بهاء الخزعلي||
أن ما تحدث به رئيس أركان جيش الكيان الصهيوني (أفيف كوخافي) من تهديدات بتوجيه ضربة عسكرية لأيران، هو عبارة عن رسائل واضحة على صعيدين داخلي وخارجي وكذلك هو الحال بالنسبة لنتنياهو.
· على الصعيد الداخلي:
العلاقة الحميمية بين نتنياهو وكوخافي، تبين أن ذلك التصريح هو عبارة عن وجبة دسمة على طبق من ذهب، يقدمها كوخافي لنتنياهو ليستفيد الأخير من هذا الطبق في الأنتخابات، أضف الى ذلك أن بقاء نتنياهو في منصب رئيس الوزراء يحافظ على بقاء كوخافي في منصبه الحالي، كذلك يعتبر من وجهة نظر أخرى أن تصريحات كوخافي عن خطر التهديد الوجودي للكيان الصهيوني، قد يخلق نوع من الرأي العام الداخلي لزيادة الميزانية المالية لجيش الكيان الصهيوني.
· أما على الصعيد الخارجي :
هناك رؤيتان لتصريحات كوخافي، الأولى:
أن أسرائيل تحاول الضغط على أدارة بايدن لأجبار الأخير على عدم العودة الى الأتفاق النووي، أضف الى ذلك هي عملية تذكير بالمصالح المشتركة لإسرائيل وأميركا في المنطقة.
الرؤيا الثانية:
قد تكون هذه التصريحات جائت بأتفاق أميركي أسرائيلي لأبتزاز أيران، لو أخذنا بنظر الأعتبار أن فريق بايدن فيه عدد من اليهود الأميركيين الذين هندسوا الأتفاق النووي في حكومة أوباما، كما أن رفض أيران لأقتراح بايدن بالعودة الى الأتفاق عبر سياسة الخطوة بخطوة، فبايدن يريد رفع جزء من العقوبات على أيران للعودة الى الأتفاق النووي، في حين أيران ترى أن لا داعي للعودة لطاولة الأتفاق مع أستمرار العقوبات عليها.
· اما بالنسبة للقراءة التحليلية لتلك التصريحات فهناك عدة أعتبارات منها:
* السياسة الخارجية الأمريكية لا تتغير رغم تغير الحكومات، فأن قرار ترامب بضم أسرائيل لقيادة القوة الوسطى الأميركية، يعطي الحق للتواجد الأسرائيلي في جميع القواعد العسكرية الأمريكية لتلك القيادة، والمنتشرة في 20 دولة آسيوية بالإضافة لمصر، وكذلك ما جاء بأتفاق إبراهام من تطبيع بعض الدول الخليجية مع الكيان الصهيوني، ونظرا لرؤية أميركا بضرورة تخفيض عدد قواتها في المنطقة، وتوجه بايدن لترميم الداخل الأميركي، قد يتضح لنا وجود محور خليجي يوناني أسرائيلي بقيادة الكيان الصهيوني موازي لمحور المقاومة في المنطقة.
· اما على الصعيد العسكري
تصريح كوخافي بأن أسرائيل وضعت خطط عسكرية لأستهداف إيران، ومن القاعدة العسكرية الثابتة في أوقات السلم والحرب هي ( أن الخطط العسكرية موضوعة على الطاولة وتتغير وفق تغير المعطيات) ذلك أن دل على شيء يدل على ضعف العقلية العسكرية لكوخافي، أضف الى ذلك انه شرح السيناريوهات للعمليات العسكرية والخطط الموضوعة علنا، وذلك ينافي مبدأ المباغتة في الحرب، أضف على ذلك كمية الأهداف الأيرانية التي هدد الكيان بأستهدافها متناسيا أمران، الأول أن المساحة الشاسعة لأيران والأمتداد لمحور المقاومة، يعتبر عائق في طريق أسرائيل لشل المحور، حتى وأن نجحت في تنفيذ جميع العمليات العسكرية بنسبة 100%، أما الأمر الثاني هو أن أذا أقدمت أسرائيل على ضرب محور المقاومة، سيكون الرد من مساحة شاسعة بوابل من الصواريخ قد ينهي الوجود الأسرائيلي نهائيا، ومن المعروف في فن الحرب أن من يفتح أكثر من جبهة في وقت واحد تكون حظوظه بالهزيمة أكبر من الأنتصار.
بواقعية أكثر أن تلك التصريحات عبارة عن أستعراض للعضلات لسببين، الأول هو ان إسرائيل تحاول أقناع حلفائها من المطبعين في الخليج، بقدرتها على الوقوف بوجه محور المقاومة وإيران، وكذلك كسب ثقة المطبعين سرا لأعلان التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، أما السبب الاخر فأنه سبب أقتصادي أكثر منه عسكري، فأن فشل منظومة الدفاع الجوي الأمريكية باتريوت بحماية أرامكو، وفشل السعودية بشراء منظومة (الأس 400) الروسية بسبب الأعتراض الأميركي، والوساطة الأميركية التي سهلة عملية بيع أسرائيل بطاريتين من القبة الحديدية للسعودية، قد تفتح آفاق بنشر القبة الحديدية في جميع دول التحالف الصهيوخليجي، ويعتبر ذلك مكسب مادي كبير لإسرائيل.
· الخلاصة:
أن جل ما يستطيع فعله الكيان الصهيوني، هو عمليات صغيرة هنا وهناك لفصل العراق وإيران عن سوريا ولبنان، أو القيام بعمليات أغتيال لبعض الشخصيات في أيران ومحور المقاومة، أما بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية فأن حكومتها أعتبرت تلك التصريحات تدخل ضمن إطار الحرب النفسية، لكن التصريحات العسكرية بتدمير تل أبيب وحيفا بالكامل، هي أشبه بعملية إستدراج للكيان الصهيوني لتنفيذ الضربة الأولى، حينها لن يكون هنالك أي حجة للأمم المتحدة أو قانون من القوانين الدولية يمنع إيران من الرد على أسرائيل بقوة، وقد نشهد حينها أختفاء الكيان الصهيوني من المنطقة، وبذلك تكون أيران قد ردت على الضربة الأسرائيلية من جهة وثأرت للعالم النووي حسن فخري زاده من جهة أخر
ـــــــ
https://telegram.me/buratha