بهاء الخزعلي||
أنتشر على منصة اليوتيوب قبل خمسة أيام من الأن فيديو بعنوان الانتقام لسليماني وبالتحديد قبل يوم من ذكرى أستشهاده الأول، وتعتبر مثل هذه الأصدارات في معظم أقسام التحليل النفسي في أجهزة الاستخبارات هي رسائل، قد تنفذ على المدى القريب أو البعيد،أو أنها مجرد أسلوب من أساليب الدعاية في مجال الحرب النفسية بين الدول المتنازعة على أمر ما.
أحتوى ذلك الفيديو على مشاهد عده، كان أهمها ظهور صقور طائرة تحلق فوق سماء القواعد الأميركية في المنطقة يصاحبها سقوط عدد من الصواريخ على تلك القواعد، لكن المشهد الأكثر تميزا في ذلك الفيديو هو نقل أحد الصقور لجثة جندي أميركي ورميها أمام منصة ترامب أثناء خطابه في البيت الأبيض.
وفي يوم ٥/١/٢٠٢١ قامت القوات الإيرانية بمناورة تعد الأول من نوعها من حيث العده والعدد مستخدمة مئات الطائرات العسكرية بدون طيار،وتعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الدول الخمسة المتقدمة في العالم لإنتاج ذلك النوع من الطائرات، ناهيك عن تطوير طائرة سجيل النفاذة التي تتمتع بوجود محركين وطائرة مهاجر ٦ التي يمكنها التحليق لمسافات بعيده ، وعائلة طائرة أبابيل وطائرة كاميكاز الانتحارية، بالإضافة إلى التصريح الذي أدلى به قائد قوة القدس الجنرال أسماعيل قاآني بأن الرد سيكون من داخل الأراضي الأميركية.
وكأنه يرسل رسائل الى اليساريين الاميركيين للحد من تصرفات ترامب الحمقاء، وبأن أي تصرف غير محسوب تقوم به الأدارة الأميركية قد ينتهي بدمار قواعدها في المنطقة ما بين القصف من سجيل أو مسيرات الأبابيل وعلى مبدأ القاعدة العسكرية المعروفة من يمتلك السماء ينتصر في الحرب.
اما بالنسبة للجانب الاميركي الاحداث تتسارع،والخوف من المجهولة يسيطر على الإدارة الجديدة والإرباك يطغي على تصرفات الإدارة الحالية، وبكلمة حق يراد بها باطل جائت بتصريح من إيهود براك رئيس وزراء الكيان الصهيوني سابقا، في محاولته لإستمالة الامم المتحدة والادارة الاميركية الجديدة على وجه الخصوص .
حين قال (السيطرة في مواجهة إيران ضعفت وهي أكثر تقدما في أنتاج الصواريخ وتخصيب اليورانيوم) ويعتبر ذلك نوع من الديماغوجية السياسية التي عاش عليها الكيان الصهيوني سنين عديدة، لكن ما جاء من تصريح في حديث الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتزوف وان كان يعتبر غير رسمي لقناة الميادين حين قال (العلاقة الروسية الإيرانية علاقة صادقة و ستستمر الى الابد وعلى جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية) بمثابة صفعة للكيان الصهيوني.
روسيا عادت الى العالمية من البوابة السورية بفضل الشهيد الجنرال سليماني،وذلك يجعلها ساعية لأستمرار العلاقة الروسية الإيرانية،إيران ومحور المقاومة هذه الأيام بأعلى حالات الجهوزية التامة لخوض المواجهة ولم يكونا وحدهما في مواجهة الاستكبار الاميركي، السفارة الصينية في العراق تصدر بيان ترد به على الشائعات الأميركية ضد الصين ووصفتها بالتعسفية وبأن الحكومة الصينية رافضة لها جملة وتفصيلا.
الحكومة العراقية تفعل دور اللجنة المختصة ظمن الحوار الإستراتيجي مع الجانب الاميركي، لجدولة إنسحاب القوات الاجنبية من العراق، وما جاء في (حضيظ العلا) من المستعربين في الخليج لن ينعش الامال الإسرائيلية ولا حظوظ الإدارة الأميركية الحالية للبقاء، خصوصا بعد توجيه الإتهام من ترامب لنائبه المقرب مارك بنس لأنه لم يمنع مصادقة الكونغرس بنتائج الانتخابات حيث وصفه بأنه يدعم تزوير الانتخابات لمصلحة بايدن .
ولمعرفة ترامب مدى خطورة المغامرة في حال قرر توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، خصوصا وإنه قبل ٤ سنوات من الأن قد حذر إدارة اوباما من إرتكاب ذلك الخطأ في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، فلم يعد لديه سوى ورقة ضغط واحدة، وهي خلق فوضى عارمة في الداخل الإميركي وتحول التوتر الخارجي الى توتر داخلي.
وقد يخسر ترامب بذلك الخيار التأييد من بعض اعضاء الكونغرس الأمريكي الذين كانوا مساندين له، مما يدفعه لمحاولة تحويل تلك الفوضى الى مواجهة مسلحة وحرب أهلية في داخل الولايات المتحدة،لأن ما يحصل الان في الداخل الاميركي هو عبارة عن أنقسام بنيوي حاد ،ما بين تيارين أحدهما يدعم التوسع الخارجي للولايات المتحدة الأميركية يجعلها تستمر في السيطرة على العالم كدولى عظمى والأخر يرى بأن الحروب الخارجية تأثر على المستوى الأقتصادي والمعاشي الداخلي للشعب الأميركي،وليس أزمة سياسية طبيعية.
بالإضافة إلى إستشعار ترامب بالخطر الإيراني وهو في قلب الولايات المتحدة ويتحدث على منصة من خلف الزجاج المضاد للرصاص وهو يخطب بأنصاره، مما يؤكد فقدانه لجزء كبير من سيطرته على القرار الأميركي، ولم يبقى سوى المجاميع المناصرة له ليتحكم بهم بدعوتهم للخروج للشوارع أو العودة كنوع من رسائل التحكم بالشارع الأميركي.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha