مهدي المولى||
نعم عزيزي الكاتب آن الأوان لحل قضية المنطقة المفتعلة وإطفاء نيرانها التي أذا استمرت تأكل الزرع والضرع والبشر التي سميتها قضية كردستان.
المعروف جيدا لا وجود لقضية أسمها كردستان القضية هي حالة التخلف والجهل التي نعيشها والتي تتحكم بنا وتسطير علينا هي القيم والأفكار البدوية المتخلفة والانطلاق منها في التعامل معها مع بعضنا البعض حب الذات والاعتزاز بها واحتقار ذات الآخرين وهذا ينتقل الى عائلته الى عشيرته الى قريته الى قوميته وهذه حقيقة بدو الصحراء وبدو الجبل ولو أخذنا مثلا لهذه الحقيقة مثل صدام كممثل لبدو الصحراء ومسعود كممثل لبدو الجبل رغم أنه يدعي أنه من بدو الصحراء ومع ذلك ليس هناك أي اختلاف في عقلية بدو الجبل وبدو الصحراء إنها نتيجة للدكتاتورية والاستبداد لحكم الفرد والعائلة والقرية.
رغم ان العراق بلد الحضارة والقيم الإنسانية الحضارية ومصدر الحركات الإصلاحية التجديدية الإنسانية لكنه لم يتمكن من وقف الهجمات البدوية التي هبت عليه من الصحراء او الجبل لشدة ظلام ووحشية هذه الهجمات ويمنع سيطرتها ومع ذلك لم تذبح الروح الحضارية الإنسانية في الإنسان العراقي فالروح الحضارية الإنسانية لا تعرف عشيرة ولا عنصرية ولا مجموعة بل أنها بذرة تزرع في روح كل إنسان حر ينطلق من عقل حر.
فالإنسان الذي يتمتع بعقل حر مهما كان دينه قوميته طائفته ينطلق من نزعة إنسانية ضد الظلم والظلام مهما كان مصدره ومع الحق والنور مهما كان مصدره وهذه حال العراقيين الأحرار مهما كانت ألوانهم وأعراقهم وطوائفهم وكانوا يصرخون صرخة عراقية واحدة فالصرخة التي يصرخها ابن الجبل يرددها ابن السهل ابن الهور ابن الصحراء رغم لغتها المختلفة لأنها منطلقة من عقل حر وقلب نقي طاهر لا تشوبها شائبة والعكس تماما.
لكن حكم الفرد العائلة القرية فرضت قيم وأخلاق العبودية والخضوع وأصبحت هي السائدة هي الحاكمة فصنعت الحدود والسدود حيث سهلت للمجرين واللصوص والفاسدين الى تصدر المسئولية في البلاد وهؤلاء ساعدوا في نشر القيم العشائرية والطائفية والعنصرية وشجعوا ودعموا الصراعات العشائرية والعنصرية والطائفية وكان الضحية العراق الحر والعراقي الحر.
لا شك ان العراقيين خلال هذه الفترة بدءوا يرتقون الى مستوى الإنسانية الى مستوى الديمقراطية ويرتفعون الى مستوى قيمها وأخلاقيتها وبدءوا في تجاوز قيم وأخلاق البداوة المتخلفة العشائرية والعنصرية والطائفية والعائلية والفردية.
حيث بدأ ينطلق من إنسانيته من عراقيته مفتخرا ومعتزا بإنسانيته وعراقيته يعني بدا بحل مشكلة من أعقد المشاكل التي كادت تأخذ العراق والعراقيين الى جهنم التي سميتها قضية كردستان.
رحم الله جلال الطلباني عندما صرخ بوجه بدو الجبل وبدو الصحراء دعاة العنصرية لا ضمانة لأي مكون عراقي لأي لون مهما كان صغيرا او كبيرا إلا في عراق حر ديمقراطي تعددي اي حكم الشعب حكم الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية.
لا شك إن العراق فيه دستور وقانون ومؤسسات دستورية وقانونية لكن المشكلة لم نجد من يطبق الدستور والقانون ولم نجد اي عقوبات رادعة ضد من يتجاوز عليها ولم نجد من ينفذها وهذا لا شك انه يؤدي الى الفوضى والفوضى تؤدي الى الصراعات والحروب الأهلية وهذا ما حدث في العراق.
هنا يأتي السؤال أما آن الأوان لإطفاء نيران العنصرية والطائفية والعشائرية والقضاء على الفساد والفاسدين التي سماها كاتب المقال قضية كردستان.
نقول نعم آن الأوان لحلها اذا توحد العراقيون الأحرار وفق خطة وبرنامج واحد والتوجه معا لبناء عراق ديمقراطي تعددي حر مستقل وموحد وخلق عراقي ذات نزعة إنسانية حضارية يفتخر ويعتز بإنسانيته بعراقيته.
وهذا التوجه بدأ يأخذ أبعاده من قبل العراقيين الأحرار من خلال رفضهم لدعاة العنصرية والطائفية والعشائرية الذين يرون في أعداء العراق هو الضمانة لهم.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha