✍🏻رجاء اليمني ||
ساجدة تلك الحروف التي قيلت في محراب التضحية. وعجزت وخلعت عباءة الذل والعار، وكل ألفاظ الخنوع والخضوع للطغاة بسبب دمعة أم ثكلى لم تجد كلام ينسيها. هل تفرح بقدوم شهر يناير لميلاد فلذة الكبد فيه، أم لفقدها في الدنيا وميلاده للآخرة. من يساعد هذه الأم في مواساتها ويحمل بعض من ألم الفراق ويساعدها عليه سوى بعض العبارات التى زادتها قوة وعنفواناً، وتركت شرخاً وعلامات ذل وخضوع في وجوه وقلوب المنافقين.
وجعلت قلوبنا حَرَة بسكوت الحروف وتجمد الكلمات لتعلو كلمات "هيهات منا الذلة. "
فحسبنا الله ونعم الوكيل، لله ما أخذ ولله ما أعطى.
وتلك طفلة تساقطت الدموع واحدة تلو الأخرى لفراق والدها لم تعرف من الدنيا سوى الألم فقد دفنت الأحلام مع والدها تاركاً طفلته لترضع الكرامة من تضحيات والدها. تركها يتيمة تحمل وسام العز والكرامة إلى جانب كل أعباء الحياة وحيدة، ولكن هناك وعد بين هذه الدماء وبين خالقها بأنه كفيل بما خلفت وراء ظهرها وذلك لمن يعلم قيمة اليتيم أنه نعمة من السماء لمن تخلف عن الشرف العظيم فعليه أن لا يدع اليتيم فهل من مذكر قال تعالى ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)
وذاك طفل يريد والده أن يعود وتعود معه كل الأماني في حياة زائفة عشق الأب فيها غروب الشمس، عشق الشهادة ودرب الحسين سلام ربي عليه؛ ونال ما تمنى تاركاً بضع كلمات على درب الله: " ماضون ولن نقبل الخضوع والذل" . هذه الكلمات رسمت لهذا الطفل منهج أبيه؛ بل وحددت المسار وأسقطت بها عروش الشيطان. فنهض الطفل حاملاً معه كل ألم الفراق وتعب الحياة. يبحث عن الأمان أن لم تكن الأم على علم ودارية بالفضل العظيم الذي تفضل الله عليها بها. فتتحمل الأمانة وتمضي حتى يشتد عود صغيرها والله المتكفل. أو سوف يسخَّر الله المؤمنين لما خلفت الدماء. وسينهض الوليد مطالباً بكل مصداقية بدم الشهداء
لتسقط الطغاة على مرور الزمن في مزبلة التاريخ.
عندما نشاهد هذه الدماء الطاهرة التي سفكت على محراب المكان المقدس؛ تجد عروش الطغاة في خزي وعار وتتزلزل الواحدة تلو الأخرى. وخير مثال ترامب وحالته الهستيرية. ونتحدث فيه عن تخبط يؤدي به إلى السقوط في مزبلة التاريخ والخزي والعار في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرةَ.
وتسقط بقية عروش الشيطان. ولازال هناك الكثير سوف تسقطها هذا الدماء الطاهرة وسوف تبتلع كل عروش الطغاة.
وسوف تثبت الأيام كلامي؛ وينكشف الستر ويسقط الطغاة مهما كان حجمه ضئيلاً ويسقط معهم كل الأقنعة والمنافقين والمطبلين ويعلو الذبح العظيم في المحراب المقدس وينشر الخير على أرض الله وتلك حقيقة كونية لا بد من حدوثها مهما طال الزمن.
وإن غداً لناظره قريب
والعاقبة للمتقين
ــــــــ
https://telegram.me/buratha