المقالات

عام مضى وعام بدأ ماذا يعني؟!

1306 2021-01-05

 

مهدي المولى ||

 

·        نعم ماذا يعني  هل يعني زيادة في عمرنا أم نقص في عمرنا

 

وعند التدقيق في حقيقة عمرنا يتضح لنا بصورة واضحة لا يمكن للإنسان ان  يزيد في عمره مهما فعل   فالموت أمر حتمي وطبيعي  حتى لو طال به العمر  لا فائدة منه قد يصبح  في حالة مزرية  وقاسية حيث يفقد  حركته نشاطه  أي  أرذل العمر  ففي هذه الحالة هو نفسه يتمنى ويرغب بالموت هذا من جهة ومن جهة أخرى انه يتعرض الى كثير من الأخطار والإضرار والحوادث المفاجئة والغير متوقعة التي تنهي حياته  ا والتي لم  يحسب لها حساب ومهما كان ذكائه وحرصه لا يمكنه تجنبها أبدا في  أي وقت وفي أي مكان وفي أي عمر.

 ومن هذا يمكننا القول ان العام الجديد  يعني نقص في عمرنا  وليس زيادة في عمرنا   واذا كان الإنسان ينطلق في فهمه للحياة من هذا المنطلق لا شك ان هذا المنطلق هو منطلق حيواني  اي الهدف العيش حتى لو قتل الآخر عذب الآخر أجاع الآخر تدمير الحياة وهذا منطلق المجموعات الإرهابية الوهابية.

 وبما ان الإنسان عاش هذه الحالة  وأنطلق منها لكنه بفضل عقله الذي اخذ يتطور ويتقدم أخذ ت نظرته تتغير وتتطور تدريجيا وأخذ يبتعد عن الحالة الحيوانية  حيث أخذ  يعيش على شكل جماعات وهذه الجماعات كانت تتعاون مع بعضها البعض ومساعدة بعضها البعض وبدأ يكتشف ويخترع الأمور التي تساعده في تذليل صعوبات الحياة وحماية نفسه من الأخطار والأضرار  التي تواجهه.

فأي نظرة لكل ما هو  موجود في الحياة كانت من  صنع عقل الإنسان ولولا عقل الإنسان لما حدث أي شي جديد في الحياة لما حدث اي تغيير أي تجديد أي إصلاح  وهكذا بدأ الإنسان يخرج عن الحالة الحيوانية ويدخل  الى الحالة الإنسانية.

ومن هذا بدا الكثير من أهل العقل الحر المنفتح يطلق على الذي يستخدم عقله في حل مشاكله معاناته خلافاته مع الآخرين  أنه إنسان  أما الذي يحل ذلك بيده يطلق عليه أنه حيوان.

وهذا يعني ان الصراع الدائر في الوجود بين الحالة الحيوانية  الوحشية وبين الحالة الإنسانية الحضارية بين العقل  الحر وألا عقل  لا شك أي نظرة موضوعية تؤكد انتصار الحالة الإنسانية الحضارية أي العقل هي المنتصرة والناجحة   على الحالة الحيوانية الوحشية أي  ألا   عقل.

وهذا يعني كل ما هو موجود في الحياة من نور  وخير وبناء هو من صنع الحالة الإنسانية الحضارية أي من صنع العقل وكل ما موجود من ظلم ووحشية وشر وخراب وتدمير هو من صنع الحالة الحيوانية الوحشية أي  ألا عقل.

   وهذا يعني  يمكننا ان نكون على ثقة  وتفاؤل بأن الإنسان  سيقضي على الحروب والعنف والإرهاب كما   يمكنه القضاء على الجهل والمرض كما قال الفيلسوف المصري ( لطفي السيد) لأن الحروب والإرهاب والتخريب عادة ورغبة حيوانية وحشية  ومن يقوم بها فأنه حيوان متوحش.

 لهذا نرى أهل العقل   محبي الحياة والإنسان مهمتهم بناء الحياة وسعادة الإنسان أما أهل ألا عقل أعداء الحياة والإنسان هدفهم تخريب الحياة  وذبح الإنسان.

  الحالة الإنسانية اي  أهل العقل يدعون الى بناء حياة حرة وخلق إنسان حر فهذا الحسين صرخ متحديا   أعداء الحياة والإنسان داعيا الجميع الى الحرية  كونوا أحرارا في دنياكم  داعيا الى عقل حر فقط لانه يرى في العقل الحر مهما كان رأيه  وموقفه هدفه  بناء الحياة وسعادة الإنسان     ويرى في اختلاف  وجهات النظر في كيفية بناء الحياة وسعادة   هي الوسيلة الوحيدة التي توصل الإنسان  الى هدفه من خلال تفاعل وتلاقح  الأفكار مع بعضها    لا  من خلال تصارعها.

ومن هذا يمكننا القول ليس هناك  فناء وعودة الى الوراء وإنما هناك تجدد وتطور في الحياة  وتقدم الى الامام  وهذه هي وجهة نظر الإنسان الحر صاحب العقل الحر يقول الإمام علي  من كان  يومه  كأمسه فهو مغبون  ويقول لا  تفرضوا عاداتكم على  أولادكم لأنهم مخلوقون لأزمان تختلف عن أزمانكم.

 وهذا يعني ان العام الماضي انتهى والعام الذي بدا عام  جديد أكثر رقيا وأكثر تطورا ومن هذا المنطلق علينا ان نهنئ بعضنا البعض  بمناسبة تطور الحياة ورقيها  وبناء حضارة إنسانية  وليس من خلال أإضافة عام الى  عمر  الإنسان.

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك