بهاء الخزعلي||
● مقدمة:
إن فكرة الإبراهيمية التي تسعى لها الصهيونية وتعمل على توظيفها سياسيا، يراد بها تغيير جذري للمنطقة من خلال تطوير مسار سياحي ديني إبراهيمي، ودمج الصهاينة في مجتمعاتنا بشكل رسمي، ومشاركة الموارد بين الشعوب بإدارة مركزية تكون بيد إسرائيل، باستخدام مكانة النبي إبراهيم (ع) لدى شعوب المنطقة.
● العوائق:
* الوحدة الإسلامية والوطنية: تعتبر الوحدة الإسلامية والوطنية هي السلاح الأمثل لصد تلك الأفكار التغلغلية الاستعمارية، والقضاء على أي محاولة لخلق الفتن بين المذاهب والأطياف.
* وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة: يعتبر وجود محور المقاومة والجمهورية الإسلامية عائق عقائدي وجغرافي، حيث إن محور المقاومة يؤمن بحق الشعوب بممارسة معتقداتها الدينية، ودعم الحركات التحررية للشعوب بتحرير أوطانهم والاستفادة من مواردها الاقتصادية، وذلك ينافي فكرة الدين الإبراهيمي المزعوم، كذلك يتمركز محور المقاومة في قلب مسار إبراهيم جغرافيا، وذلك يعرقل تحركات الصهيونية لتزوير الحقائق التأريخية لشعوب المنطقة.
* مبادرة الحزام والطريق الصينية: تعتبر تلك المبادرة عائق حقيقي لطموح الصهيونية، حيث إن مبادرة الحزام والطريق إدارة الموارد بها غير مركزية، أي أنها مشاريع مشتركة بين الصين والدول الأخرى، في حين المشروع الإبراهيمي يؤمن بمركزية إدارة الموارد من قبل المتفوقين تكنولوجيا.
● التطبيقات:
* سياسة التقسيم والضم: خلق صراعات دينية بين الدول، ثم استمالة طرف من الأطراف المتنازعة وضمه بحلف مع الكيان الصهيوني، أو تقسيم الدول على أساس عرقي وطائفي ثم إقامة تحالفات بين إسرائيل وبعض مكونات تلك الدول.
* تشويه صورة محور المقاومة وإيران: وذلك بدعم قنوات إعلامية أو شخصيات سياسية أو مجموعات سرية ماديا لتشويه صورة محور المقاومة.
* دعم الدور التركي: جعل تركيا كبديل إسلامي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع تحييد طموحها من خلال سياسة العصا والجزرة، وذلك من خلال اعتراف الأمم المتحدة بحركة فرسان المعبد (Templars) عام ٢٠٠١، وهم حركة قائمة على حماية طرق الحج المسيحية عسكريا، بدعوى تعرض الحجاج المسيحيين للاضطهاد، ومسار طرق الحج المسيحية، تبدأ من فرنسا مرورا بفلسطين انتهاء بتركيا، وتتمركز تلك الحركة في فرنسا، وبذلك نتفهم مبادرة فرنسا لإقامة مشاريع في العراق كأعمار مطار الموصل، أو محاولة زيادة عدد قوات الناتو في العراق، لكي تكون قريبة من مرتكزات مسار الحج المسيحية.
* رفض مبادرة الحزام والطريق: دعم شخصيات حكومية وشركات عالمية ومستثمرين، لرفض وعرقلة توقيع الاتفاقيات مع الصين، والتوجه نحو التعاقد مع شركات أخرى لها ارتباطات مباشرة أو غير مباشرة بالحركة الصهيونية.
* دعم أبحاث الجينات الوراثية و وثائق التوثيق اليهودي: تستخدم هذه الأبحاث لمعرفة سكان الأرض الأصليين من خلال البصمة الوراثية، ولمعرفتنا أن الشركات التي تختص بهذه الأبحاث ليست في بلداننا العربية، ونحن لا نمتلك تلك الداتا ولا نتحكم بها يسهل عملية تزويرها، مع الوثائق اليهودية ستقنع الدول بأنهم ليسوا الشعوب الأصلية لهذه الدول.
● التمويل:
* جورج سورس: رجل أعمال ومستثمر، هنغاري المولد أمريكي الجنسية، يعرف بدعمه للسياسات الليبرالية، وبدوره الفعال في مرحلة التحول من الشيوعية إلى نظام الرأسمالية في المجر.
* عائلة روتشيلد: وهي عائلة يهودية ألمانية، غنية لدرجة أنها تقرض الدول الأموال والذهب، مما يجعلها مهيمنة على تلك الدول وقراراتها، تأسست على يد إسحق إكانان وبزغت في العصر الحديث، وأما لقب روتشيلد فهو يعني الدرع الأحمر، في إشارة إلى الدرع الذي ميز باب قصر مؤسس العائلة في فرانكفورت في القرن السادس عشر.
* مؤسسة خليجية للتربية والعلوم وتنمية المجتمع: وهي مؤسسة خاصة غير ربحية تأسّست في بلادها سنة 1995م بمبادرةٍ من شيخها، وتتولى شيخة من عائلة الشيخ رئاسة مجلس إدارة المؤسسة، وتقوم تلك المؤسسة بتمويل مبادرة مسار إبراهيم، والدليل على ذلك اللوكو للتقارير السنوية التي تصدرها اللجنة العاملة على تطوير السياحة لذلك المسار.
● الخلاصة: لو تمكنت تلك القوى من إقامة تلك الولايات وفق الدين الإبراهيمي المزعوم لا سامح الله، ستتم عملية استبدال الكتب المقدسة بكتاب واحد جديد قائم على المشتركات، واستبدال الأماكن الإسلامية المقدسة بأماكن جديدة تحل محلها، ثم بعد فترة من الزمن يأتي جيل جديد يؤمن بقدسية الأماكن الجديدة التي واكبها بقدسيتها، بعدها تقوم تلك القوى بهدم المقدسات القديمة التي تم استبدالها دون أي اعتراض، وذلك بالتحديد ما يذكره الكاتب وضابط الموساد الإسرائيلي إيفي لبكن في كتابه العودة إلى مكة (Return to Mecca).
● المعالجة والتصديات:
* إصدار تشريع ديني بعدم وجود ما يسمى (بالديانة الإبراهيمية) بل هناك ديانات سماوية، وكذلك نبي الله إبراهيم حنيفا مسلما كما ذكر في الآية الكريمة رقم (67) من سورة آل عمران، بسم الله الرحمن الرحيم (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكُنَّ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) صدق الله العلي العظيم.
* إنشاء حلقات دراسية دينية تعنى بكيفية التصدي بالحوار لمثل هذه المشاريع، والتأكيد على أن الصوفية العالمية هي ليست الصوفية الإسلامية، وكذلك تثقيف الشباب لعدم الانخراط بتلك المشاريع الصهيونية، وتسليط الضوء إعلاميا على خطورة تلك المشاريع.
* دعم حق الشعوب بالمقاومة، شرعيا وقانونيا للتصدي المسلح بمجابهة تلك المشاريع الاستعمارية.
* إنشاء لجان إسلامية وطنية لتوثيق تراث الديانات الثلاث لكشف أي عملية تزوير أو تلاعب.
* تشريعات أمنية لتأمين منتج الجينوم(البصمة الوراثية) والجينات(DNA)، قبل أن توافق الحكومات على تطبيق ما يسمى (بتشريع الكشف عن حق الشعوب الأصلية) من خلال الجينوم والجينات خوفا من التلاعب بالنتائج.
https://telegram.me/buratha