د بلال الخليفة ||
بين الفينة والأخرى تظهر فضيحة تخص أحد السياسيين. وتكون الفضيحة أما جنسية أو إدارية أو أي شيء أخر. لكن الغريب ألا أحد يرتب على ذلك أثر. فلا تؤثر علية سياسيا أو اجتماعيا. ربما انطبق عليهم قول نبينا الكريم صلى الله عليه واله وسلم: «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد»
وكذلك الأعلام، يسلط الضوء على تلك الفضيحة في حال أنها تخص فئة معينه ويتركه أن كان من فئة أو منطقة أخرى، والمجتمع أيضا يغفر للذكر ولا يسامح الأنثى ويغفر السياسي وصاحب المال ولا يغفر للفقير.
لنعد إلى ماري عدس وخربيطها، أن دراسة هذه الظاهرة لها عدة دلالات، سنسلط الضوء على بعضها، منها:
· أولا: البعد السياسي
١. إن اعترافات ماري على الخربيط بينت فساد أخلاقي لاحد السياسة العراقيين الذين ملئوا الدنيا صياحا بمحاربة الفساد وتصحيح العملية السياسية (وهذا نموذج من معظم الطبقة السياسية الفاسدة) همها بطنها وجيبها وفرجها.
٢. دلت اعترافات ماري بحقيقة ما يسمى حراك تشرين وأيقوناتهم وقادتهم، مثل عگروكة والوسخ الجريذي وصفاء الذي يتجاهر الفسق وسب المقدسات دون رادع ومحاسب.
٣. دلت أيضا على هشاشة الوضع السياسي والأمني الذي يعيشه العراق، نماذج شبيهه بماري أدخلت العراق في أتون مظلمة وأسقطت حكومة وألغت اتفاقيات مهمه وغيرت الخارطة السياسية بأكملها، من غير المنطقي أن نماذج تافهة، حتى وإن كانت مدعومة خارجيا، غيرت وقتلت قادة كبار.
· ثانيا: البعد الاجتماعي
كما أن ماري لها دلالات اجتماعية أيضا، فقد بينت لنا عدة أمور منها:
١. إن الشباب الحالي وتأثير السوشيال ميديا، هم في حالة انحدار كبير، أن لم يكن هنالك تحرك ينقذهم وينتشلهم مما هم فيه، فالقادم أسوء.
٢. إن تأثير ماري وغيرها كان على السوشيال ميديا واضح، وهذا يبين أهمية كبيره له وكذلك مقدار تأثيره في الشباب وغيرهم.
٣. هشاشه المجتمع الثقافية، بحيث انه تأثر بماري وجريذي وعگروكة وانتقل من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال بعدة تغريدات وبوستات. فقبل تشرين كان المجتمع وبالخصوص الجنوبي شعب مقاوم ومحب للأبطال الذين وقفوا بوجه الظلام المتمثلة بداعش.
· النتيجة
الدروس كثيرة وكثيرة لكن الذين يعتبرون بها هم قله، أكبر درس سياسي واجتماعي، هو حراك تشرين، لكن لم نجد أي رد فعل لتصحيح النهج بعد تلك الصدمة، وما ماري عدس إلا درس صغير في سلسلة تلك الدروس.
لذا، يجب أن توضع أجندة استراتيجية قصيرة وبعيدة المدى لتصحيح الوضع الحالي وعدم تكرار أخطاء الماضي، ومنها:
1. الوحدة بين الكتل ذات المكون الواحد أو على الأقل ذات التوجه القريب، وتكوين إدارة موحدة تجمعهم وكتابة نظام داخلي لهم، يحتوي على عقوبات للمخالفين، للوصول إلى موقف موحد وقوي.
2. تشكيل لجنة لتقصي ودراسة الانقلاب الاجتماعي وما هي الأسباب وكيف يتم المعالجة بطرق واقعية لا إنشاءيه خيالية جوفاء.
3.تشكيل لجنة لوضع اليد على أخطاء الماضي ومن بين تلك الأخطاء هو الفساد الكبير ووضع منهج صارم وذو عقوبات صارمة ضد المخالفين وبذلك يتم قطع السنة المتقولين مستقبلا.
4. وضع منهاج اجتماعي ثقافي اقتصادي للمستقبل، بخطوات عملية لا خيالية،
5. وضع جدول زمني لتطبيق الخطوات أعلاه. وعقد اجتماعات لمدى بيان تطبيق البنود أعلاه.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha