حازم الحاج علي ||
تنتحر المدن عندما يهجرها ابناءها)
في ال (١٠) الاعوام الاخيرة أخذت الناس تفكر بالهجرة من مدنها و خصوصاً العوائل المدنية التي لا تجيد فن العنف و المسك بفرشاة فوهات البنادق و الجلوس بسوق الدواوين الخاص بسلع الـــ (الگوامة,الدگة,...)...
نزوح هذه العوائل التي هي بالاساس تمثل جدران المدينة التاريخية كونها من المؤسسين لهذه المدن سيشكل بتحول ديموغرافي للمدن التي سينزحون منها بل ستتحول هذه المدن الى شبه قرى و من ثم ستموت فيها المميزات كالادب و المهن و غيرها ..
في العقد الأخير شهدنا تحولات بالشخصية التي تعيش في المدينة و التي اخذت تلوذ بالريف لترجع به الى مجتمع أصولي قبلي يتنازع وفق سنن ليس بالضرورة أن يشفع معها تطبيق القانون او الشرع ...
دعم الساسة كان واضحاً لهذا التحول بل عملوا مؤسسات لهذا التحول الاصولي القبلي و خصصوا لها مرتبات مالية و هدايا و مباركة في حفلاتهم الانتخابية لينتهي بنا المطاف الى تعرض تلك القبائل ذاتها الى انشطارات اضرت بنسيجها هي الأخرى فأصبحت متقطعة الرأي .
التحول السياسي لم يكن ناضجاً بل استمرت تحركاته الى مؤسسات أخرى كالتعليم الذي أخذ بالسقوط و الواقع الصحي كذلك و العمراني و غيرها....
المشكلة الحقيقة هي ان تطلب من مجتمع خرج من ٤ عقود من الدكتاتوريات و الحروب ان يكون مؤهلاً بأنتاج طبقة سياسية ناضجة ..
تنتحر المدن عندما يهجرها ابناءها ..
ــــــ
https://telegram.me/buratha