د. علي المؤمن||
وهي القيادة الدينية للمذهب الشيعي ونظامه الاجتماعي الديني. ويرتبط الشيعة بها عبر مبدأ الرجوع للفقيه في أحكام دينهم ودنياهم، أي تقليدها والتقيد بإرشاداتها وتوجيهاتها، ليس في الجانب العبادي والديني المحض؛ بل في الشأن الاجتماعي والسياسي العام أيضاً، وهو مقتضى نيابة الفقيه عن الإمام في غيابه. ونقصد بها تحديداً المرجعية العليا، التي تتركز ـــ عادة ـــ في النجف الأشرف منذ حوالي ألف عام، وليس كل عالم دين أعلن مرجعيته.
وهذا العنصر فائق القوة هو العنصر الثاني الذي يقف عليه النظام الاجتماعي الديني الشعي، ولولاه لفقد النظام قيادته ومركزيته وتماسكه وفاعليته العلمية والدينية.
وبالتالي؛ فإن المهمة الأكبر لخصوم الشيعة، منذ تأسيس النظام الاجتماعي الديني الشيعي وحتى الآن، هو ضرب هذا العنصر بشدة، بمختلف أنواع الوسائل والخطاب، وفي مقدمتها التشكيك بمفهوم المرجعية وقيادتها، وبمبدأ التقليد، والتعرض لأداء المرجعية ومؤسستها بالشبهات والاتهامات، وخلق مرجعيات مزيفة، وعلماء دين مشاغبين، وإثارة الخلافات بين المرجعية العليا والمرجعيات الأخرى، أو بين المرجعيات عموماً، وخاصة بين مرجعية النجف وحوزتها وبين مرجعية قم وحوزتها، وكذا مع الولي الفقيه في ايران.
أي أن الأسلحة الأربعة التي يستخدمها خصوم الشيعة في ضرب المرجعية الدينية، بوصفه عنصر القوة الواقعي الأهم في النظام الاجتماعي الديني الشيعي، هي:
1- التشكيك في الأصل التشريعي لمفهوم المرجعية الدينية
2- إثارة الشبهات حول أداء مراجع الدين، وتحديداً المرجعية العليا
3- خلق مجتهدين مزيفين مشاغبين
4- إثارة الخلافات الداخلية بين المراجع والحوزات العلمية.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha