حيدر السعيدي ||
بعد وصوله الى ارض الوطن في العاشر من ايار عام 2003, وفي مدينة البصرة تحديدا, القى شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (رض) خطابا عاما سلط من خلاله الضوء على كثير من الامور التي تخص الايدلوجية السياسية في العراق, وجاء في بعض فقرات الخطاب الذي استقطب اهتمام الاعلاميين والمحللين :
” لاحرية ولا استقلال اذا لم ترفرف راية الاسلام, نريد الاسلام, واسلامنا الذي نريده, لا اسلام طالبان ولا اسلام المتطرفين, انما نريد اسلام الحسين (ع) واسلام علي (ع ) واسلام محمد (ص) .
وعلى هذا النحو فقد اوضح شهيد المحراب ماتبغيه الحركات السياسية الاسلامية وماتعتمده في اطار عملها الميداني والفكري, فالشهيد الحكيم اكد على الصلة الوثيقة بين الشعب العراقي والاسلام, لأن الاسلام كدين سماوي يشمل بتعاليمه كل مفاصل الحياة وميادينها المتنوعة وكدستور للمجتمع, يجب ان يكون احد المرتكزات الرئيسة في بناء عراق جديد ارتضاه لنا الشهيد الحكيم, بل واهمها في هذا المضمار من حيث تطبيق مفاهيم الاسلام وقيمه في القانون ودستور الدولة والتعليم وكل مؤسسات الدولة الجديدة, ذلك ان هذه المؤسسات تمثل الشعب العراقي وهذا الشعب غالبيته المطلقة من المسلمين .
ومن خطاب السيد الشهيد الحكيم انذاك مطالبته الواضحة بحقوق الشعب العراقي الكاملة, وان يتمتع بها ابناء الشعب وهم يمارسون دورهم في بناء هذا البلد العزيز, ولا يتحقق ذلك الا بوجود ارضية واسعة للحرية المجتمعية والدينية والسياسية .
وفي خضم هذه المعطيات من خطاب شهيدنا الغالي اكد (رضوان الله عليه ) على ان الاسلام الذي نريده ليس اسلاما متطرفا كما يروج له الاعلام الغربي بل اسلام الاعتدال لا التطرف والتسامح لا الاستعداء والبناء لا الهدم وبذلك نجد الشهيد الحكيم في خطابه في البصرة كأول محطة له في ارض العراق, بعد طول غياب يرفع الغموض ويزيل الابهام والشكوك عن كثير من القضايا السياسية والاطروحات السياسية لقيادة العراق ولم تمض الاسنوات قليلة حتى وجدنا الكثير من هذه المطالبات لشهيد المحراب تطبق على ارض الواقع في عراقنا العزيز لاسيما اقرار الدستور العراقي وتضمينه مادة دستورية ان الاسلام دين الدولة ولايجوز سن قانون يتعارض مع مبادئه وقيمه .
السلام على شهيد المحراب الخالد
السلام على روح التضحية والعطاء
السلام على جوهر الايثار والنبل
باق واعمار الطغاة قصار
من سفر مجدك عاقر مغوار .
https://telegram.me/buratha