أ.د علي حكمت شعيب *||
فجر جديد انبلج في سماء القرن العشرين بعد ليال مظلمة شديدة من القهر والجور لعقود عديدة، حمل معه بشارة التحوّل الكبير الموعود الذي سيخرج الناس من الظلمات الى النور، ناشراً في الأرض القسط والعدل وماحياً عنها الظلم والجور، بعد أن ترددت البشرية في غياهب الاستعباد والاستضعاف والجهل منحرفة عن صراط الله المستقيم لقرون مديدة.
لقد شكلت الثورة الإسلامية في إيران بنموذجها الإسلامي الأصيل الأمل الحيّ للمستضعفين في الأرض لكسر قيود الظالمين.
فكان لها نصيب في كل نهضة وثورة انطلقت بعدها لمحاربة المستكبرين.
وهي إذ مكّنت إيران من أن ترتقي سلّم التقدم والتطور في المجالات كافة، لا سيّما منها السياسية والثقافية والاجتماعية والعلمية والتقنية، أعطت الدليل والحجة البيّنة للعالم:
أن الإسلام المحمدي الأصيل يستطيع بناء حضارة راقية قوامها القيم السامية المتمحورة حول قيم التوحيد والنبوة والولاية والإيمان بيوم القيامة.
وهو قادر على أن يأخذ بيد الدولة التي يحكمها في مدة زمنية قياسية الى مستوى الفاعلية على الصعيد الإقليمي فالدولي.
كما هي عليه الحال مع دولة إيران الإسلامية، التي أصبحت خلال أربعين سنة من عمرها قوة دولية ولاعباً أساسياً له ثقله وتأثيره في القرارات العالمية الكبرى، ومساهماً فعالاً في تغيير النظام العالمي الحالي المهيمَن عليه أمريكياً الى آخر لا تُقهر فيه الشعوب وتُنهب مقدراتها من قبل الأقوياء، تتطلع اليه الإنسانية كمدخل الى نظام عالمي تسود فيه العدالة والإنصاف وينتفي منه الظلم والطغيان.
· أستاذ جامعي ـ الجامعة اللبنانية ـ بيروت
https://telegram.me/buratha