ظاهر العقيلي
تعتبر المنظومة الاخلاقية من اهم مرتكزات قيم وتطور الشعوب حيث يعتبرها الناس بشكل عام مرتكز مهم لسعادة الفرد وحصانته الفكرية والجسدية وهي ما يتميز به الإنسان عن غيره اضافة الى كونها شكل من أشكال الوعي الإنساني .
ان ما تقدمه حاليا شبكة الاعلام العراقي وتقريبا بكل مفاصلها الاعلامية والصحفية قدوة سلبية في بث كل ما شأنه تحطيم القيم الاخلاقية السامية للمجتمع العراقي حيث تعتمد هذه الشبكة وخاصة بعد تولي البعثي نبيل جاسم صاحب مقال ( ميلاد الفرح ) والذي مجد به طاغية العصر صدام على مادة اعلامية ساذجه وفاضحه فيها نوع من انواع الاتجاه الى التعري ورسم صورة مغايرة لتقاليد المجتمع العراقي المسلم المحافظ .
فلا قناة العراقية بعراقية ولا راديو العراقية راديو مفيد ونافع ولا مجلة الشبكة التابعات لشبكه الاعلام العراقي هي مجلة ناضجة ومهنية وهادفة .
في بعض الاحيان يعتبر البعض تن مثل هذه الامور هي نوع من انواع التطور والحداثويه والحرية الاعلامية والصحفية لكنها في الاصل هي فوضى وليست حرية وظاهرة غير محببة لدى شريحة واسعة من ابناء الشعب العراقي الذي عرف بتدينه ومحافظته على قيمه النبيلة والاصيلة ولولى هذه القيم الساميه لما كان هنالك نواة وبذرة لجيل مجاهد قاوم المحتل الامريكي وقاتل عصابات داعش الارهابية المدعومة من دول الارهاب .
كما ان جميع الدول لديها قوانين ثابتة تسير الحياة وتضع لها ثوابتها اليومية وبرامجها الصحيحة والتي يجب ان تحترم فالقانون اكيدا لا يساير او يجامل من يتعدى حدوده الاخلاقية والادبية تحت اي ذريعة او حجج .
كان من المفترض والمؤمل ان تمثل شبكة الاعلام العراقي والتي هي حسب الظاهر والمتعارف صوت الشعب وانعكاس لاخلاقه وقيمه ويكون عملها مهني ومراقب وصحيح له منفعه وتأثير كبير على الرأي العام ولكن للاسف الشديد حدث العكس فلم تعزز مادة العمل الاعلامي في هذه الشبكة العناصر الاخلاقية داخل المجتمع العراقي بل اصبحت وبكل امتياز عنصر لاشاعة الرذيلة وبصور منمقه فيقودك سوء الحظ إلى المرور على مواد هذه الشبكة التي تدار بأهواء شخصية وافكار خبيثه فتكتشف أن وجه العراق الاعلامي لا وجه له بالمرة فاقسام الشبكة وعناصرها الانتاجية تُنتج برامجها بمتون نصفية نصف آية نصف رواية نصف دعاء نصف زيارة نصف مجلس حسيني والمشكلة والطامه الكبرى ان المبرر في ذلك (نحن في مجتمع متنوع المذاهب)!!
لا اعرف ما دخل تنوع المذاهب والديانات بحالة التسقيط الاخلاقي ودعمه اعلاميا وبث الصور شبه الماجنة او اذاعة مادة بائسة ترقيعية لبلد يزخر بمواده وعناصره وادواته الدينية والادبية والاخلاقية والمهنية الفذة والمعطاء وهل خليت الساحة من العنصر والمادة !! أم ان الخطط والاهداف المرسومة والخبيثه لا زالت تكمل بعضها البعض وفق فترات زمنية موضوعة ومتسقه ومأدلجه على هدف واحد وان تعددت الادوار واختلفت الوجوه !!
يجب على العقلاء من اصحاب الشأن الاعلامي والصحفي والادبي والمهنيين منهم واصحاب الضمائر الحية والرؤى النافعة والواعدة ان يستنهضوا كل الهمم والطاقات لرسم صورة مغايرة لحقبة زمنية معينة اساءت للاخلاقيات المجتمع قبل ان تسىء للمهنة ذاتها عسى ان نتدارك ما بقي لانه من الحكمه ان نصحح الاخطاء ولان ظروفنا الاجتماعية والاعلامية والحرب الناعمة التي يديرها محور الشر والسفارة الامريكية وبتنفيذ بعثي يحتاج منا التكاتف ووضع النقاط على الحروف والخروج باعلام مضاد فعال يتناسب مع حجم التحديات والواقع المعاش .
https://telegram.me/buratha