عدنان جواد ||
ان تركيا بحكومتها الحالية بدأت دبلوماسيتها بالتصفير لكنها انتهت بعداوة الجميع، ففي الآونة الاخيرة وخاصة بعد مجيء ادارة جديدة للبيت الابيض بقيادة بايدن، وبعد ان فقدت نفوذها في ليبيا بعد اخراج القوات الاجنبية فيها ومن جميع الاطراف الليبية، تركيا تتقارب مع السعودية ومصر، بعد ان تباعدت عنهما كثيراً فهي من زودت الاستخبارات الامريكية بالمعلومات في قضية تقطيع خاشقي، ودعم الاخوان في مصر، وهي سابقا تدخلت في ليبيا ودعمت طرف على حساب طرف اخر، وتدخلت في سوريا ولا زالت، وحسب ما قاله حمد بن جاسم وزير خارجية قطر السابق، ان ما قمنا به في سوريا كان بدعم من السعودية لإدخال المقاتلين والسلاح والمال بموافقة وتسهيل من تركيا، فاو ردغان يريد ان يعيد الهيمنة العثمانية بالفكر الاخواني، وقوله سنذهب الى اي ارض وطأتها اقدام العثمانيين، فهي دعمت اذربيجان ضد ارمينا ، وتتدخل في العراق، ودعم اثيوبيا في قضية سد النهضة، وفي المقابل فان دول الخليج عندما تتعرض للضغط والضعف تتجه اما لباكستان او الى تركيا.
يقول بعض المحللين السياسيين، ان هذا التغيير في السياسة التركية بالتقارب مع السعودية ودعمها في حربها في اليمن، هو الخوف من عودة ايران الى الاتفاق النووي وفيه قوة لمحور سوريا ايران روسيا، وما يخطط له اوردغان هو عدم الحل في سوريا للحفاظ على انصاره في سوريا كالنصرة واخواتها، فهو يعمل على مقايضات والتقليل من الضغوط الدولية على تركيا، ويتحرك على ثلاث محاور، المحور الدولي، فالإدارة الامريكية متجهة بشان تسويات في الشرق الاوسط مع الأوربيين ضد تركيا، وحل في ليبيا وحل اخر في اليمن وحل في سوريا، لقطع الطريق على خصمها الكبير القادم التنين الصيني، في الاستثمار في المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية وبالتالي بإيجاد نفوذ صيني في المنطقة، لذلك تركيا تتقارب مع اسرائيل وتتجه للسعودية لتخفيف الضغط الامريكي الاوربي عليها، وفي المحور الاقليمي فهي بحاجة للأموال السعودية والتوسع لمنافع اقتصادية في باب المندب من اجل النفط والغاز اليمني، وربما سوف تنقل بعض المرتزقة من سوريا الى اليمن كما فعلت سابقاً بنقلهم لليبيا، وفي المحور الداخلي فهي تريد ان تتعكز على النجاح في خارج تركيا للاستفادة منه داخل تركيا فشعبية حزب العدالة والتنمية بدأت بالانخفاض، اضافة الى تنازل سعودي وتضحية بما حصلت عليه في اليمن وتمنحه للإخوان في اليمن، فهو يرفع الشعارات الدينية في الخارج ليقوي شانه في الداخل.
لكن ماذا سيجني من مصر خصوصاً وان شرعية النظام الحالي في مصر في الوصول الى السلطة هي الوقوف ضد الاخوان، فهو سيتنازل في مصر على حساب اخوان مصر ويكسب في السعودية خاصة وان مساحة المناورة للسعودية بدأت تضيق، فالإدارة الامريكية تفرض على الجميع الجلوس على طاولة المفاوضات في اليمن ، وان يكون دور لانصار الله في الحلول السياسية في اليمن وبالتالي دور لإيران، وهذا الامر يغيض السعودية التي فقدت بوصلة سياستها وتركيا التي نجحت في انهاء الحرب في كرباخ لصالح حليفها اذربيجان بواسطة المسيرات التركية وسلاحها ومرتزقتها، تريد ان تكرر التجربة في اليمن، لكنها ستقع في مستنقع اليمن الذي وقعت فيه السعودية، فاليمنين اصحاب حقوق وعقيدة راسخة، وسلاح الولايات المتحدة الامريكية ومستشاريها لم تستطع اخضاعهم، فهل تتمكن المسيرات والمرتزقة الذين تجلبهم من سوريا بتغيير الوقائع على الارض، اثبتت سياسة اوردغان طوال فترة حكمه انه غير ثابت في النهج والمنهج وسياسته متغيرة لا يمكن الوثوق بها، فعلى السعودية الرضوخ للأمر الواقع والقبول بالنتائج الجديدة على الارض، والتغيرات السياسية الدولية، وان دماء اليمنين وخطر المجاعة وانتشار الامراض، وصراخ المنظمات الدولية بحقوق الانسان لا يمكن اسكاتها الى ما لانهاية بالأموال والرشى، وفوق كل هذا ان الله يمهل ولا يهمل ويوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم.
https://telegram.me/buratha