المقالات

نريد راتب !!


سعد جاسم الكعبي||

 

وجد موظفوا الدولة انفسهم إزاء ازمة مالية حقيقية لايحسدون عليها ، بعد ان تاخرت الحكومة بصرف مرتباتهم لشهر ايلول المنصرم.. تأخر الراتب صار فرصة للفريق المناوئ للحكومة ،بينما وجدها الفريق الحكومي ومن يؤيده بساحات التظاهر،سببا في النيل من البرلمان وكتله التي تتهم بانها وراء ما تشهده البلاد من ازمات سياسية واقتصادية .. الحكومة وعلى لسان وزير ماليتها علي عبد الامير علاوي قالت ان صرف الراتب مرهون بقانون الاقتراض الذي ينتظر داخل مكتب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي،بانتظار الفرج. الناقمون على الكاظمي من كتل برلمانية معارضة تطالب حكومته للايفاء بالتزامتها تجاه الموظف المسكين ،علما انها جزء من المشكلة والحل بذات الوقت ، فهنالك من يتهمها بانها تعرقل اقرار الاقتراض داخل قبة البرلمان لإحراج رئيس الوزراء. هذه اللعبة الخاسر الوحيد فيها هو الموظف البسيط ممن ينتظر الراتب مثل هلال العيد ليفي بالتزامات قد لاتبقي منه سوى النزر اليسير ربما لايكفيه لنهاية الشهر. قد لايعني هذا الامر كثيرا المتظاهرين لانهم في الاغلب ممن لايملكون راتبا يعولون عليه،كما لا يتضرر منه اصحاب الدراجات الخاصة برواتبهم المليونية الكبيرة . زميل لي يكثر الذهاب لساحات التظاهرات قال ان الموظفين ربما سيدخلون تلك الساحات بحثا عن رواتبهم المتعسرة، وسيرفعون شعار #انريد راتب،وليس وطن،فالراتب اهم من الوطن !. اذكر انه في اول قيام التظاهرات قبل عام بحت اصوات الناشطين مطالبين الموظفين بالاضراب ،لكنهم لم يجدوا اذنا صاغية واستمروا بالدوام وتوزعوا بين مؤيد فيسبوكي للتظاهرات طمعا باجازة اجبارية بحظر تجوال شامل ، واخرين سارت مفردات حياتهم اليومية بذات الوتيرة دوام ومطاعم وكافتيريات ومتنزهات،ونوم ،كانهم لاتعنيهم التظاهرات بشيء مادام راتبه ماشي ياخذه نهاية الشهر. ترى هل يعون الان انهم ليسوا بعيدين عن الخطر وان التظاهرات (السلمية) المطالبة بالحقوق هي ليس من اجل وظيفة وبضعة الاف من الدنانير ،بل من اجل مستقبل بلد باكمله. الغريب ان الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 الى اليوم تعمل بذات النهج ان الدولة دولة موظفين فقط ،فالسلف والقروض والتسهيلات والجمعيات وكل شيء للموظفين وعددهم لايتجاوز ال6ملايين ومعهم المتقاعدين ربما 10ملايين ،فيما غير الموظفين هم نحو 30مليون مواطن ليس لهم شيء بهذا الوطن ،ولايملكون منه سوى جنسيته . خلل كبير في ادارة الدولة العراقية الجديدة التي تعلمت الكسل والاعتماد على النفط فقط ،بينما غيبت القطاع الخاص وحتى العام في فوضى الدولة الريعية ،بعكس دولا مجاورة غادرت الاعتماد على النفط مثل الإمارات والسعودية التي تكون حصة النفط بالموازنة لاتتجاوز ال27% والحال ذاته مع تركيا وايران . اعتقد ان الراتب اذا تاخر اكثر من ذلك سنرى شعارات جديدة بساحة التحرير ومثيلاتها من قبيل #نريد -راتب،بدلا من نريد وطن.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك