المقالات

أمريكا صديقة أم عدوة للعراق؟!

1175 2020-10-04

 

مهدي المولى||

 

 المعروف جيدا  أن أمريكا لا صديق لها ولا عدو لها  إنما  مصالحها ومنافعها الخاصة  هي التي  تحدد صديقها   وعدوها  فهي تخلق الصديق وتحميه وتدافع عنه وإذا ما حاول ان يلعب بذيله يصبح عدوا ثم تقوم بقتله وصدام وحزبه مثال على ذلك.

  كما إن أمريكا لا تعبد  إلا الدولار  فهو الذي يمنحها القوة  التي يجعلها  الدولة  الأولى  عسكريا واقتصاديا وعلميا ويجعل  الكثير من حكام العالم  خاضعة لها  وخائفة منها.

والغريب انها أي أمريكا لا تقبل  أي دولة تشاركها في عبادة الدولار والويل للدولة اذا فكرت بذلك مهما كانت  لأنها تعتقد   ان ذلك سيضعف قوة الدولار وبالتالي يضعف قوتها وهيمنتها وما عدائها للشعوب الحرة التي تفكر الخلاص من هيمنتها  الا نتيجة لذلك.

   فاذا نظرنا الى علاقة أمريكا  بالدول الغربية اليابان  كوريا الجنوبية تركيا   نظرة سطحية يتضح لنا  علاقة صداقة  واحترام الند للند  خاصة إنها دول ديمقراطية  ومتقدمة في كل المجالات  وحكوماتها مستقلة.

ولكن عندما ننظر نظرة دقيقة وعميقة تظهر لنا الصورة الحقيقة  يتضح لنا انها حكومات مسيرة وفق خطة أمريكا الاقتصادية ولم ولن تسمح لها بالخروج عنها والويل لها ان خرجت   خطوة واحدة  لأن لأمريكا  في كل دولة من هذه الدول شركات عابرة للقارات وتملك أسهم يفوق أسهم هذه الحكومات وبيدها القوة والنفوذ في هذه البلدان .

والدليل عندما تفرض أمريكا عقوبات اقتصادية على بلد لا يعجبها  تسرع هذه الدول  الى التنفيذ فورا لأنها تخشى غضب أمريكا  وعدم رضاها.

هذا تعاملها مع  عالم يطلق عليه العالم الأول  العالم  المتطور في مجالات المال والاقتصاد  والعلم وحتى في القوة العسكرية.

أما تعاملها مع حكومات العالم الثالث العالم المتخلف عالم الدكتاتورية والاستبداد  مثل العوائل المحتلة للخليج والجزيرة  ( ال سعود  آل نهيان  آل خليفة وحكومات أخرى   فهذه المجموعة تتعامل معها على  أساس إنها بقر حلوب   ولم تكتف بذلك بل كلفتها بمهمة أخرى   فجعلتها كلاب حراسة لحماية إسرائيل ومصالح أمريكا في المنطقة.

وهكذا أصبحت هذه العوائل  مهمتها  منح مليارات الدولارات وحسب الطلب وفي أي وقت وفي نفس الوقت أمرت  مرتزقتها التي أجرتها اشترتها من مختلف العالم وشكلت منهم الإرهاب الوهابي  داعش القاعدة عبيد وجحوش صدام    بشن حرب إبادة وتدمير للشعوب العربية و الإسلامية بالنيابة عن إسرائيل.

حتى إن ترامب  أرسل برقية يبشر بها نتنياهو  يقول فيها ( اي حرب  نقوم بها في منطقة الشرق الأوسط لن نخسر فيها لا قطرة دم واحدة ولا دولار واحد.

فرد عليه نتنياهو كيف فقال تعهدت بقرنا اي العوائل المحتلة للخليج والجزيرة انها ستدفع أضعاف الكلفة  وستقوم كلابهم أي كلاب هذه البقر  القاعدة داعش عبيد وجحوش صدام بالقتال بالنيابة عنا   ثم قال له نم مطمئن لا خوف على إسرائيل طالما هذه البقر ومرتزقتها موجودة  وخاضعة طائعة.

 المعروف ان صدام وحزب البعث انها أي أمريكا هي التي صنعته وهي التي أوصلته الى الحكم وهي التي حمته طيلة  الفترة الماضية أي منذ   يوم 8شباط 1963 في هذا اليوم الأسود أمرت بقرها بدفع كلفة  الانقلاب الدموي وأمرت مرتزقتها بالهجوم على العراق والعراقيين  وفتحوا باب جهنم على العراق والعراقيين ولم يغلق الا في 9-4-2003.

 ربما هناك من يقول إذا أمريكا هي التي خلقت البعث وصدام كيف هي التي قتلته  قلنا  أمريكا ليس لها صديق ولا عدو لها مصالح   ووفق تلك المصالح تقترب او تبتعد تدفعه الى الأمام  ا والى الوراء  تحييه او تقبره وصدام خدم مصالحها طيلة الفترة الماضية  وأصبح استمراره مضر لمصالحها لهذا قررت إنهائه وقبره.

لا شك إن أمريكا كانت ترى في  الشعب العراقي شعب حضارة وثقافة  وكانت تتمنى ان تكون علاقتها به لا كعلاقتها بالعالم الثالث المتخلف ال سعود مثلا بقر حلوب  وكلاب حراسة وإنما أرادت ان تكون علاقتها كعلاقتها بالعالم الأول المتطور  على الأقل اليابان كوريا الجنوبية وكانت تتمنى ان تجعل من العراق يابان الشرق  الأوسط وفعلا كان يمكن ان يكون أكثر من ذلك.

لأنها كانت ترى في نجاح  العملية السياسية السلمية وبناء العراق الديمقراطي  نجاح لها في العراق والمنطقة والعالم  وفشل  ذلك يعني فشل لها في العراق والمنطقة والعالم  ويمكنني القول إنها كانت صادقة في ذلك.

لكن المشكلة أن قناعة أمريكا  اصطدمت مع رغبة بقرها وكلاب حراستها العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وفي المقدمة ال سعود التي ترى في نجاح   العملية السياسية السلمية وبناء عراق ديمقراطي يحكمه الشعب  يشكل خطرا على  حكم هذه العوائل وبالتالي لا بقر حلوب ولا كلاب حراسة .

لهذا طلبوا منه أي آل سعود   إلغاء الديمقراطية وسجن من يدعوا لها وإعادة نظام صدام الى  العراق  حتى انهم قالوا له أي ترامب أعلم أيها الرب لا تجد من يعبدك في المنطقة بدوننا رغم أنه أي ترامب هددهم وتوعدهم وقال لهم البقرة التي يجف ضرعها سيقوم صاحبها بذبحها.

لهذا  اختار بقره وكلاب بقره على الديمقراطية وقرر إفشال العملية السياسية في العراق وإلغاء الديمقراطية وعودة نظام الفرد والعائلة والقرية وبدأ في تنفيذ رغبة بقره  ومجموعات الإرهاب الوهابي.

وهنا أثبت حماقته ورعونته فالعراقيون اختاروا الديمقراطية وحكم الشعب بقيادة المرجعية الدينية الشجاعة الحكيمة  وحشدها الشعبي المقدس لم ولن يتخلى عن ذلك مهما كانت التضحيات  والتحديات

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك