المقالات

دعوهم ينفصلوا ليذبح بعضهم البعض ثم يعودوا خائبين

1768 2020-10-24

 

مهدي المولى||

 

لا شك ان الدول الاستعمارية  الغربية بعد  انتصارها في الحرب العالمية الأولى قسمت المنطقة وفق مصالحها الخاصة  فمنحت  اليهود الحق في إقامة دولة إسرائيل في فلسطين  وفي الوقت نفسه تجاهلت منح  الأكراد  دولة خاصة بهم.

لان الكرد لا يمثلون شعبا ولا امة وانما مجموعة من القبائل البدوية يطلق عليهم بدو الجبل  لا يجمعهم نسب واحد وأنما يرجعون لأنساب عديدة  فلو أخذنا ما يطلق عليهم أكراد العراق   ودققنا في أصولهم  لاتضح لنا أنهم أما فرس  او عرب  او من أمم  أخرى  واذا أستمر   العرب بالبقاء واذا أصبحت لهم  هذه المكانة  الراقية من الاحترام والتقديس من قبل  الأمم الأخرى   بفضل الإسلام  لولا الإسلام لما بقي أثر لهم حتى ولا تاريخ لأنهم قبائل تائهة في الصحراء بعضهم يغزوا بعض وبعضهم ينهب  أموال ونساء البعض .

ومع ذلك لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام  بل أنزلوه الى مستواهم وطبعوه بطابعهم وفرضوه على الآخرين بالقوة وقالوا هذا هو الإسلام والويل لمن يخرج عن إسلامهم  البدوي الوحشي وحولوه الى دين غزو وذبح وسلب أرسلت للذبح فاذبحوا  ولا زالت هذا الحالة مستمرة  حتى الآن ولا تزال هي السائدة والغالبة   لولا اعتناق شعوب أخرى وخاصة  الشعب الفارسي الذي تمكن من الارتفاع الى مستوى الإسلام ومنح  الإسلام  وجهه الحضاري الأ نساني ومن هذا يمكننا لولا الفرس    لتلاشى الإسلام وتلاشي  الإسلام يعني تلاشي العرب.

قلنا ان الدول الاستعمارية الغربية عندما قررت تأسيس دولة إسرائيل  وعدم  منح الكرد دولة  انطلقوا من مصالحهم الخاصة من رؤيتهم للمستقبل.

  لا شك ان الدول الغربية   تخشى  انطلاق صحوة إسلامية  إنسانية حضارية  تحول دون تحقيق مطامعهم  فوجدت  في إسرائيل  دولة مساندة ومؤيدة ومناصرة  لمصالح الدول الغربية ولا يمكن تغييرها  لهذا قررت دعمها بكل ما تملك من قدرة   كما إنها اي الدول الغربية وضعت العرب  في وضع معين لا تسمح لهم بتجاوزه  لا يسمح لهم بالتفوق  على إسرائيل وحتى لا يسمح لها ان تكون بمستوى إسرائيل من الناحية العسكرية والعلمية  .

اما لماذا الدول الغربية  لم تفكر في تأسيس دولة كردية  قلنا ان الدول الغربية كانت   على يقين قيام صحوة نهضة إسلامية لها رؤيتها المضادة مع رؤية الدول الغربية الاستعمارية في الأعوام القادمة وقيام دولة كردية ستكون من ضمن الصحوة الإسلامية  لهذا جعلوا منها  وسيلة تساعدهم في خلق الصراعات وخلق الفتن وإشعال النيران  في المنطقة   وفعلا كانت ناجحة في هذه الرؤية.

وعند التدقيق في ما يسمى بالقضية الكردية يتضح لنا أنها لعبة بيد أعداء النهضة الإسلامية أمثال شاه إيران  الأتحاد السوفيتي  سابقا تركيا إسرائيل   العوائل  المحتلة للخليج والجزيرة وفي المقدمة ال سعود .

وهكذا أصبحت أي القضية الكردية يركبها كل من يريد شرا بشعوب المنطقة  حتى أصبحت لا لون لها ولا طعم ولا معنى  تقودها مجموعة من الزعامات  القيادات المختلفة كل زعامة قيادة تدعي انها الأفضل والأحسن وتتهم الأخرى بالخيانة والعمالة  ورأينا ذلك في زمن الطاغية المقبور  فكان  يلعب عليها اي على تلك القيادات مرة يقرب البرزاني ويعادي الطلباني ومرة بالعكس.

وبعد هزيمة الطاغية في 1991  تحرر شمال العراق ( اربيل  السليمانية  دهوك ) وأصبحت  هذه المحافظات بيد القيادة الكردية  فبدأت مذابح  كبيرة بين هذه القيادة كل  قيادة تريد الحصة الأكبر وانها المخلصة الصادقة وغيرها  عميلة وخائنة وبدأت صراعات ومذابح  ضد أبناء ما سموه الاقليم  في شمال العراق فاقت ما حدث لها في حروب صدام    وكادت هذه الحرب تنهي قيادة مسعود البرزاني لكنه أسرع واستنجد بصدام فأرسل صدام جيشه الخاص وأحتل  أربيل وأعاد مسعود شيخا اميرا على أربيل وطارد الكرد  الى السليمانية لولا تدخل الحرس الثوري الأيراني والذي  أوقف زحف جيش صدام  لاحتل كل شمال العراق وحرق شمال العراق  أرضا وبشرا.

 ومن هذا المنطلق ان هذا التأييد والمناصرة من قبل جهات مختلفة متناقضة  مثل  آل سعود ال نهيان إسرائيل تركيا  حزب البعث الصدامي     من الطبيعي لكل طرف من هذه الأطراف غاية تتضارب مع غاية الطرف الآخر   وهذا سيؤدي الى تقسيم الكرد الى مجموعات  متضاربة متعادية و الضحية هو   ابناء الشمال وكل العراق.

لهذا أقول صراحة ما حل بالعراق من حروب وويلات  وتخلف  وفقر وسوء خدمات هونتيجة لما يطلق عليه بالتمرد بالفوضى الكردية.

لهذا  لا حل للقضية الكردية ولكل  المكونات العراقية  الا  بعراق ديمقراطي تعددي يضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة   او كما قال المرحوم جلال الطلباني لا ضمانة  للكر دالا بعراق ديمقراطي تعددي ردا على  قول مسعود البرزاني الذي كان يبحث عن ضمانة للكرد  فكان يرى في صدام الضمانة الوحيدة للكرد ولما قبر صدام قال اردوغان هو الضمانة الوحيدة للكرد  وهو هو يرى  في ال سعود وال نهيان واسرائيل الضمانة بل في عبيد صدام ودواعش ال سعود ضمانة مساعدة أضافة الى ضمانة أردوغان.

لهذا أدعو الحكومة العراقية أدعوا كل العراقيين الأحرار ان يتوحدوا وفق خطة ويمنحوا هذه القيادات  الانفصال  وسترون كيف يذبح بعضهم وبعضا ومن ثم يأتون  نادمين  مستسلمين ولسان حالهم يقول  أرجعني لأعمل صالح.

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك