المقالات

تعويضات الحروب بين العراق واليمن

1617 2021-02-07

 

عدنان جواد||

 

ان ما يثير الشجون والاحزان ولآلام في العالم، ان القانون الدولي يحابي القاتل القوي ويترك الضعيف فريسة سهلة ولا يحرك ساكناً، فالعراق يدفع التعويضات نتيجة لغزو نظامه الدكتاتوري لدولة جارة بدون موافقة الشعب العراقي وارادته، واليمن الذي تم احتلاله وتدميره وتجويع شعبه ولكن المعتدي لا يدفع التعويضات!!، هذه التناقضات في العالم جعلت الكثير من الدول تفقد الثقة بالمنظمات الدولية التي تدعي انها تدافع عن حقوق الانسان وانصاف المظلوم ومعاقبة الظالم.

فالجميع يعلم ان العراق لازال يدفع التعويضات للكويت نتيجة غزوها من قبل صدام حسين، وان الغزو تم بخدعة وكذبة امريكية، تم تطبيقها من قبل دول الخليج التي تأخذ اوامرها من امريكا واسرائيل، والادعاء بان العراق يملك اسلحة للدمار الشامل، فتم تدمير بنيته التحتية وقتل ابناء شعبة ، مرة بالحرب المباشرة واخرى بالحصار الذي استمر 13 سنة، قتل اكثر من مليون انسان، واستخدام الاسلحة المحرمة دولياً ، فانتشرت الامراض السرطانية، ولا احد من قادة العراق وحكوماته المتعاقبة، وعند الحوار مع الولايات المتحدة الامريكية، المطالبة بالتعويضات التي تبلغ التريليونات من الدولارات، فأمريكا هي سبب دمار العراق وفقدان ابنائه وتحويله الى دولة فاشلة تسودها الفوضى، لكن هل طالب المحاور العراقي المحاور الامريكي بذلك، والجواب لا لانهم ليس لهم هم سوى انفسهم وسلطتهم ومزاياهم، وفيها اهانة ونكران لحقوق الشهداء والمعاقين واصحاب الامراض المستعصية.

في حين ان العراق يدفع للكويت وحسب كلام الامين العام للأمم المتحدة في تقريره النصف السنوي في عام 2019، ان العراق سدد 48,3 مليار دولار وحسب القرار رقم 1483 بعد غزو الكويت 1990، 5% من مبيعات النفط ومنتجاته والغاز في صندوق تم انشاؤه لهذا الغرض، صندوق الامم المتحدة للتعويضات، والكويت اليوم تعطي الهدايا للسياسيين من باب(من لحم ثورة واطعمه)، من غير التعويضات للشركات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، وجميع المتضررين نتيجة احتلال الكويت، وان غوتيرش يشعر بالارتياح من التزام حكومات العراق المستمر بتسديد التعويضات.

بينما تقارير الامم المتحدة بشان دول اخرى تتسم بالخجولة والتي تبتعد عن الادانة للدول المعتدية، وهذه الولايات المتحدة تتحرك لقتل صحافي سعودي انتقد النظام السعودي فتم قتله ، ولم يحركها ادعاؤها الدفاع عن حقوق الانسان ما يحدث من ابادة للجنس البشري في اليمن، فتقارير الامم المتحدة في الشأن اليمني لا تتعدى الكلام غير الملزم، فعدد القتلى بلغ 233 الف شخص قتلوا جراء الحرب في اليمن وغزو السعودية واحتلالها لليمن، واستهدافها للمدنيين من النساء والاطفال، وبعد 6 سنوات من الحرب، لم يدين مجلس الامن والامم المتحدة وامينها العام ، غير التصريح بان اليمن مقبل على اسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقود، والدول الكبرى التي فرضت على العراق الحصار، واجبرته على دفع التعويضات، صدرت للسعودية اسلحة مدمرة استخدمت في اليمن، تقدر ب(17) مليار دولار اثناء حربها على اليمن، البعض من الدول تجدد لديها الامل بعد تولي بايدن الرئاسة في واشنطن، لكن السياسة الامريكية واحدة، فلا بد للشعوب وقادة الدول الاعتماد على نفسها في تقرير مصيرها، فالهرولة خلف السراب لا يجني غير الخراب، فهاهي الدول المطبعة مع اسرائيل رمت ما عندها وركضت بسرعة من دون الالتفات للخلف ولم تحصل على شيء، مع الاسف النظام الدولي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، ومن معها فهو امن ومن يقف ضدها فهو عدوها، ولأجل سيادة العدل بان العقوبة تشمل جميع المجرمين والابتعاد عن النظر بعين واحدة واحادية المعايير، فالعراق يدفع التعويضات رغم ان النظام فيه كان غير منتخب ونفذ حربه  بخلاف ارادة الشعب، وامريكا واسرائيل السعودية تقتل وتذبح وتفجر ولا احد يطلب منها التعويض!.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك