مهدي المولى||
المعروف جيدا أن أمريكا لا صديق لها ولا عدو لها إنما مصالحها ومنافعها الخاصة هي التي تحدد صديقها وعدوها فهي تخلق الصديق وتحميه وتدافع عنه وإذا ما حاول ان يلعب بذيله يصبح عدوا ثم تقوم بقتله وصدام وحزبه مثال على ذلك.
كما إن أمريكا لا تعبد إلا الدولار فهو الذي يمنحها القوة التي يجعلها الدولة الأولى عسكريا واقتصاديا وعلميا ويجعل الكثير من حكام العالم خاضعة لها وخائفة منها.
والغريب انها أي أمريكا لا تقبل أي دولة تشاركها في عبادة الدولار والويل للدولة اذا فكرت بذلك مهما كانت لأنها تعتقد ان ذلك سيضعف قوة الدولار وبالتالي يضعف قوتها وهيمنتها وما عدائها للشعوب الحرة التي تفكر الخلاص من هيمنتها الا نتيجة لذلك.
فاذا نظرنا الى علاقة أمريكا بالدول الغربية اليابان كوريا الجنوبية تركيا نظرة سطحية يتضح لنا علاقة صداقة واحترام الند للند خاصة إنها دول ديمقراطية ومتقدمة في كل المجالات وحكوماتها مستقلة.
ولكن عندما ننظر نظرة دقيقة وعميقة تظهر لنا الصورة الحقيقة يتضح لنا انها حكومات مسيرة وفق خطة أمريكا الاقتصادية ولم ولن تسمح لها بالخروج عنها والويل لها ان خرجت خطوة واحدة لأن لأمريكا في كل دولة من هذه الدول شركات عابرة للقارات وتملك أسهم يفوق أسهم هذه الحكومات وبيدها القوة والنفوذ في هذه البلدان .
والدليل عندما تفرض أمريكا عقوبات اقتصادية على بلد لا يعجبها تسرع هذه الدول الى التنفيذ فورا لأنها تخشى غضب أمريكا وعدم رضاها.
هذا تعاملها مع عالم يطلق عليه العالم الأول العالم المتطور في مجالات المال والاقتصاد والعلم وحتى في القوة العسكرية.
أما تعاملها مع حكومات العالم الثالث العالم المتخلف عالم الدكتاتورية والاستبداد مثل العوائل المحتلة للخليج والجزيرة ( ال سعود آل نهيان آل خليفة وحكومات أخرى فهذه المجموعة تتعامل معها على أساس إنها بقر حلوب ولم تكتف بذلك بل كلفتها بمهمة أخرى فجعلتها كلاب حراسة لحماية إسرائيل ومصالح أمريكا في المنطقة.
وهكذا أصبحت هذه العوائل مهمتها منح مليارات الدولارات وحسب الطلب وفي أي وقت وفي نفس الوقت أمرت مرتزقتها التي أجرتها اشترتها من مختلف العالم وشكلت منهم الإرهاب الوهابي داعش القاعدة عبيد وجحوش صدام بشن حرب إبادة وتدمير للشعوب العربية و الإسلامية بالنيابة عن إسرائيل.
حتى إن ترامب أرسل برقية يبشر بها نتنياهو يقول فيها ( اي حرب نقوم بها في منطقة الشرق الأوسط لن نخسر فيها لا قطرة دم واحدة ولا دولار واحد.
فرد عليه نتنياهو كيف فقال تعهدت بقرنا اي العوائل المحتلة للخليج والجزيرة انها ستدفع أضعاف الكلفة وستقوم كلابهم أي كلاب هذه البقر القاعدة داعش عبيد وجحوش صدام بالقتال بالنيابة عنا ثم قال له نم مطمئن لا خوف على إسرائيل طالما هذه البقر ومرتزقتها موجودة وخاضعة طائعة.
المعروف ان صدام وحزب البعث انها أي أمريكا هي التي صنعته وهي التي أوصلته الى الحكم وهي التي حمته طيلة الفترة الماضية أي منذ يوم 8شباط 1963 في هذا اليوم الأسود أمرت بقرها بدفع كلفة الانقلاب الدموي وأمرت مرتزقتها بالهجوم على العراق والعراقيين وفتحوا باب جهنم على العراق والعراقيين ولم يغلق الا في 9-4-2003.
ربما هناك من يقول إذا أمريكا هي التي خلقت البعث وصدام كيف هي التي قتلته قلنا أمريكا ليس لها صديق ولا عدو لها مصالح ووفق تلك المصالح تقترب او تبتعد تدفعه الى الأمام ا والى الوراء تحييه او تقبره وصدام خدم مصالحها طيلة الفترة الماضية وأصبح استمراره مضر لمصالحها لهذا قررت إنهائه وقبره.
لا شك إن أمريكا كانت ترى في الشعب العراقي شعب حضارة وثقافة وكانت تتمنى ان تكون علاقتها به لا كعلاقتها بالعالم الثالث المتخلف ال سعود مثلا بقر حلوب وكلاب حراسة وإنما أرادت ان تكون علاقتها كعلاقتها بالعالم الأول المتطور على الأقل اليابان كوريا الجنوبية وكانت تتمنى ان تجعل من العراق يابان الشرق الأوسط وفعلا كان يمكن ان يكون أكثر من ذلك.
لأنها كانت ترى في نجاح العملية السياسية السلمية وبناء العراق الديمقراطي نجاح لها في العراق والمنطقة والعالم وفشل ذلك يعني فشل لها في العراق والمنطقة والعالم ويمكنني القول إنها كانت صادقة في ذلك.
لكن المشكلة أن قناعة أمريكا اصطدمت مع رغبة بقرها وكلاب حراستها العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وفي المقدمة ال سعود التي ترى في نجاح العملية السياسية السلمية وبناء عراق ديمقراطي يحكمه الشعب يشكل خطرا على حكم هذه العوائل وبالتالي لا بقر حلوب ولا كلاب حراسة .
لهذا طلبوا منه أي آل سعود إلغاء الديمقراطية وسجن من يدعوا لها وإعادة نظام صدام الى العراق حتى انهم قالوا له أي ترامب أعلم أيها الرب لا تجد من يعبدك في المنطقة بدوننا رغم أنه أي ترامب هددهم وتوعدهم وقال لهم البقرة التي يجف ضرعها سيقوم صاحبها بذبحها.
لهذا اختار بقره وكلاب بقره على الديمقراطية وقرر إفشال العملية السياسية في العراق وإلغاء الديمقراطية وعودة نظام الفرد والعائلة والقرية وبدأ في تنفيذ رغبة بقره ومجموعات الإرهاب الوهابي.
وهنا أثبت حماقته ورعونته فالعراقيون اختاروا الديمقراطية وحكم الشعب بقيادة المرجعية الدينية الشجاعة الحكيمة وحشدها الشعبي المقدس لم ولن يتخلى عن ذلك مهما كانت التضحيات والتحديات
https://telegram.me/buratha