عدنان جواد||
كتب المفكر مازن الشريف، قراءة في استراتيجيات (الاختراق والهزيمة والتملك) ، والحقيقة ان كتاباته هذه عام 2015 لكن جميع ما قاله يتحقق على ارض الواقع، فقبل حدوث الربيع العربي من يستطيع من حكام العرب وحتى المواطن البسيط في الكلام عن التطبيع واقامة العلاقات مع اسرائيل، فبعد التنظير كثيراً ورسم الاستراتيجيات في مراكز متخصصة تابعة لدول متقدمة ودوائر الصهيونية، ونتيجة لظلم الحكام العرب لشعوبهم، واستغلال النفور وكره الناس للطبقة الحاكمة، تم تسليط الضوء على امكانية نشر الديمقراطية والحرية في الشرق الاوسط، واحدى طرق تغيير الانظمة هي الثورات الشعبية، التي تمهد لحكم الشعوب لنفسها، فحدث الربيع العربي، والذي هو عبارة عن تظاهرات شعبية مصحوبة باستخدام السلاح، فتم اسقاط انظمة دول واخضاع اخرى، واشعال حروب اهليه وطائفية وفوضى، واليوم انتشرت وثاىق لهلاري كلنتن تؤيد ذلك.
ان الترويع والتجويع والتطويع والذي من نتائجه التطبيع مع الكيان الصهيوني، لان القوة العسكرية والمال العالمي بأيديهم، فالخوف والهلع والرعب هي احد اساليب الحروب القديمة والحديثة، وقد استخدمها التتر والمغول في ابادة مدن بأكملها، وشاهدنا القاعدة وداعش كيف استثمرت في هذا الجانب كثيرا، من خلال مقاطع قطع الرؤوس والحرق والاغراق، لبث الهلع في صفوف الطرف الاخر، ولتحطيم المعنويات لدى الجيش والشعب، والتذكير بها لعدم السماح بالعودة لتلك الظروف العصيبة.
والقبول بالأمر الواقع سياسة مارستها الدول الاستعمارية على الدول المستعمرة مرة بالترغيب واخرى بالترهيب ، والولايات المتحدة الامريكية باعتبارها اليوم اقوى قوة عسكرية واقتصادية في العالم ولديها نفوذ في المنطقة وتدخلات واحتلال لبعض الدول كالعراق واجزاء من سوريا ، وهي تنفذ مخططات مدروسة لخدمة القضية الصهيونية، ومن اهمها التطبيع مع اسرائيل، فالدول التي تطبع مع اسرائيل ، سوف تكون بعيده عن العقوبات الدولية والحصار، ويمكن انعاش اقتصادها بمساعدات مالية من دول غنية كالإمارات والسعودية، فهذه السودان التي عاشت سنوات من التجويع والحروب الاهلية، بسبب العقوبات الدولية وصفة الارهاب لأنها كانت داعمة للقضية الفلسطينية، لكن الثوار الجدد وقيادتهم ارسلت رسائل بانها سوف تطبع، بشرط رفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات عنها، وبالفعل صرح ترامب بأنه سوف يتم ذلك قريباً.
اما التجويع فهي مرادفة للرعب ، وقد استخدمتها واشنطن ضد عدد غير قليل من الدول لتركيعها والقبول بما تامر، كما استخدمتها ضد العراق سابقا وايران وفنزويلا حاليا، ان اغلب المجتمعات تقوم على اساس توفر الغذاء، فعند توفره يحدث الاستقرار، وحين يشح تحدث الازمات والنكبات والفوضى والمجاعات، كما حصل في افريقيا في الصومال واثيوبيا ودارفور، ففي العراق دام الحصار 13 سنة من 1990 الى 2003 الذي جعل العراق مدمرا وفقد الكثير من ابناء شعبه، نتيجة الجوع والمرض، وقد استسلم صدام ورضخ لجميع مطالب الولايات المتحدة الامريكية بالتفتيش وترسيم الحدود، وخطوط العرض والطول بالنسبة للمحافظات الكوردية، لكنهم تركوا يده مطلقة في الوسط والجنوب لقتل اكبر عدد ممكن، وبعد دخول القوات الامريكية واسقاط النظام ، استمرت سياسة العصا والجزرة، ورغم الانتخابات والحرية في التعبير، لكن اصبحت الفوضى بكل شيء، ثروات البلاد تبدد سرقات عدم اصلاح القطاع الصناعي ولا الزراعي، دولة تعتمد على مايباع من النفط الذي يتم ايداعه في البنوك الامريكية وبعد استقطاع التعويضات والديون للدول الاخرى، وفي عام 2014 وعندما اراد العراق اخراج القوات الامريكية ادخلت داعش لتحدث ارهاب وحروب اهليه، واليوم يعاد نفس السيناريوا اما يقبل العراقيون بالتطبيع وبقاء القوات الامريكية، او يعاد الحصار والفوضى، فالتطبيع تحول من الرفض الى الانقياد والخضوع ، فالجائع والمرعوب الخائف خائر القوى ضعيف مهزوز، فيصبح القتل والانتحار وانتهاك المقدسات والرموز امرا مستساغا، وانهيار منظومة المبادىء والقيم والاعراف السائدة واستبدالها باخرى نفعية انية ، وقد قال الامام علي عليه السلام: (لو كان الفقر رجلا لقتلته) وقطع الاعناق ولا قطع الارزاق، ونتيجة لسوء تصرف القادة السياسيين بتطوير الاقتصاد والحفاظ على الاموال، بالتعينات العشوائية والسرقات المليارية، فسمعنا من بعض الطلبة الخريجين في التظاهرات على ابواب الوزارات، وهم يتوسلون بشمولهم بالتعيين وانهم سوف يطبعون ويصبحون بوذيين حتى لمن يحقق لهم مطلبهم، يقول الصحابي ابو ذر الغفاري قولته الشهيرة: (عجبت لمن لايجد القوت في بيته، الا يخرج على الناس شاهرا سيفه)، واليوم وزارة التخطيط العراقية تعلن أن نسبة الفقر في العراق 30% وهذا يعني أن 13 مليون عراقي يعيشون تحت خط الفقر، ووزارة المالية تسدد الرواتب بالاقتراض، وهذا يعني أننا نسير نحو الهاوية ووفق ما مخطط لنا أما الحروب التي ملتها الناس، و التجويع والذي ذاقت مراررته العاىلة العراقية سابقا أيام الحصار، أو القبول بمشاريع الولايات المتحدة الأمريكية واولها التطبيع مع اسراىيل، التساؤل المشروع لاصحاب السلطة الذين يدعون المعرفة والتدين لماذا رهنتوا البلد للاعداء، لماذا لا تطعموا الناس مثل ما تطعموا عوائلكم، لماذا لا تعالجوا مواطنيكم مثل ما تعالجوا عوائلكم، لماذا تقتصر المناصب والمزايا والتعينات بكم وبحواشيكم، لماذا لا تنظروا لجيرانكم الايرانيين، وكيف يعيش المسؤول والوزير بل حتى المرشد الأعلى مثل معيشة أبسط مواطن ايراني، إنه نموذج القيادة الصالحة التي تحترم نفسها ومواطنها ومستقلة في قرارها، ولذلك خاض الناس مع قيادته الحروب والحصار ولازال صامدا بوجه الاعداء.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha