حسين فلسطين ||
اعتاد السياسيين الكرد خلق أزمات وإحداث تناسب اطماعهم وطموحاتهم ورغبتهم الجامحة بالتوسع والسيطرة جغرافياً وسياسياً فجميع المؤشرات تؤكد ضلوع الأحزاب الكردية وسلطات شمال العراق في أغلب الاحداث العصيبة التي مرت بالعراق كالحرب الطائفية والتفجيرات اضافة الى مد يد العون للتنظيمات الإرهابية التي سيطرت في اكثر من مناسبة على محافظات عراقية كان آخرها سيطرة داعش على الموصل ولا يخفى على العراقيين كيف كانت ولا زالت اربيل ملاذاً امن لكثير من ازلام الطاغية صدام والفاسدين ومثيري الطائفية والفتن .
اليوم وبعد أن شهدت مدن إقليم شمال العراق ضعفاً واضطراباً غير مسبوقين نتيجة تفاقم فساد العوائل الحاكمة وتضييق الخناق على المواطن الكردي وسلبه حريته بطرق وأساليب تعسفية قريبة لأساليب البعث الإرهابي ، خرج الكرد لكسر حاجز الخوف والصمت من خلال الانطلاق بتظاهرات يومية تطالب بانهاء الفساد وتوفير رواتب الموظفين وعدم المساس بالحريات الشخصية ، لذلك ارتأت احزاب السلطة في اربيل إحياء بعض الممارسات والخطط التي تساعد في امتصاص زخم المعارضة الشعبية داخل الأقليم اضافة للضغط على بعض الأطراف المعارضة لسياسات الإقليم الانفصالية بالاستناد على العامل الإقليمي والدولي متمثلاً بالولايات المتحدة والخليج .
شخصياً لا أستبعد أن تكون لأحزاب السلطة في شمال العراق يد في حادثة قصف مطار اربيل والقاعدة الأمريكية خصوصاً وتزامنها مع أحداث مهمة ومفصلية سواء على المدى القريب كالموازنة او ما هو استراتيجي طويل الامد تشترك به دول ومنظمات وكيانات كالحشد الشعبي وطريق الحرير وما يتضمنه من قضم سنجار وسهل نينوى .
ويبدو أن عملية إطلاق صواريخ الكاتيوشا قد حققت أولى أهدافها من خلال كسب الجانب الأمريكي والدولي الذي لا أستبعد علمه بالعملية كون مصلحة الطرفين ستكون اكثر تلاصقاً من أي وقت مضى ، فمثل هكذا عمليات تساعد الجانب الأمريكي من تمديد بقاء قواته المحتلة وهي رغبة كردية اصطدمت برفض نيابي وشعبي ومرجعي في أن واحد تبلور نتيجة استهداف قادة النصر وقطعات الجيش والحشد الشعبي في مناسبات مختلفة .
أن أطراف المحور الأمريكي تدرك جيداً أن تنفيذ خطط العزل والتجزئة والسيطرة على الموارد الطبيعية والجغرافية وتوفير محميات لتنظيمات وكيانات إرهابية أمر اكثر صعوبة مع وجود الحشد الشعبي الذي يواجه حرباً سياسية عنيفة للإطاحة به خصوصاً مع تحرك بأتجاه ما يتجاوز سنجار قاده قائد عمليات الحشد (ابو فدك المحمدواي) وبمشاركة ألوية الحشد من المكون الايزيدي والتي بيعت بأتفاق اقل ما يمكن وصفه بأنه مذل سرق الأرض من أصحابها كجزء من عملية ترضية شاركت بها تركيا وأحزاب كردية وبغداد ، فما يجري اليوم من اتهامات وإشارات محاولة لاقحام الحشد وتقديمه ككيان غير منضبط لا يلتزم بالقانون العراقي و الأمم المتحدة وبالتالي فإن عملية تصنيفه كمنظمة إرهابية باتت اكثر سهولة ، في حين تبقى مسألة رفض بعض القوى الشيعية داخل مجلس النواب لما يسمى بالاستحقاق المالي " المفرط" في الموازنة العامة لمدن شمال العراق المكتوية بنار الأحزاب الكردية الانفصالية قابلة للتغير اذا ما مورست بعض الضغوط لصالح الإقليم كجزء من عملية استغلال حادثة اربيل وبالتالي فإن الحجر كردي المتمثل بكاتيوشا مطار اربيل قد اصاب عصفورين بحجر واحد .
https://telegram.me/buratha