مهدي المولى ||
لا شك ان الفساد في العراق يتفاقم والفاسدون يتسيدون ويزدادون قوة ونفوذ وهذه حقيقة واضحة لا يمكن تجاهلها وإنكارها .
ومن هذا المنطلق انطلقت مظاهرات واحتجاجات أبناء الجنوب وامتدت الى الوسط وبغداد وكانت أمنية كل عراقي حر ان تمتد هذه المظاهرات الى كل المدن العراقية الغربية والشمالية.
ولو تحققت هذه الأمنية لتمكن العراقيون من خلق عراق حر ديمقراطي خاليا من الفساد والفاسدين و بناء عراق واحد موحد يحكمه القانون يحكمه الشعب يضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة.
لا شك ان هذا يشكل خطرا على أعداء العراق ال سعود آل نهيان أردوغان إسرائيل في خارج العراق وجحوش وعبيد صدام في داخل العراق.
لهذا تحرك هؤلاء الأعداء وعملائهم خونة الشعب العراقي في الداخل لاختراق هذه المظاهرات ومن ثم ركوبها والسيطرة عليها ومنعها من التمدد الى المنطقة الغربية والشمالية وحصرها في المنطقة الشيعية.
ومن ثم تحويلها ( اي المظاهرات والاحتجاجات ) من سلمية عراقية حضارية الى إرهابية داعشية صدامية وهابية .
من دعوى الى الإصلاح والبناء ووحدة العراق والعراقيين الى دعوى الى الفساد والتدمير وتقسيم العراق والعراقيين الى دويلات تحكمها عوائل بالوراثة تحت حماية إسرائيل على غرار دويلات الجزيرة والخليج مهمتها ان تكون بقر حلوب وكلاب حراسة لأعداء العرب والمسلمين.
لا شك ان انطلاق المظاهرات نالت تأييد ومناصرة كل أبناء العراق نساء وأطفالا وشيوخا وشبابا وكان العراقيون الأحرار يرون في هذه المظاهرات السلمية الحضارية الأمل في حماية العراق والعراقيين والقضاء على الفساد والفاسدين و القضاء على النزاعات العشائرية وتحطيم مخططات ومؤامرات أعداء العراق في الخارج آل سعود وآل نهيان وأردوغان وإسرائيل.
لكن المؤسف والمؤلم لم يتحقق ذلك الأمل ولم تتحقق تلك الأمنية بل تحقق خلاف ما كنا نتمناه ونرغبه.
حيث أصبحت وسيلة بيد أعداء العراق ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية جحوش وعبيد صدام لذبح الشيعة وطردهم من العراق وجعل العراق قاعدة لإعلان حرب على النهضة الإسلامية وقاعدتها الجمهورية الإسلامية وكل الشعوب الحرة التي وقفت بوجه الهجمة الإرهابية الوهابية والصدامية وهزمتها وقبرت خلافتهم الوحشية وحطمت كل مخططاتهم.
كلنا نعرف ان الفساد يزداد تفاقما حتى شمل كل مرافق الدولة من القمة الى القاعدة وفي كل المجالات وتسيد وتحكم الفاسدون وأصبحت لهم اليد الأكثر قوة والأعلى صوتا في البلاد حتى أصبح العراق بلد الفساد والفاسدين.
لهذا لا حل لمشكلة العراق والعراقيين الا بالقضاء على الفساد والفاسدين فاذا تمكن العراقيون الأحرار من القضاء على الفساد والفاسدين انفتح باب الجنة أمامهم واذا عجزوا بقي باب النار مفتوحا أمامهم.
ومن هذا يمكنني القول نحن بحاجة الى انتفاضة الى مظاهرات عراقية سلمية حضارية ضد الفساد أينما كان مهما كان حجمه وضد الفاسد مهما كانت مسئوليته ولونه وشكله ويمكننا الاستعانة بنهج الإمام علي في كشف المسئول اللص الفاسد لأن مشكلة العراق هي المسئول الفاسد.
· يقول الأمام علي ( أذا زادت ثروة المسئول خلال تحمله المسئولية فهو لص وفاسد)
كما يبين لنا الإمام علي صفات المسئول الصالح المحب لشعبه لوطنه ( أنه يأكل يسكن يلبس أبسط ما يأكله يسكنه يلبسه أبسط الناس).
فهيا أيها العراقيون الأحرار الى مظاهرات عراقية حضارية سلمية في صرخة واحدة لا للفساد والفاسدين في كل محافظة وفي كل قضاء وناحية من كل المكونات والأعراق والطوائف.
أما أذا اقتصرت على محافظة على مكون فكونوا على يقظة وحذر لأنها سهلت الاختراق من قبل أعداء العراق ومن ثم ركوبها كما حدث في مظاهرات ما سميت بمظاهرات تشرين.
https://telegram.me/buratha