عهود الاسدي ||
كان يبكي خلف جدار حضرة راعي الايتام ، وكأنه يلوذ بذا الجدار مرتجفا في اواخر ليلة شتاء قاسية شارف الفجر فيها على البزوغ ، ولما سمع بكاؤه بعض الفتية سألوه عن السبب وعن حاجته لعلهم يساعدوه اجهش قائلا اضعت نقودي التي جمعتها من بيع الاكياس البلاستيكية واخشى العودة الى المنزل فهناك زوج امي ينتظرني بعصاه وامي معه سيعاقباني باشد العقوبات ان لم ارجع بالنقود ولا ادري ماذا افعل ..
فاستغرب الفتيه من قوله ايوجد قلوب بهذه القسوة ؟؟!! ام انه طفل محتال يكذب ؟؟!!
سألوه عن ما يثبت قوله فكشف عن اثار الضرب على جسده النحيل فاطرقوا رؤوسهم حزنا وألما على طفولته المسلوبة المعذبة واعطوه ثمن الاكياس ليستطيع العودة الى منزل يستعبده لكنه يحميه من برد الشارع وقساوته ..
ولن تنتهي معاناته الى ان يشتد عوده فينهض بحمله وينشأ منزلا قد يكون مستقلا والى ذلك الحين لا ادري ما هو كم العلل النفسية التي سيتحملها وما هو الرد الفعلي الذي سينعكس على سلوكه مع اسرته والمجتمع ولا ادري ما هو عدد الضحايا امثاله بعد ما شهده وطني من قتل وتجويع فما اكثر اليتاما والمشردين الذين سيكونون طبقة اجتماعية واسعة ستؤثر بشكل او اخر على مجتمعنا واقتصادنا .
فمن لهؤلاء الذين لم يذكرهم ذاكر ولم يتابعهم مسؤول او راع وهم يملؤون الشوارع يبيعون العلكة او الاكياس او البسكويت (كل عشرة بالف )ويبيعون مستقبلهم ومستقبل وطنهم معه ولصالح من يدعي رعايتهم .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha