المقالات

مالفرق بين الاقليم والمحافظات الجنوبية؟


 

عدنان جواد||

 

الحقيقة هناك قضية محيرة في العراق، لم يتطرق إلى غوامضها واسرارها التحليل السياسي، ولا القريبين من من مصدر القرار، ولا أصحاب المعلومات، والناس تتساءل ما هو السبب الحقيقي في عدم معرفة موارد الاقليم من النفط، والمنافذ الحدودية، وهي كما مذكورة في الدستور مركزية اتحادية ملك للشعب؟ وقد ذكرت المادة 121 من الدستور (تخصص للاقاليم والمحافظات حصة عادلة من الايرادات المحصلة اتحاديا، تكفي للقيام باعباىها ومسؤولياتها، مع الاخذ بعين الاعتبار مواردها وحاجاتها، ونسبة السكان فيها) .

 وهذا يعني أن الموارد تسلم للمركز كما تسلم المحافظات الجنوبية نفطها وتتحمل الاعباء والامراض والسرطانات، ولكنها لا تمنح استحقاقاتها بحجة التقشف، فيبقى مواطنها فقيرا، واكثر المضحين من تلك المحافظات، مع الاخذ بعين الاعتبار مواردها وحاجاتها، فاين الموارد التي زود بها الاقليم المركز، وماهو عدد الموظفين، وكم هو عددالاموال المستحصلة من الاقليم، وماهو عدد سكانها، هذا الدستور الذي يطالبون بتطبيقه، ولكن كل رىيس حكومة يأتي يغرد ويرعد ويتوعد وانه سوف يعطي كل صاحب حق حقه، وانه سوف يسير وفق نهج الدستور والقانون، وأن سوف لن يعطي للاقليم استحقاقاتهم مالم يسلموا واردات النفط والمنافذ الحدودية.

 وعندما يزور رىيس الوزراء الاقليم، ويطلع على العمران والبناء، ويلتقي بالزعيم مسعود البرزاني وابنه وابن أخيه رؤوساء السلطة هناك، يتغير الوضع إلى اتفاق لا يعلم أحد تفاصيلة فتسلم المبالغ للاقليم، ويترك أبن الجنوب يتحصر في السفر لاربيل من أجل العلاج لأن المستشفيات في الجنوب عاجزة عن علاج مريضه فيبيع ممتلكاته ويصرف مدخراته لأن التكاليف باهضة ،  فيرى الفرق بين شوارع مدنه ، ومستشفياتها، ومدارسها والكهرباء ، والماء فيتساءل ويقول مع نفسه ( جاء جماعتنا شمالهم)، وأيضا يحرمون من الوظاىف الحكومية والدرجات الخاصة ، والملحقيات، و الحصص في السفارات والبعثات، وحتى القبول في الكليات العسكرية الداخلية والدفاع والامن الوطني وغيرها، بينما الاقليم دولة داخل دولة يأخذ أكثر من حصته.

 وبمناسبة الزيارة الحالية لرىيس الحكومة الاتحادية مصطفى الكاظمي للاقليم، هل سيتم الاتفاق والتوافق وكما حدث سابقا بالاتفاقات الشفهية بين البرزاني ورؤساء الحكومات السابقة، بأن الاقليم تعهد بتسليم الموارد ولكن بعد دفع المستحقات المالية للموظفين والشركات النفطية، وللفلاحين، ويدفع رىيس الوزراء تلك الأموال، وتنتهي الموازنات، وتتعاقب الحكومات، ويبقى الحال على ما هو عليه، البعض يقول أن هذه الأموال تذهب لجيبوب أصحاب السلطة في الاقليم البرزاني وعاىلته، وما ذنب الشعب؟!

 والجواب على الأقل في الاقليم هناك نظام وقانون وخدمات تقدم للناس، وسائل الإعلام وصفت الزيارة بأنها ناجحة لأن الكاظمي التقى بالطبقة السياسية والناس من الموظفين والفلاحين، وزار المنافذ الحدودية، ومخيمات النازحين وتعهد بعودتهم،  لكن لابد من أن تتم الاتفاقيات من خلال وثاىق وليس اتفاقات شفهية تذهب بذهاب رىيس الحكومة، بأن توفر جداول حقيقية واحصاءات دقيقة لكل الوزرات،  والا تسلم الأموال قبل تسليم الموارد  واعداد الموظفين التي تخضع للتدقيق من الجهات المختصة، وأن يتم صرف الأموال المحافظات الجنوبية مثل ما يتم صرفها للاقليم في الشمال.

 ويفترض أن تحفظ تلك الوثاىق التي تم الاتفاق عليها بين الاقليم والمركز بعد نشر تفاصيلها في الإعلام لكي يطلع عليها الشعب، سواء بالاقليم أو باقي المحافظات، وأن تبقى تلك اللجان المسؤولة عن هذه الملفات، والا تتلف وتحل اللجان بعد فترة حكم رىيس الوزراء، ويعود رىيس الحكومة القادم للتفاوض من الصفر، ونبقى نراوح في حلقة مفرغة.

 الوضع لايتحمل هدر المزيد من المال، ينبغي وضع خطوط وقوانين وانظمة وتعليمات للصرف لكل المحافظات والاخذ بعين الاعتبار المحرومية، ومستوى الفقر، وحاجة المحافظات للاعمار، ورفع مستوى خط الفقر في جميع محافظات العراق من زاخو إلى الفاو.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك