بهاء الخزعلي||
يتردد هذه الأيام، وخصوصا بعد زيارة البابا الى المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني دام ظله، بأن هناك خلاف بين حوزة قم و حوزة النجف حول الشرعية، و يذهب البعض واهما، الى أن زيارة البابا تعطي الشرعية للسيد السيستاني دام ظله، وتسحب الشرعية من السيد الخامنئي دام ظله، وهذا بسبب ما يمتلكه بعض وسائل الأعلام من جهل و خبث و أصطياد بالماء العكر.
* لو أن البابا مع خالص أحترامنا لقداسته، هو من يعطي الشرعية للسيد السيستاني أو السيد الخامنئي دام ظلهما، فالأولى للشيعة أن يتبعوا البابا، لأن حسب القاعدة العقلية في الفقه الجعفري، عندما يختلف عالمان في مسألة فقهية يتبع المكلف من هو أعلم منهما، و اذا ذهب العالمان لعالم ثالث يفتي بينهما، فيجب على المكلف أتباع ذلك العالم الثالث بوصفه الأعلم، ولو لم يكن الأعلم لما ذهب العالمين المختلفين له ليحكم بينهم.
* من القاعدة المنطقية (أثبات الشيء لا يعني نفي ما سواه)، زيارة البابا لسماحة السيد السيستاني دام ظله، وجه بها البابا الشكر لسماحته، على الدور المهم في حفظ دماء مسيحيين العراق و الدفاع عنهم، و عدم زيارته لأيران فذلك بسبب أن مسيحيي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم يعانوا مما عانا منه مسيحيوا العراق من ظلم، بسبب موجات التكفيريين المتكررة والمتعددة الأسماء و العناوين، على الرغم من منشأهم الواحد و أصلهم الواحد.
* أما بالنسبة لبعض التصريحات الأيرانية، التي يحاول الأعلام الأصفر من أستغلالها لخلق فتنة بين شيعة أيران و العراق، مدعين أن هذا التصريح يسيء لدماء شهداء العراق في معارك التحرير، مثل تصريح مساعد رئيس البرلمان الإيراني عبد الأمير اللهيان، حين قال " زيارة البابا للعراق تحققت بفضل تضحيات الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس"، الحقيقة أن الشهداء العراقيين في معارك التحرير قادتهم هم الشهيدين قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس، و ما تحقق من أمان هو بفضل تضحيات القادة و المجاهدين، لكن عندما يذكر القادة ذلك بسبب رمزيتهم في قلوب محبيهم من المجاهدين، فعندما ننسب واقعة الطف ونصر الدم على السيف للأمام الحسين عليه السلام، ذلك لا ينفي دور الشهداء السبعين من أصحابه (رض)، و لا دور الأمام العباس عليه السلام في ذلك النصر.
* أما البعض ذهب إلى أن زيارة البابا، قد تتيح المجال لكعب الأحبار اليهودي لزيارة العراق، و بأن التطبيع قد يكون مبررا في المرحلة القادمة بداعي حوار، الأديان خصوصا أن لقاء البابا و سماحة السيد السيستاني دام ظله قامتان دينيتان....
قطعا لا يمكن التطبيع في العراق خصوصا بعد ما وضع سماحة السيد السيستاني دام ظله قانون اللائات السبع، حيث أن الكل يعرف بأن كل ما يصدر من سماحته لمقلديه، هو قانونا لا يمكن التلاعب به أو التغافل عنه او تجاهله، لذلك اللائات السبع هي قانونا سيعمل به جميع الشيعة المقلدين لسماحة السيد السيستاني دام ظله، أضف على ذلك ذكره القضية الفلسطينية، و وصفه الدقيق لمظلومية الشعب الفلسطيني و أرضهم المحتلة.
https://telegram.me/buratha