عمر ناصر *||
تعتمد وظائف الفرد الحياتية بشكل كامل على طبيعة استقرارها وعلى ايجابية وسلبية تعاملاتها مع الاقران والتي تستند على الطبيعة الفطرية المكملة لسلوك للافراد ، فبعض المفكرين يرون ان الحريه التي يتمتع بها الفرد لا تكون الا في اول خمس دقائق من حياته بعد الولادة ليقرر بعدها الابوين الاسم والديانة وحتى السرير الذي ينام فيه ، ولتبدأ مراحل تغذية مكتسبة من العادات والتقاليد والافكار الصحيه والافكار التي قد تكون بالية في بعض الاحيان وقد تكون غير منسجمة مع واقع الحياة المفروض على الانسان .
بذلك الوقت تكون عملية التغيير عند البلوغ في غاية الصعوبة وعادة ما تتعرض للنكبات والفشل بسبب الجذور الصلبة والمتينة الممتدة داخل اعماق الفكر الذاتي المتمثل بالعنجهية المفرطة بالرأي وعدم الانفتاح والتعصب للمبدأ المترسخ داخل النفس البشرية ، التي تكون في بعض الاحيان لا تتوائم ولا تتلائم مع ذوق ذلك الرضيع الذي ليس لديه القدرة على الرفض او حتى الادلاء برأيه في هذه الفترة من حياته ، لتعد فرصة تكاد تكون اكثر من مناسبة للابوين لغرس الفضائل فيه وتهذيبه وتجنب الرذائل.
كثيره هي الشعارات البراقة ومختلفة هي الكلمات المنمقة التي نستخدمها في تفاصيل تعاملاتنا اليومية ولكن بحقيقتها غير مطابقة للواقع الفعلي الذي نعيشه ، انما هي عبارة عن ماركة تجارية مسجله لغرض الترويج لمشروع مبطن بكسب ممنوع او مشروع ، وكثيره هي المتبنيات التي تشارك بنشرها ايدلوجيات متلونه لم ترى يوماً طريقاً الى بصيص نور يأتي من نهاية انفاق مظلمة بسبب بعض الخلفيات الفكرية الضحلة المتقوقعة على ذاتها ، وكثيرة هي التطمينات والاساليب الحلزونية المتبعة الذي يحاول منظريها كسب وجذب طبقات المجتمعات الفقيرة بمغناطيس الازدواجية السياسية التي يسير فيها المتحذلقين والمصابين بهوس التسلق لسلالم السلطه .
مانراه اليوم من تبعية عمياء هو تعاطي وافراط ومبالغه باساليب الولاءات الخارجية المقدسة شرقية كانت ام غربية ، وادمان اعمى لم يسبق لتاريخ الشعوب محتلة كانت ام مستقلة ان مرت بمثله من قبل ، فلا ضير بأن ننقل تجارب الشعوب والمجتمعات المتقدمة ونتبنى افكارهم في التقدم والرُقي كما ذكرنا ذلك في محافل كثيرة اذا لم تكن تتعارض بواقعيتها مع الكتلة والتركيبه المتجانسة الخاصة بمجتمعاتنا .
ان التعصب بالرأي ماهو الا أفة مجتمعية وفايروس لا يقل فتكاً عن بقية الامراض المجتمعية التي تأكل كل ماهو متحضر ويجهض اي فكر متجدد منفتح يولد لمواكبة اسس العالم المتقدم ، وما هو الا محاوله يائسة للتضييق من الحقوق وتقييد الحريات ، واصدقكم القول ما نراه اليوم ماهو الا فكر يسعى الفوضويون والمارقون الاستحواذ عليه لبسط سيطرتهم المطلقة على العقل البشري الحر ...
* كاتب وكاتب في الشأن السياسي
خارج النص / الانفتاح على الاخر اسمى قيم الشجاعة لدى المفكرين والمثقفين
وصناع السياسية.
https://telegram.me/buratha