عدنان جواد||
الاغتيال في عقيدة اسرائيل نابع من مقولة في التلمود (اذا جاء شخص ما ليقتلك قم واقتله اولاً) حسب ما يقول الكاتب رونين برغمان المراسل العسكري والاستخباري في صحيفة( يدعوت احرونوت)، مؤلف كتاب (اقتل اولاً) لان اسرائيل تتعرض للتهديد الدائم من قبل جيرانها العرب والمسلمين، ولو ان اغلب العرب اليوم اصبحوا اصدقاء لإسرائيل، فيقول تم تأسيس جهازا استخباراتيا من افضل وكالات الاستخبارات في العالم، وتم تزويدها بأحدث الاسلحة والاجهزة المتطورة في الرصد والتنصت، ويقول ان هناك اكثر من 2700 عملية اغتيال في تاريخ اسرائيل الحديث، لفلسطينين من حركة فتح او حماس في داخل فلسطين وخارجها، ولعلماء ومهندسين، ويبرر الكاتب ذلك الفعل هو من اجل الدفاع عن النفس، ويعترف انه ينتهك القوانين والاعراف الانسانية.
الاغتيالات التي تتجاوز حدود العدو تغيير مصير المعارك بل تحسمها، ولكن لا يقوم بهذا العمل الا الدول العظمى ومن تسير في ركابها، فعندما يدافع مواطن فلسطيني عن وطنه ويستهدف اسرائيل ، يعتبر ارهابي ويندد بعمله من اغلب الدول العربية والغربية، وكذلك عندما يستهدف رجال المقاومة القوات الامريكية التي وصفت نفسها في العراق انها محتلة، يتهمون بالإرهاب، بينما اسرائيل وامريكا يغتالان ويختطفان ولا احد يستنكر او يعترض.
ان العالم جميعه اليوم وحتى بالأمس يخضع للقوي، فاغلب المنظمات الدولية تأتمر بأمرهما، واي دولة تبحث عن استقلال قرارها وسيادتها على ارضها، وتتكلم بمصلحة دولتها ، وتدافع عن المظلومين ، وعلى اقل تقدير تقول الحق، لابد من اسكاتها والتقليل من شانها، خصوصا اذا ارادت تلك الدولة الحصول على العلوم بمختلف انواعها واشكالها، وخاصة في المجال النووي، وايران وبفضل علماؤها استطاعت ان تنافس الدول المتقدمة في تلك العلوم، ولأنها تدعم القضية الفلسطينية وتدعوا لإزالة اسرائيل لابد من استهدافها واسكات صوتها ، وتغيير نظام الحكم فيها بالضغط الاقتصادي والتجويع، واستهداف علمائها، العقول النيرة التي جعلت بلادها في مصاف الدول المتقدمة، وما ينقصها اليوم خطوات بالاعتماد على نفسها في كل شيء ، ومن هذه الاقتصاد المستقر، فهي لا تختلف عن تلك الدول من حيث القوة والنفوذ على الارض، فقط قيمة العملة مقارنة بالدولار.
ان اغتيال ما وصف بالأعلام بأبو القنبلة النووية في ايران السيد فخري زاده من قبل اسرائيل في هذا التوقيت، لخلط الاوراق، فهناك اتفاق تام بين ترامب ونتنياهو على الاغتيال ، من اجل جر ايران على الرد العسكري، وطبعا سوف تستهدف اسرائيل، فيأمر ترامب بإعلان حالة الطوارئ حتى يبقى في الحكم، وتعطي المسوغ لإسرائيل والولايات المتحدة لضرب ايران وتعطيل كل منشاتها الكهربائية والنووية والصناعية.
خصوصا وان هناك ايام معدودة تفصلنا عن استلام بايدن للسطة في الولايات المتحدة الامريكية، والذي تعهد بالعودة للاتفاق النووي، وهو امر تدعمه دول الاتحاد الاوربي، واسرائيل استغلت حتى مفتشي وكالة الطاقة الذرية في التجسس على المنشآت والاشخاص(العلماء) في مجال الطاقة النووية، فالرد العاقل يجب الا يكون متسرعا وايران وساستها بارعين في ذلك، وان يكون بكشف القتلة ومن يقف وراءهم، والخلل الامني الواضح فجهاز الامن يعلم ان العلماء مستهدفون وكيفية معالجته، والرد بتطوير الصناعة النووية ومنافسة العالم بالصواريخ فرق الصوتية ، وصناعة الطائرات ، واستخدام الوسائل المتطورة في تعطيل المفاعلات النووية وبرامج الصواريخ الاسرائيلية، وبناء اقتصاد قوي ينافس الصين بتصدير السلع بجميع انواعها فالرد الانفعالي يجلب الكوارث، ولا يعيد الفقيد للحياة.
https://telegram.me/buratha