المقالات

الفيدراليات الإبراهيمية..عوائق وتطبيقات..! (الجزء الثالث)

1338 2021-03-12

 

 بهاء الخزعلي||

 

 ● مقدمة:

 إن فكرة الإبراهيمية التي تسعى لها الصهيونية وتعمل على توظيفها سياسيا،  يراد بها تغيير جذري للمنطقة من خلال تطوير مسار سياحي ديني إبراهيمي،  ودمج الصهاينة في مجتمعاتنا بشكل رسمي،  ومشاركة الموارد بين الشعوب بإدارة مركزية تكون بيد إسرائيل،  باستخدام مكانة النبي إبراهيم (ع) لدى شعوب المنطقة.

 ● العوائق:

 * الوحدة الإسلامية والوطنية:  تعتبر الوحدة الإسلامية والوطنية هي السلاح الأمثل لصد تلك الأفكار التغلغلية الاستعمارية،  والقضاء على أي محاولة لخلق الفتن بين المذاهب والأطياف.

 * وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة:  يعتبر وجود محور المقاومة والجمهورية الإسلامية عائق عقائدي وجغرافي،  حيث إن محور المقاومة يؤمن بحق الشعوب بممارسة معتقداتها الدينية،  ودعم الحركات التحررية للشعوب بتحرير أوطانهم والاستفادة من مواردها الاقتصادية،  وذلك ينافي فكرة الدين الإبراهيمي المزعوم،  كذلك يتمركز محور المقاومة في قلب مسار إبراهيم جغرافيا،  وذلك يعرقل تحركات الصهيونية لتزوير الحقائق التأريخية لشعوب المنطقة.

 * مبادرة الحزام والطريق الصينية:  تعتبر تلك المبادرة عائق حقيقي لطموح الصهيونية،  حيث إن مبادرة الحزام والطريق إدارة الموارد بها غير مركزية،  أي أنها مشاريع مشتركة بين الصين والدول الأخرى،  في حين المشروع الإبراهيمي يؤمن بمركزية إدارة الموارد من قبل المتفوقين تكنولوجيا.

 ● التطبيقات: 

 * سياسة التقسيم والضم:  خلق صراعات دينية بين الدول،  ثم استمالة طرف من الأطراف المتنازعة وضمه بحلف مع الكيان الصهيوني،  أو تقسيم الدول على أساس عرقي وطائفي ثم إقامة تحالفات بين إسرائيل وبعض مكونات تلك الدول. 

 * تشويه صورة محور المقاومة وإيران:  وذلك بدعم قنوات إعلامية أو شخصيات سياسية أو مجموعات سرية ماديا لتشويه صورة محور المقاومة.

 * دعم الدور التركي:  جعل تركيا كبديل إسلامي للجمهورية الإسلامية الإيرانية،  مع تحييد طموحها من خلال سياسة العصا والجزرة،  وذلك من خلال اعتراف الأمم المتحدة بحركة فرسان المعبد (Templars) عام ٢٠٠١،  وهم حركة قائمة على حماية طرق الحج المسيحية عسكريا،  بدعوى تعرض الحجاج المسيحيين للاضطهاد،  ومسار طرق الحج المسيحية،  تبدأ من فرنسا مرورا بفلسطين انتهاء بتركيا،  وتتمركز تلك الحركة في فرنسا،  وبذلك نتفهم مبادرة فرنسا لإقامة مشاريع في العراق كأعمار مطار الموصل،  أو محاولة زيادة عدد قوات الناتو في العراق،  لكي تكون قريبة من مرتكزات مسار الحج المسيحية.

* رفض مبادرة الحزام والطريق: دعم شخصيات حكومية وشركات عالمية ومستثمرين، لرفض وعرقلة توقيع الاتفاقيات مع الصين، والتوجه نحو التعاقد مع شركات أخرى لها ارتباطات مباشرة أو غير مباشرة بالحركة الصهيونية.

 * دعم أبحاث الجينات الوراثية و وثائق التوثيق اليهودي:  تستخدم هذه الأبحاث لمعرفة سكان الأرض الأصليين من خلال البصمة الوراثية،  ولمعرفتنا أن الشركات التي تختص بهذه الأبحاث ليست في بلداننا العربية،  ونحن لا نمتلك تلك الداتا ولا نتحكم بها يسهل عملية تزويرها،  مع الوثائق اليهودية ستقنع الدول بأنهم ليسوا الشعوب الأصلية لهذه الدول.

 ● التمويل:

 * جورج سورس:  رجل أعمال ومستثمر،  هنغاري المولد أمريكي الجنسية،  يعرف بدعمه للسياسات الليبرالية،  وبدوره الفعال في مرحلة التحول من الشيوعية إلى نظام الرأسمالية في المجر.

 * عائلة روتشيلد:  وهي عائلة يهودية ألمانية،  غنية لدرجة أنها تقرض الدول الأموال والذهب،  مما يجعلها مهيمنة على تلك الدول وقراراتها،  تأسست على يد إسحق إكانان وبزغت في العصر الحديث،  وأما لقب روتشيلد فهو يعني الدرع الأحمر،  في إشارة إلى الدرع الذي ميز باب قصر مؤسس العائلة في فرانكفورت في القرن السادس عشر.

 * مؤسسة خليجية للتربية والعلوم وتنمية المجتمع:  وهي مؤسسة خاصة غير ربحية تأسّست في بلادها سنة 1995م بمبادرةٍ من شيخها،  وتتولى شيخة من عائلة الشيخ رئاسة مجلس إدارة المؤسسة،  وتقوم تلك المؤسسة بتمويل مبادرة مسار إبراهيم،  والدليل على ذلك اللوكو للتقارير السنوية التي تصدرها اللجنة العاملة على تطوير السياحة لذلك المسار.  

 ● الخلاصة: لو تمكنت تلك القوى من إقامة تلك الولايات وفق الدين الإبراهيمي المزعوم لا سامح الله، ستتم عملية استبدال الكتب المقدسة بكتاب واحد جديد قائم على المشتركات،  واستبدال الأماكن الإسلامية المقدسة بأماكن جديدة تحل محلها،  ثم بعد فترة من الزمن يأتي جيل جديد يؤمن بقدسية الأماكن الجديدة التي واكبها بقدسيتها،  بعدها تقوم تلك القوى بهدم المقدسات القديمة التي تم استبدالها دون أي اعتراض،  وذلك بالتحديد ما يذكره الكاتب وضابط الموساد الإسرائيلي إيفي لبكن في كتابه العودة إلى مكة (Return to Mecca). 

 ● المعالجة والتصديات:

 * إصدار تشريع ديني بعدم وجود ما يسمى (بالديانة الإبراهيمية) بل هناك ديانات سماوية، وكذلك نبي الله إبراهيم حنيفا مسلما كما ذكر في الآية الكريمة رقم (67) من سورة آل عمران،  بسم الله الرحمن الرحيم (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكُنَّ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) صدق الله العلي العظيم.

 * إنشاء حلقات دراسية دينية تعنى بكيفية التصدي بالحوار لمثل هذه المشاريع،  والتأكيد على أن الصوفية العالمية هي ليست الصوفية الإسلامية،  وكذلك تثقيف الشباب لعدم الانخراط بتلك المشاريع الصهيونية،  وتسليط الضوء إعلاميا على خطورة تلك المشاريع.

 * دعم حق الشعوب بالمقاومة،  شرعيا وقانونيا للتصدي المسلح بمجابهة تلك المشاريع الاستعمارية. 

 * إنشاء لجان إسلامية وطنية لتوثيق تراث الديانات الثلاث لكشف أي عملية تزوير أو تلاعب.

 * تشريعات أمنية لتأمين منتج الجينوم(البصمة الوراثية) والجينات(DNA)، قبل أن توافق الحكومات على تطبيق ما يسمى (بتشريع الكشف عن حق الشعوب الأصلية) من خلال الجينوم والجينات خوفا من التلاعب بالنتائج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك