حسين فلسطين ||
لا يختلف المتابعون للشأن العراقي في تقييم وتحليل الأحداث العصيبة التي مر بها العراق في السنوات الأخيرة ولعل العامين الماضيين أشد صعوبة واكثر خطراً من السنوات التي شهدت سيطرة داعش الإرهابي على مدن العراق بعد مبايعة كثير من قاطني هذه المدن للتنظيم الذي انسجم مع الايدلوجية الفكرية والعقائدية والسياسية للسنة سواء المنتمين لحزب البعث او غيرهم بأستثناءات بسيطة لم تكن قادرة على مواجهة الهيجان الطائفي الكبير آنذاك.
ونتيجة الانتصارات الكبيرة والعظيمة التي حققتها القوات الأمنية العراقية بقيادة قوات الحشد الشعبي والتي أظهرت قدرات عسكرية هائلة وشجاعة و عزيمة غير مسبوقتين حيرت كبرى جامعات العالم العسكرية أصبح التحالف الأمريكي الصهيوني وذنبه الوهابي_البعثي يدركون تماماً قرب هزيمة مشروعهم التدميري خصوصاً مع تقدم قطعات الحشد الشعبي والقوات المسلحة بسرعة البرق على الرغم من قوة العدو المدعوم شتى انواع الدعم والامكانية التسليحية البسيطة لمقاتلي الحشد، لذلك فإن الإدارة الأمريكيةومخابرات دولية أخرى فكرت بخطط بديلة تساعد في تحطيم أسطورة الحشد وتذهب بقدسيته من خلال شن حروب إعلامية ونفسية وبث اشاعات ترافقها أحداث خلل امني وفوضى مجتمعية تمهيداً لأقحامه بتلك الأحداث واتهامه وتشويه صورته الناصعة التي اكتسبت بعد أن جعل من نفسه درعاً حمى العالم بأسره دون تمييز أو مفاضلة ..
امريكا التي أساءت التقدير وانخدعت بخططها الفاشلة القائمة على أحداث فوضى وفراغ سياسي وتوهمت أن الوقت مناسب للقيام بجريمتها التي اغتالت من خلالها قادة النصر كررت نفس أخطائها الساذجة من خلال ما تقوم به والكيان السعودي من عملية ايقاظ خلايا الإرهاب الطائفي وممارسة الضغوط الأمنية والسياسية على بغداد فهي في تفكيرها القاصر تظن أن أي تصدي للحشد الشعبي واي معركة سيخوضها ستكون مفرغة جماهيرياً وغير مؤيدة شعبياً لذلك فإنها ومن خلال تحريك قوى الإرهاب في مدينة الطارمية لم تكن تريد زعزعة امن بغداد ومحيطها بقدر ما أرادت اختبار شعبية وجماهيرية قوات الحشد ومدى ثقة العراقيين بهذا الكيان المقدس!
وكأي معركة يخوض غمارها هذا التشكيل المبارك فإن الانتصار نتيجة حتمية تتجاوز في مدياتها حدود الميدان وتتخطى السياسة وصولا إلى ما تتركه من أثر نفسي ومعنوي لدى غالبية العراقيين وهذا ما لم تتمناه امريكا من خلال خوض الحشد لمعارك الطارمية التي حققت من خلالها نصرا عسكرياً وشعبياً اعاد العراقيين لذهنية الحشد المنتصر الذي يمثل عمقاً استراتيجياً و امنياً ويشكل ركيزة أساسية للحفاظ على وجود العراق و وحدة أراضيه وأمن وسلامة شعبه ومقدساته وموارده .
نعم قد تفاجئ الأمريكان وكيان ال سعود من حجم التفاعل الشعبي مع الحشد في كل وقت وحين وإن ما فعلوه ارتد بشكلاٍ عكسي لا يتناسب ومؤامراتهم الدنيئة التي تستهدف هذا الكيان العقائدي الوطني المقدس .
https://telegram.me/buratha