مهدي المولى||
قلنا ونقول ان الأقاليم هي ثمرة نجاح العملية السياسية الديمقراطية أي التعددية الفكرية والسياسية وليست فرضها بالقوة والعنف والإرهاب وخاصة عندما نكون في ظل نظام دكتاتوري استبدادي وسيادة الأعراف العشائرية البدوية الوحشية.
فالأقاليم في مجتمع ديمقراطي تعددي يحكمه الشعب أي يحكمه الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية مصدر قوة لكل المجتمع ووسيلة دفع للبناء والتقدم وسعادة الشعب لأن المواطن بمثل هذه الحالة ينطلق من مصلحة كل الشعب وكل الوطن من منطلق احترام الرأي الآخر.
أما الأقاليم في مجتمع في دولة تسودها القيم والأعراف العشائرية البدوية لا شك إنها لا تعرف ولا تقر بدستور ولا قانون ولا مؤسسات دستورية ولا قانونية فانها مصدر شر وخراب وفوضى وفساد وإرهاب وما حل بالعراق بعد تحريره من نظام الفرد الواحد الرأي الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة دليل واضح على الخطأ الكبير الذي اغترفته الطبقة السياسية التي استلمت الحكم بعد تحرير العراق في 9-4-2003 وقبر الطاغية وبيعة العبودية التي فرضها على العراق والعراقيين عندما اعترفت وأقرت بتأسيس الأقاليم في الدستور.
فهذا الاعتراف ليس خطأ بل جريمة كبرى وخيانة عظمى بحق العراق والعراقيين بكل أطيافهم وأعراقهم وألوانهم لا شك ان هذا الإقرار والاعتراف فتح باب جهنم على العراقيين وخلقت المبررلأعداء العراق في الخارج وللخونة والعملاء في الداخل للتحرك لحشر العراق والعراقيين في نار جهنم.
ولو دققنا في حقيقة من يدعوا الى إقامة الأقاليم لاتضح لنا أنهم من دعاة وأنصار الطائفية والعنصرية والمصالح الشخصية أنهم من الخونة والعملاء الذين ينفذون أجندات أجنبية أنهم جحوش صدام وعبيده وأصحاب المصالح الخاصة الذين ينهقون مع كل ناهق.
لا شك ان هؤلاء لا يمثلون أي مكون بكامله بل يمثلون خونة هذا المكون لصوص هذا المكون قتلة هذا المكون لكنهم وجدوا في قيم وأخلاق البداوة الوسيلة التي تحقق أهدافهم وأحلامهم الخسيسة الحقيرة فركبوها وفق كلمة حق يراد بها باطل وهكذا تمكنوا من هذا المكون مصدر نار تحرق العراق بكل مكوناته ولا تزال النيران مشتعلة لا ندري متى تخمد ومن يخمدها.
وهذه الحالة سهلت للدول الخارجية المعادية للعراق والتي لها نوايا سيئة في العراق إسرائيل بقرها وعبيدها آل سعود آل نهيان اردوغان و عبد الله الأردن وحتى مصر السيسي وفعلا كلها بدأت بصب الزيت على هذه النيران التي أشعلتها دعوة إنشاء الأقاليم.
مثلا عندما أرسل أل سعود آل نهيان كلابها الوهابية داعش القاعدة لغزو العراق وإعادة خلافة الفئة الباغية الوحشية أسرع عبيد وجحوش صدام الى استقبالها والترحيب بها وفتحوا لهم أبواب بيوتهم وفروج نسائهم مهللين ومكبرين بقدومهم فكان الضحية هم أبناء الغربية أبناء السنة أما جحوش صدام وجدوا في غزوة داعش الوسيلة لتحقيق أحلامهم الخسيسة بعودة سيدهم صدام واعتقدوا أن العراق الحر الديمقراطي انتهى ولم يبق له أثر فقرروا الانفصال عن العراق وقرروا الاستفتاء رغم تحرك إسرائيل وبقرها وكلابها ال سعود وآل نهيان السريع وتقديم المال والسلاح ومساعدتهم ونصرتهم لنجاح الاستفتاء وإقامة دويلة إسرائيلية ثانية في شمال العراق لكن الاستفتاء فشل ودعاته قبروا بفضل وحدة العراقيين الأحرار وتصديهم لهذه الدعوة الضالة المضلة ومن يدعوا لها وفي المقدمة كان أبناء الشمال الأحرار.
المعروف ان هناك خلاف ظاهري بين جحوش صدام وعبيده لكنهم يتحركون وفق أوامر سيد واحد سواء في زمن صدام او بعد قبر صدام فالأهداف واحدة وهي خلق الفوضى وإشعال نيران الحرب الطائفية والعنصرية والعشائرية ومن ثم إشعال حرب بين المجموعات السياسية داخل المكون.
كلنا نعرف ان شمال العراق أي دهوك السليمانية أربيل تحررت تماما من عبودية صدام منذ عام 1991 الى 2003 وكان لها القدرة الكاملة على بناء دولة ديمقراطية لكن الحروب الداخلية والصراعات الفئوية التي حدثت بين عناصر الطبقات السياسية كادت تحرق كل أبناء الشمال في هذه المحافظات مما دفعت جحوش صدام الى العودة وتقبيل حذائه مقابل مساعدتهم في السيطرة على اربيل واسرع صدام الى تلبية الدعوة وتقدمت جيوشه فاحتلت اربيل وكادت تحتل السليمانية لكن التدخل السريع من قبل الحرس الثوري بقيادة الشهيد قاسم سليمانية والتصدي لجيش صدام لتمكن من ذبح الأحرار وأسر نسائهم وذبح كل من يرفض بيعته.
وما حدث في شمال العراق سيحدث في غرب العراق وفي وسط وجنوب و العراق ويعود العراق الى عشائر وقبائل تحكمها الأعراف العشائرية وشيوخها أي الحكم للقوة .
هذه حقيقة الدعوة الى الأقاليم وهذه نية وحقيقة من يدعوا لها فهل هناك شك لهذا ادعوا كل عراقي حر محب للعراق والعراقيين ان يتوحدوا ويتصدوا لمثل هذه الدعوة وقبرها وقبر كل من يدعوا لها.
https://telegram.me/buratha