سعد الزبيدي* ||
مستقبل كثير من الدول التي تعتمد على صادرات النفط كمصدر أول في وضع ميزانياتها سيكون مخيفا جدا فالعالم يتجه إلى الاستغناء عن النفط والغاز والفحم ويتجه إلى الاعتماد على الطاقة الكهربائية ومع حلول عام 2030 ستكون السويد أول دولة تودع محطات تعبئة الوقود التقليدية لتستبدلها بمحطات الشحن الكهربائي وهناك دول أخرى سترافق السويد في هذا المجال ومنها أوربا والدنمارك وغيرها الكثير.
هذا يعني أن العراق سيصبح من أفقر الشعوب وأنا متيقن أن كل أصحاب رؤوس الأموال سيقررون الهروب من العراق والوطن العربي ليستثمروا أموالهم بعيدا عن دول البترول في دول ستكون الحياة فيها أقرب من الخيال حيث لا ضوضاء ولا تلوث فالسيارات والمعامل كلها تعمل على الطاقة الكهربائية النظيفة فلا انبعاثات حرارية ولا تلوث بيئي.
فماذا أعدت حكوماتنا الرشيدة للمستقبل القريب؟!!!
والعراق مع بيع 4 مليون برميل نفط يوميا بسعر خمسين لا يستطيع تسديد رواتب موظفيه وهو مدين بأكثر 220مليار دولار للخارج والداخل ومن المتوقع أن يصبح عدد سكان العراق ستين مليونا عام 2030 فكيف سيكون الحال ونحن لا نمتلك مانصدره كي نستورد به قوت يومنا؟!!!
هذا ناقوس خطر لابد أن يوقضنا من غفوتنا التي إمتدت لقرون فالمستقبل لن يرحم الضعفاء إذن لابد من نظرة جادة للواقع المزري ولابد من مكاشفة حقيقية للإعتراف بالخطأ وتشخيص الخلل ووضع خطط استراتيجية لمواجهة التحديات والتخطيط العلمي لضمان العبور إلى التغيرات الحتمية للإنضمام إلى العالم الجديد.
لابد من إعادة تأهيل المجتمع واستغلال ثرواته وقدراته لتكون مصدرا من مصادر قوى الدفع لبناء مجتمع قوي.
لقد من الله على شعوب المنطقة بشتى أنواع الهبات فإن استغنى الناس عن النفط وتحولوا للطاقة النظيفة وخاصة الطاقة الكهربائية المتولدة من الشمس فشعوبنا والحمد لله لا تغيب عنها الشمس إلا أياما معدودة ولو تم الاستفادة من الطاقة الشمسية في توليد الطاقة الكهربائية منذ الٱن وتم تطوير الكوادر في صناعة السيارات الكهربائية وباقي الصناعات وزج الموهوبين بهذا المجال في بعثات لفتح ٱفاق جديدة أمامهم لتهيأة كوادر تستطيع مواكبة التطور الحتمي الذي لابد منه فهذا سيقلل حجم الصدمة فيما لو تم الاستغناء عن المصدر الأول للدخل القومي.
في المستقبل القريب سيتغير كل شيء فسوف تختفي الكثير من المهن والأعمال ولن تكون المدارس والجامعات كما اليوم ولا حتى الخدمات الصحية ولا كثير من المهن فسوف يتفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان ومن يمتد به العمر سوف يشعر وكأنه زج في فلم من أفلام الخيال العلمي.
إن العودة لتطوير قطاعات الزراعة وتطوير مشاريع الري والاستعمال الأمثل للمياه وتطوير الصناعات الألكترونية التي تدر أرباحا طائلة وأعادة النظر في المناهج التعليمية وخاصة بمدارس التعليم المهني ومدارس الزراعة والتجارة والإقتصاد ونظم الحاسوب سيجعل اليد العاملة تواكب التطور المتوقع وكذلك يجب الإهتمام بقطاع السياحة وتطويره والإهتمام بجميع المناطق السياحية من مصايف وبحيرات وأهوار وأماكن قديمة وأثرية وتأهيل الكوادر السياحية سيصب في تنويع مصادر الدخل القومي.
الأمم تحث الخطى نحو المستقبل القريب بثقة متسلحة بحسن الإدارة والإصرار والعزيمة ومواجهة التحديات وعبور المستحيل بينما نحن ننظر الصدفة لننتقل من عالم لعالم ولسان حالنا يقول:
لله في خلقه شؤون.
*كاتب ومحلل سياسي
https://telegram.me/buratha