والأحرار) وبين يزيد أي ( بين القيم الجاهلية الوحشية والعبودية والعبيد).
لهذا على محبي الحسين على الأحرار أنصار الحرية ان ينطلقوا من هذا المنطلق في فهمهم في معرفتهم للامام الحسين والا يكون فهمهم قاصر ويصب في مصلحة أعداء الحسين بل يصبحون من المساهمين في ذبحه وذبح محبيه من حيث لا يدرون.
نعود الى السؤال الذي طرح من ذبح الحسين ومحبيه من قتل الحسين ومحبيه، المعروف لدينا جميعا ان يزيد وزمرته هم الذين ذبحوا الحسين نعم وهذا أمر واضح ليس هناك شك لكن يزيد وزمرته قطعوا رأسه وجسده أما روحه الإنسانية المحبة للحياة والإنسان بقيت خالدة تزداد سموا وتألقا بمرور الزمن .
قلنا ان الحسين يمثل نهجا يمثل الحياة الحرة ويزيد يمثل الموت والعبودية .
فهذا الحسين ونهجه يزداد قوة وتألقا في حين يزيد ونهجه يزداد ضعفا وتلاشيا.
لكن الذي يذبح روح الحسين ونهجه هو الذي يتظاهر بحب الحسين قولا ويعمل بنهج يزيد عملا.
المعروف ان الحسين حدد ووضح نهجه ودعا محبيه الى التمسك بذلك النهج.
حيث قال اني سمعت جدي رسول الله يقول من راى منكم حاكما مسئولا ظالما جائرا ولم يتصدى له بقول او فعل فهو على نهج يزيد.
وهذا هو الفرق بين نهج الأمام علي والأمام الحسين محبي الحسين وبين نهج معاوية ويزيد ومحبي يزيد.
فنهج الإمام الحسين يدعوا الى أقامة العدل وإزالة الظلم من خلال تحديه للظلم والجور ومن يمثله، اما نهج يزيد ومعاوية ومن معهما فهو يدعوا الى عدم الخروج على الحاكم الظالم الفاجر ومن يخرج عليه فهو عاصيا لله كافرا.
هذا هو الفرق بين نهج الحسين ونهج يزيد فكل من يلتزم بنهج الأمام الحسين ويتحدى نهج يزيد ويذبح على يد أنصار يزيد فهو لم يمت بل يبقى حيا خالدا.
لهذا نقول ان الصراع بين نهج الحسين ونهج يزيد لا زال مستمرا الى الإن .
فالصراع بين داعش الوهابية والصدامية اي نهج يزيد وبين الحشد الشعبي المقدس وكل عشاق الحياة الحرة أي نهج الحسين لا زال مستمرا ويستمر هذا الصراع حتى يقبر نهج يزيد و من يؤيده في الارض.
من هذا يمكننا القول ان أعداء الحياة والإنسان أنصار العبودية مثل صدام ال سعود هتلر معاوية يقطعون رؤوس الأحرار وأنصار الحرية محبي الحياة والإنسان مثل الأمام علي الحسين عبد الكريم قاسم محمد باقر الصدر وغيرهم لكنهم مهما بلغوا من قوة ووحشية لم ولن ينالوا من روحهم الحية التي تستمر في الخلود والسمو والتألق.
لكن الذي يقتل روح الحسين الذي يقتل روح الأمام علي هو ذلك الشخص الذي يتظاهر بحب الإمام الحسين وانه مع نهجه لكن أفعاله وسلوكه على نهج معاوية ويزيد.
لهذا ادعوا محبي الحسين ان يكشفوا حقيقة هؤلاء ومن ورائهم ومن يدفعهم لأنهم في الحقيقة أما من أعداء الحسين ونهجه او من الجهلاء الذين لا يفهمون الحسين ولا نهجه وهؤلاء لا شك أشد خطرا على الحسين ونهجه لهذا على محبي الحسين الإسراع في كشفهم وفضحهم وعزلهم ليبقى الحسين صوت الحرية والأحرار.
ومن هذا يمكننا القول إن القاتل الحقيقي للحسين ليس عدوه الواضح فهذا قتل جسده لكنه عجز عن قتل روحه بل القاتل الحقيقي هو الذي لم يفهم الحسين الذي لم يصل الى مستوى الحسين فهذا هو الذي يقتل روحه .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha