حيدر السعيدي ||
في حياة كل الامم والشعوب تخليد سنوي تستذكر فيه ولادة عظيم من عظمائها او رمز من رموزها ولكنه تخليد واستذكار يبقى في حدود معينة لا يرقى الى مظاهر الاحتفاء بيوم من ايام هذه الامم فيما لو حققت هدفا ساميا اونظرية تؤمن بها وطبقتها على ارض الواقع .
شيعة اهل البيت عليهم السلام الذين يؤمنون بولاية الفقيه يستبشرون سرورا كل عام بتحقيق حلم الانبياء في اقامة صرح الجمهورية الاسلامية في ايران منذ عام ١٩٧٩ في ثورة بهمن المباركة على يد السيد الامام روح الله الخميني( قده) .
ان قراءة واعية لسيرة الامام الخميني على طول عمره تكشف لنا عن اخلاص رباني عميق وايمان مطلق بالله تعالى لدى السيد الخميني الذي قاد هذه الثورة العظيمة ضد شرطي الخليج الشاه البهلوي ومن خلفه القوى العالمية الكبرى .
انتصار الثورة الاسلامية والتي نخلد ذكراها ال٤٢ هذه الايام حققت العزة للمؤمنين والمستضعفين في العالم لأن القران الكريم يشير الى ان العزة لله جميعا ولرسوله وللمؤمنين.
ثورة بهمن اذهلت القوى الكبرى ثم اذعنت لمتغيراتها واذعنت لقبولها لخلوص نية قادتها وصدق نواياهم في العمل والتغيير .
نشهد اليوم صرح الجمهورية الاسلامية الشامخ وماحققه للامة الاسلامية من صحوة فكرية وعقائدية وللمستضعفين من عزة واباء وللعالم من تقدم علمي وتكنلوجي لا ينكره الاعداء والمتربصون فضلا عن جبهات الحياد فكيف بالاصدقاء وابناء المذهب .
اذا كانت جمهورية افلاطون قد اتعبت عيون السياسيين واقرحت جفون المفكرين ولم يظفروا بتطبيق مفرداتها ومضامينها واذا كانت مدينة الفارابي الفاضلة عصية الوجود فهذه جمهورية الامام الخميني شاخصة للابصار تعانق السماء علوا وفخرا علما وصناعة وزراعة وتقدما بلا حدود .
اننا اليوم مدعوون اكثر من ذي قبل لترك الاهواء العنصرية الحاقدة ومغادرة النزعات القومية الفارغة والنظر ببصر وبصيرة الى دولة الامام الخميني من منظار عقلائي ورؤية منطقية بل ومقارنة واقعنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي مع مجد هذه الجمهورية وتحقيق مقاربة نوعية منزوعة الضغائن نافعين منتفعين غير ضارين ولا مُضرين .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha