عدنان جواد ||
السياسة الأمريكية واحده وهناك ثوابت لا يمكن لأي رئيس تجاوزها وهي الحفاظ على أمن إسرائيل والمصالح القومية الأمريكية، والمحافظة على التفوق الإقتصادي والعسكري في العالم، وهنالك رئيس ينفذها من وراء ستار، وآخر بالعلن كما فعل ترامب، وهو نفذ ما صرح عنه خاصةً ما يتعلق بإسرائيل.
اما بخصوص العراق فإن فيه احزاب سياسية منقسمه بين منفذ لكل ما يأمرهم الرئيس الأمريكي وآخرها التطبيع مع إسرائيل ، وهم يعتبرون دوام حكمهم واستمرار مناصبهم الوقوف مع أمريكا في كل شيء حقا كان أم باطلا، وأخرى تجامل واشنطن وتبني علاقات متوازنه مع جميع الدول، وأخرى تقف بالضد من الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تتهم بالإرهاب وتفرض عليها العقوبات، واشعلت ضدها الكروبات فاصبحت غير مرغوب بها بالرغم من إنها من هزمت داعش وصنعت الانتصارات.
وأمريكا سبق وأن حطمت دول واشعلت فيها الحروب والصراعات والإطاحة ببعض أنظمتها ولازالت تعيش الفوضى، ولا ننسى أن أمريكا موجودة في كل مكان على الأرض، وهذا واقع فواشنطن نفوذها في المنظمات الدولية لأنها الممول الأكبر لها، لكننا في العراق لم نرى منها جدية واضحة في إصلاح العراق إقتصاديا، ففي كل سنة يتراجع الوضع نحو الاسوء، ونحن تجاوزنا فترة الرئاسة الجمهورية الترامبية عاشها الشعب العراقي من كوارث وازمات ، وتظاهرات ، واقالة حكومة واستبدالها باخرى أكثر قربا منها، واستهداف قادة الانتصارات، إلى ازمات مالية خانقة أخرها عجز الحكومة عن دفع رواتب موظفيها.
أما الرئاسة الديمقراطية بقيادة بايدن، فانها أمام ثلاثة سيناريوات ، الأول العودة للاتفاق النووي مع ايران وسوف تبرد الملفات في العراق، أو تطبيق مشروع بايدن بالتقسيم بضغط من اسراىيل، والثالث ترك الأمور تتدهور ووتفاقم الاوضاع الإقتصادية، والصراعات السياسية والطائفية، وظهور تنظيمات ارهابية جديدة، مثل ما كان في عهد أوباما، فيبقى العراق دولة فاشلة ويعاد لمجلس الامن مرة أخرى، لذلك يتطلب من العراقيين التوحد خصوصاً وانهم يجمعهم وطن واحد ولغة ودين واحد ومصالح مشتركة، ولكن هذا مستبعد ، إذا بقى التفكير العنصري والاناني لدى بعض المتصدين للأمر، وراينا ماذا فعلت العنصرية بترامب رغم إنه خدم اسرائيل كثيراً.
ففي العراق الأمر بيد الأحزاب السياسية التي شاهدت غضب الشارع عليها، فيجب عليها تغيير سياستها الخارجية والداخلية، الخارجية بإقامة الاتفاقيات مع الصين وروسيا وغيرهما من الدول المتقدمة في جميع المجالات، وترك التعامل مع الشركات الأجنبية حسب المصالح الشخصية للوزير وحزبه، وأما في الداخل الإتفاق على الإصلاح، ولا يتم إلا بمحاسبة كبار الفاسدين وإعادة الأموال المسروقة، وتطبيق القانون على الجميع، وأن تكون السلطة القضائية مستقلة حقا لا تخضع لأي جهة سياسية ، لديها قوة خاصةً بها تنفذ أوامرها، فأي رئيس وزراء او وزير لا يستطيع إنجاز أي شيء ما دامت الأحزاب السياسية متنفذة في الوزارات والمؤسسات الحكومية تمنع معاقبة جماعتها الفاسدين.
أما التطبيع بالنسبة للعراق فإنه سيصبح واقعاً عندما يتم التقسيم، وهذا يهدد وجود إيران ، بايدن إذا نجح في إقناع إيران بالمفاوضات بتقاسم النفوذ والعودة الإتفاق النووي فالوضع يبقى على حاله، أما إذا ضغط على تنفيذ مشروعه القديم فإن الصدام واقع لا محال والعراق ساحته، والسؤال هنا مع من نكون مع بعدنا الاستراتيجي وجارنا الأزلي أم مع أمريكا سيدة العالم، وانتظار عصر بايدن، لكن المعلوم أن الادارات الأمريكية لا تقطع السياسات السابقة بل تستثمرها.
https://telegram.me/buratha