بهاء الخزعلي||
لم يكن يليق بكما غير هذا الختام ، أراد ألله سبحانه وتعالى أن ينصركم نصر الدم على السيف ، فأنتما ما تبقى من سبعين الطفوف يوم عاشوراء ، بأستشهادكما قلبت المعادلة ، دمكم فتح أفواه الأحرار و أخرس فوهات أسلحة أعدائكم ، هز عروش الطواغيت ، بات الرد قاسي والنصر حتمي .
الحاج المجاهد أبو مهدي المهندس رحمه ألله كان مجاهدا مدافعا عن حرية العراقيين منذ عهد الدكتاتور صدام لعنه ألله، في تلك الفترة عمل قائدا ميدانيا فترة طويلة حتى أصبح رئيس أركان حركة بدر الجهادية، كان بين تارة وأخرى يخطط ويدير بعض العمليات من مقر عملياته في الأهوار ضد النظام الدكتاتوري البعثي.
قبيل الاحتلال الامريكي للعراق كان الحاج أبو مهدي المهندس قد خاض العمل السياسي وبدأت رحلة أرتباطه الوثيقة بالحاج قاسم حتى بات أحدهما لا يفارق الأخر تقريبا ، وفي فترة الاحتلال كان الحاج المهندس يظهر على قناة العالم وإذاعة المعارضة بصفته خبيرا عسكريا،ويشرح مراحل الغزو الأمريكي وما يحصل على ارض الميدان بشكل دقيق ومفصل ، وبعد الأحتلال الأميركي للعراق بدأت مرحلة جديدة من الكفاح للحاج المهندس.
فتح الحاج المهندس قنوات تواصل بين الأخوة المجاهدين والحاج قاسم للدفاع عن العراق وطنا وشعبا ومقدسات، أما في فترة الأحتلال الداعشي الأرهابي للأراضي العراقية،وتنصل الحكومة الأميركية من بنود أتفاقية الإطار الإستراتيجي لم يكن العراق بحال يحسد عليه لولا تدخل الحاج قاسم رحمه ألله،الذي بادر بفتح مخازن السلاح الإيرانية وأرسالها الى العراق خلال ساعات القتال الأولى،وجاء بنفسه ليتفقد المعارك ويقدم العون والمشورة للأخوة المجاهدين في فصائل المقاومة والحشد الشعبي المقدس،وبدوره الحاج أبو مهدي المهندس وبناء على فتوة الجهاد الكفائي التي أصدرها سماحة المرجع الأعلى حفظه الله قام بالأتصال بعدد من الأخوة المجاهدين للوقوف في الصف الأول للتصدي لعصابات داعش الإرهابية،كانا الحاجان المجاهدان أبو مهدي المهندس والحاج قاسم يتنقلان بين صفوف المجاهدين من مكان لأخر للإطمئنان على المجاهدين وأوضاعهم وتقديم المشورة والعون لهم حتى أخر أيام الحرب وإعلان النصر.
لم يفترقا رغم جميع محاولات المنافقين بخلق فتنة بين الشعب العراقي والشعب الايراني، بل كان من يعرفهما يتعرف على الصلة الطيبة والصفات المشتركة بين البلدين ، ومن كان يدعي بأنه حزن لشهادة المهندس وفرح لشهادة سليماني فشلت محاولاته بأسترضاء جمهور المقاومة ، وكما قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
عن المرئ لا تسأل وسل عن قرينه،،، فكل قرين للمقارن ينسب.
أراد الله سبحانه وتعالى لهما الأستمرار معا، بل أراد لهما أن يعاد بهما طفا جديد ونصرا جديد للدم على السيف فهوو شهداء على مشرعة المطار في تمام الساعة الواحدة وثمانية وأربعون صباح في ٣/١/٢٠٢٠ ، تاركين في محبيهم قلوبا تعتصر وفي أخوانهم سواعد تنتصر وأجيالا تكمل المشوار وتحيي ذكراهما الخالدة كطفا جديد قرب المطار ،ومن بكى على نعشه الولي الفقيه وقال عنه (ربي لا نعلم منه الا خيرا) فيقينا كله خير.
https://telegram.me/buratha