مهدي المولى||
لا شك ان ولادة الإقليم نتيجة لظروف خاصة كولادة الطفل وليس نتيجة لرغبة شخص او مجموعة من الأشخاص.
والظروف الطبيعية لولادة الإقليم هي خلق شعب واعيا مؤمنا بالديمقراطية ومنطلق من قيمها ومتخلق بأخلاقها محبا للحياة والإنسان رافضا للنزعة العشائرية والعنصرية والطائفية والحزبية فأي عملية قيصرية واستخدام القوة في ولادة الإقليم وفرضه بالقوة يعني تدمير الوطن كله وفي المقدمة الإقليم الذي يراد إقامته.
لهذا على محبي الشعب العراقي الذين يريدون الخير للعراقيين ان يصنعوا شعب حر يؤمن بقيم وأخلاق الديمقراطية ذات نزعة إنسانية ويستأصلوا القيم وأخلاق العبودية البدوية من القلوب والعقول وفي هذه الحالة تأتي ولادة الإقليم طبيعية لا تشوبها شائبة ويكون في فائدة وصالح الشعب كله وليس ضده كما لوحدث في ظل ظروف سيادة النزعة العنصرية والطائفية والعشائرية والقيم العبودية لا شك انها مضرة ومؤذية لكل الشعب ولكل شعوب المنطقة.
ولنأخذ العراق مثالا لهذه الحالة بعد تحرير العراق في 9-4-2003 خلقت حالة جديدة لم نكن بمستواها و هي التعددية الفكرية والسياسية حكم الشعب اي حكم الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية وهذه حالة لسنا بمستواها وبدلا من الارتفاع الى مستواها أنزلناها الى مستوانا نحن الى مستوانا المتخلف العشائري البدوي العبودية وهكذا قسمنا العراق الى مقاطعات يحكمها شيخ العشيرة وما نسمع من صرخات قومجية طائفية دينية مجرد أكاذيب وافتراءات تستهدف تضليل وخداع أكبر عدد من العراقيين لتحقيق أهدافهم ورغباتهم لأنهم جميعا ينفذون ويطبقون رغبات الطاغية المقبور صدام فاذا كان صدام واحد فالآن نحن تحت ظل آلمئات من يريد أن يكون صدام والضحية العراق أرضا وشعبا.
وهكذا وقع الشعب العراقي بين أيدي وأنياب غمان الشيعة الذين لا يريدون إلا المال والنفوذ وبدو الجبل جحوش صدام المجموعة العنصرية في شمال العراق التي ترى في الديمقراطية وحكم الشعب يشكل خطرا على مخططاتها وأحلامها وبدو الصحراء المجموعة الطائفية عبيد صدام التي تلتقي بجحوش صدام بنفس الأحلام لهذا توحدت وقررت بعد قبر سيدها صدام التخلي عن عبادة صدام والتوجه لعبادة آل سعود.
رغم الاختلاف الظاهري الشكلي بين غمان الشيعة وجحوش صدام وعبيده إلا إنهم متفقون على الحكم لان لكل طرف مصالحه الخاصة ونواياه الخبيثة أما الشعب ومصالحه فلا يهمهم أمره كما يقولون لغمان الشيعة رئاسة الوزراء وما يدر من مال بالاسم فقط فالشمال بيد جحوش صدام دولة مستقلة ليس من حق حكومة بغداد التدخل في شؤونها اما غرب العراق تحت سيطرت دواعش السياسة (عبيد وجحوش صدام ) التابعة لآل سعود والمكلفة بتنفيذ مخططات ونوايا ال سعود وأسيادهم آل صهيون.
وهكذا يستمر العراق والعراقيين في هذه الفوضى ونيران العرقية العنصرية والطائفية الوحشية الوهابية حتى يعود العراق واحد موحد.
لا شك ان إنشاء الإقليم هو نتاج نجاح الديمقراطية التعددية الفكرية والسياسية حكم الشعب أي حكم الدستور و القانون والمؤسسات الدستورية القانونية .
فشعبنا لا زال بدوي متخلف ونزعته نزعة عشائرية بدوية لا يقر ولا يؤمن بالدستور ولا المؤسسات الدستورية فالدعوة الى الأقاليم وتأسيسها في العراق بالحقيقة دعوة الى تدمير العراق وذبح العراقيين.
فلو دققنا في حقيقة هؤلاء اي الذين يدعون الى الانفصال الى الإقليم لاتضح لنا بشكل واضح وجلي هم دعاة العنصرية والطائفية وأنصارها منطلقين من مصالحهم ومنافعهم الخاصة ولهم مآرب خاصة او تنفيذ أجندات خارجية معادية للعراق والعراقيين.
فالضمانة الوحيدة لكل العراقيين هو بناء عراق ديمقراطي تعددي حر ومستقل يضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات وهذا ليس سهل يتطلب من كل محبي العراق والعراقيين كل دعاة الديمقراطية ان يتوحدوا ويتحركوا وفق خطة واحدة لخلق إنسان حر ديمقراطي والا فالدعوة الى الٌإقليم في ظل النزعة العشائرية البدوية يعني الفوضى يعني حرق العراق والعراقيين وهذا ما حدث ويحدث في العراق.
https://telegram.me/buratha